مِن الآن فصاعِداً . . سوفَ لنْ أتمْتِمَ عنْك إلا لنفْسيّ
فـ كثِيرة جداً هي الأشْياء التيّ أصْبحت تمْتَلكُ آذاناً حوْلنا . . !
ولأنّني متْعبة جداً مِن مطارَدة أطْيافكْ ، ،
و مرْهقة جداً مِن اقْتفاء أثَرك ، ،
و مرِيضة جداً بسَبب أحاديِثهمْ عنكَ ، ،
سأكْتفي بهذا القَدر مِن الوجَع !
وٍسأغيبْ كثيييييراً جداً . .
سأغيبْ عنْك / و عنْ ذاتيّ / و عنْ كلِّ أشيائي التيّ أحب والتي لا أحب . .
سأغيبْ عنْ وطنيّ يا وطني . .
لأجْلك سوفَ أرْضى أن أعيشَ الباقيّ منْ عمري بعيِداً عنْ أحلاميّ . . وبعيِداً عنْ كرَّاس أياميّ
فقطْ لأجل أن تحْيا يا سيد قْلبي لنْ أشاركك المَطرْ . .
ولكنْ امنَحنيّ حقّ مراقبَته مِن وراء زجاج النافِذة المحطّم !
ولأجل أن تحْيا أيضاً سـ أسْكب الحِبر . .
ولكنْ امنحنيّ حقّ قراءَة أحبارهمْ / أحبارِهنْ !
ولأجلْ أن تحيّا سـ أبتعد ، و اغادِركَ ، و اغادرنيّ ؛
وقَبل ذلكْ اسْمح لي بالبُكاء كثيييييييييييييراً . . !
على كلّ العمْر الذي قضَيته في انتِظارك وأنتَ لمْ تأتِ
عَلى كلّ المساءات التيّ ذبحنيّ فيها البرد وأنتَ لمْ تأت
عَلى كلّ الصباحاتْ التيّ ارْهقني اشْراقها وأنت لمْ تأتِ
عَلى كلّ النداءات التيّ بذلتُ فيها كلّ طاقتي وأنتَ لمْ تأتِ
عَلى كلِّ الجراح التيّ قتَلتنيّ مراتٍ كثيرة
عَلى كلِّ الذكرياتْ
عَلى كلِّ الصور
عَلى كلِّ اللّقاءات
عَلى كلِّ المُشاجراتْ
عَلى كلِّ الأمكنة التيّ شهدتْ حبيّ لكَ ، و غيابَك الدائِمْ عنيّ . . !
اعْذرني وحماقاتي السّابقة . .
فوالله لمْ ولنْ تحبّك أنثى بقْدر الحب الذيّ في قلْبيِ لَك
و لنْ تشْتاق لكَ انثى بقْدر الشّوق الذيِ يسْرقني إليّك
و لنْ تحتاجكَ أنثى بقدر ما احْتجت إليّك
و لنْ تتحدّث عنّك أنثى بحبٍ وعشقٍ بقدر ما أتحدّث أنا عنّك
و لنْ توْقِظك أنثى كلّ صباحْ بحنانْ بقدر الحنان الذي سأوقظك
و لنْ تودّعك أنثى بحزن فيْ كلِّ رحْلة غيابْ بقدر الحُزن الذي يسْتعمر روحيّ يا روحيّ
أي نعمْ والله . . كنت ولا زلت روحيّ
و النبض في قلبي
تصوّر بعد أن كنتَ ليّ كل هذه الحَياة بمَن فيها
أتنازل مرْغمة عنْك . . ويكسُو جَبينيّ وجَعٌ
بل ويتسلّل إلى خلايا جَسدي دونَ سيطَرة منيّ
لـ يَقتُلني ببطء شدييييدْ جداً . .
لـ يسْرقنيّ مْنكَ عُنوة ، ويسْرق من عمْري أمنياتي وآمالي
وتكسّرتْ فيَّ مئاتُ الأحلامْ التيّ حدّثتكَ عنْها ذاتَ صيّفْ
والتيّ لمْ أحدّثك . . !
عاصِفة هوْجاء . . أو بركان ثائرْ . . أو غضب أمواجْ كانَ قرارُك بـ الرّحيلْ
وما كَان منيّ إلا أن أتساقطَ أمامَ شدّة ما حدثْ . . و أنهرت أمامكَ وأنت تنْظر
ولأنك ما لملمتَني . . وما جمّعتَ أشلائيّ
متُّ بيّن عينيك حزْناً . . و أحرقتْ بقايايّ دمْعة لمْ تمْسحها بإبهاميّك
و شوَّهتني خصلات شعْري حيّن ترامَت فوق وجْهيّ
ولا أرغبُ في أن ترْفعها وترىَ ما أحدثّته الأيام والأشهْر بوجه طفْلتكَ
بصُغرِ كفّاي سأخبئ شقوق صدْري . . فأنت ما علِمتَ بتّحطَم برْوازِ صوْرتك فوقَ صدري . .!
و ما أخبروكَ هُم بأنني قَضيتُ تلكَ الليّلة أعيدُ ترتيبَ الزّجاج المبعْثر على أرْضية غرفتي
و ما اسْتسلمتُ حتّى نالَ زجاجُك من أطراف أصابعيّ . .
أما أوصلوا إليّك رسائل الحنينْ منيّ . . ؟
أما قرؤا لكَ حكايات التّعب مِن علَى جبينْ أياميّ . .؟
أما صارَحوكَ بأننيّ إذا ما بكيتُ كثيراً سوف أخسَر بصَريّ وسوفَ لنْ أرى ملامِحك إذا ما احضَرك الشّوق لي . . ؟
أما علّموكَ بـ أنيّ في ليالِ الشّتاء الباردَة لا اتدفأ إلى باسمِك . . وصوركَ . . وبقايا أحاديث عالقة بيّن قلْبي وذهني . . ؟
أما حدّثوكَ عمَّا أحدثه الغيابُ فينيِ مِن ثقوبْ . . ؟
أما حَملوا إليّك بيّن أيديهِمْ بقايَا عطْرك التيّ سَلبوها منيّ . . و دْفتر أحلامِنا الذي مزّقوه أمامَ عينيّ . . ؟
و ورْدة الجوريّ التيّ سحقوْها تحتَ اقدَامهمْ . . ؟
أي نَعمْ يا روْحاً تسْكننيّ رغْماَ عنّهمْ . .
تصوّر قتَلونيّ وأنا لمْ أفتَح بعْد هدايا عيّد ميلادي الـ تاسِع عَشر . .!!
* ارشيفيّة