صديقي المجهول

[موزه عوض]

..
.
هو مجرد
خيال
يأتي في الحلم
اكتبه
ويرحل..

 

[موزه عوض]

أغداً ألقاك..
ام سيبدو الليل طويلا للبحث عن
ظِلك الطويل ومسافاتنا التي تطول
وألحان أصابها العرب بوابل من الشؤم..؟ .
كأن تبحث عن شبح لا تراه أعين البشر ولا عيناي الدامعة من الشجن..
.
بحثتُ كثيرا عنك
وفي كل زاوية كُنت أشاهد حكاية ورواية قد كتبتها روائية قديمة لم يتسنى لنا أن نشاهدها في عالمنا الجديد..
سمعت ذات مساء ام كلثوم حين كانت تغني..
.

أغداً ألقاك يا خوف فؤادي من غدٍ
يالشوقي وإحتراقي في إنتظار الموعد
آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه إقترابا
كنت أستدنيه لكن هبته لما أهاب
.
ف تريثت ذات ود
ف تبت ُ وفي قلبي
الحلم قد وأدته أيادي
الصد..
.
يا صديقي..
أما من لقاء تتوثب له الخفايا
وتعلن للواقع في غدي حنايا..
.

 

[موزه عوض]

صديقي العزيز :
.
لا يهم أن اعرفك أو تعرفني
لا يهم أن ادقق في تفاصيل ملامحك..
لا يهم أن تكون معي أينما تكون احرفي المشوشة أحيانا..
لا يهم أن تعرف أسمي ولن اهتم بمعرفة اسمك..
نسختك في الخيال ووجدت فوق غيمة تمطر كل حين..
وشاهدتك عن قرب وانت تحتسي فنجان قهوة الصباح ذات يوم في كان ما ليس فوق الأرض ولا في مدينتي..
تذوقت قهوتك كالتي اشربها عادة في مقهى صغير جدا في زاوية بعيدا عن أعين الغرباء..
شاهدت ملامحك في رواية قرأتها ذات يوم وتبرعت بها في يوم ما في مدينة جميلة..
شاهدت أحلامك التي تشبه احلامي المتواضعة والتي باتت تكبر مع انتظاري لك..
صديقي العزيز :
.
لا أدري حتى الآن انت لا تشبه اصدقائي هنا ولا الذين يكتبون معي منذ زمن طويل ولا تشبه أبطال روايتي القادمة ولا أخال أن تكون احد الأبطال الذين كتبهم ذات يوم صديق بعيد جدا..
.
كُنت تتعرى من مظاهر الحياة
تكتم انفاسك لتتنفس الطين..
تحلم أن تكون إنسانا مكتمل ولا استطيع الاكتمال بك..
صديقي العزيز :
خيالي الذي سأتصفحه يوميا عند نهر النيل والفرات ودجلة ونهر المسسيبي ونهر السين..
ساتجرد انا الأخرى يا صديقي عن ما يؤلمني وسأقرأك بذاكرة قديمة عندما كُنت ألهو مع اقراني الصغار..
سأتفيأ ظِلك القديم عندما كان جديدك ينازلني في المنام..
صديقي المجهول :
.
لا تأتي هنا ابقى بين الأرض والسماء وانظر إلى عيني ورعشة قلبي واخبرني كيف لي أن لا أراك في حلمي أبدا أبدا..؟

 

[موزه عوض]

صديقي..!
.
..
عدتٰ من جديد
أصافح غيابك
وصقيع قلبك..
أصافح الأمل الذي احاول
ان يشدني الي تلك الأماكن
الخالية من الضجيج،
إلى تلك التلال الذهبية..
.
الشتاء الذي طالما انتظرته معي
والحلم الذي طالما رصفته
فوق شوارع مدينتنا..
والصمت الذي كاد يلهث
من التعب يحاكي الأزقة
وأحياء مدينة العشق القديمة..
.
طالما انتظرت الشتاء
لكي انفض غبار القسوة من قلبك..
واكتب لك تفاصيل الليل
الكئيبة المملة احيانا
في وحدة سيدات المنفى العظيم..
.
انت لا تعرف شيء ابدا
عن تقلبات أجواء المدن..
ولا تعرف كيف اذنبت نساء القرى..
ولا تعرف كيف للفقير
أن ينفق درهم على رغيف
خبز في يوم بارد باهت
وقارس على أطفاله الجوعى..
انا لا أعرفك بالأساس..
فقط اعشق مناوشة
الليل مع فنجان قهوة دافئة
ولثغة لسان لا يعرف كيف
عليه أن يحدث حبيبته عبر اسلاك الهاتف..
لا أعلم أي اخطبوط يلعق
جدران المنازل ويخفي
جبروته عن أعين البشر..!
.

 

[موزه عوض]

#صديقي_الصدوق
#أما_بعد ..
.
انتصف الليل..
وانا اتخبط بين الحنين
وترهات الافواه الجائعة للكلم..
اتحسس أصابع الأمس
عندما كانت آخر ليلة
تجمعنا هنا...
.
هناك كل شيء كان مختلفا
حتى عيناك يا صديقي..!
.
الحيرة والخوف وصمت
يشبه لحن الجنائز
عندما يجتر
حنجرة الوداع..
.
في هذا المكان كانت القهوة
سيدة الغناء الأولى وانت
تلتفت يمنة ويسرى
و....
كل شيء حزين في قلبي..
.
هنا..اصبح الليل جميلا
كفارس يمتطي جواده الأسود
.
آخر رشفة كانت تمحور
أحاديث الحنين وضجة
البشر واحلام الفتى الطائر..
.
هنا..
كان صديق المكان
يناجي وطنه كي يعود سريعا
هنا...
يا صديقي العزيز
احاول ان أهمس بألمي
وحدي كي لا اودع كل
شئ انت فيه..
..
رغم هذا الخيال الجامح
اذهب وصافح فنجان قهوتي
واخبرهم باشواقي اليه..
.
.
..

 

[موزه عوض]

.
.
لماذا عندما تشعر بالحزن
يعجز اللسان عن التعبير
وتضمحل الحروف بقيعان البكم
وتختفي ملامح الأمل من نفوس الحياة
ولا نسترد عافية الكلام المباح..؟ .
لماذا عندما تحتسي قهوتك وفي قلبك ملايين الأفكار ومئآت التساؤلات
تشعر انك لم تعد ترغب في شيء
ولا تستطيع أن تحب الأشياء الجميلة كما كانت في السابق..
ولم تعد تحصي لحظات
الفرح التي عشتها ذات يوم...
ويصبح الليل عابسا
والنهار باهتا والصمت مطبق شفتاه عن الحضور..
؟
لماذا تبقى بعض الأوجاع مختبئة
لا ترغب بالخروج الا اذا شعرت أن هذا العالم أصبح مقيت جدا جدا..
وبعض البشر يصبح انانياً بدرجة فضيعة والكل يبحث عن مصلحة ما قد تكفيه لو وجدها محاولا الهروب من جديد..
.
تكتب وانت لا تدرك معاناتك
الا حين تنسكب دموع الخوف من القادم..
.
تخبر نفسك كيف لي أن
أبقى في عالم يضج بالرهبة
والرعب في نفس الوقت..
.
آه يا صديقي المجهول..
.
بت لا أعرف من أنا..
لا أدرك نفسي وحولي الأقدام تجري طمعا وخوفا..
وجدتك يوما فاختفت معالم المدن التي احببتها في وجودك..
ثم وجدتك تعاني
ذاتك المتعطشة للكلام مع الغرباء..
.
لماذا علينا أن نقاوم ضجيج الحياة
وبداخلنا تطرق أبواب الحيرة وتدق طبول الأنين...؟ .
.

 

[موزه عوض]

.
.
#صديقي_المجهول .
...
كلما احتجت أن أكتب
وجدتك في طريقي
تحمل مصباح علاء الدين
كي تعود الى ذكرياتك العتيقة
إلى صوت مختلف يناغي صمتك ويحتري
الحنين داخلك..
.
كُنت أنا مع وردة
عند نافذة اللقاء
كانت أحلامنا بريئة
كدهشة المطر في
صيف حار..
.
قالت وردة :
اشتروني..
.
الا ترى هذا الأمر صعب جدا.
كيف لها أن تبيع قلبها..؟ ونحزن نحن لفراق صوتها..؟ .
صديقي..
تأمل ذاك الزمن
حين كان الحب مختلف..
وجئتَ أنت في الوقت الذي
لم يعد شيئا داخلنا
يأتلف..!
.
.
.

.

 

[موزه عوض]

صديقي
الذي بات مهزوما
غامضا
لا يدرك اننا في حالة خصام
بين الصيف والشتاء
مسافات حالكة وشمس حارقة
وانتظار تحت عين القمر..