[ تَعَرِيّ ] :
كَانَ الْزَّمَن الْرَّاحِل مُسافِراً فَوْقَ رُمُوشَ الحُزنِ المُبيضَّة بِجَفْنِي .. وَكَانَ الْقَادِمُ الْمُستَبِدّ- وهُوَ يَسْلُكُ دَرْبَهُ إليَّ- يَسْعَى لإقْنَاعِ ذَلِكَ الْمَلَك الْطيِّب عَلى كَتِفِيْ .. أَنْ أُشْعِلَ مِصْبَاحَ الشَّمسَ – وَلَوْ لِمَرَّةٍ- عَلَى حَافَّةِ شَفَتِيْ ..
لـ: أَرَاكَ مُرُتخياً وَمُتمَدِّدَاً كَ اِلهٍ سَئِمَ انتصابَ الْقَدرَ عَلى سَطْحِ رَأسِه , فَـ رَضَخَ لِجَبَرَوْتِهِ العَصَيّ..
لَيسَ شَرْطَاً أنْ: تَكُ بِمَلامِحَ وَاضِحةٍ مِثْلِي.. كِي أبْصِرك سَاطِعَاً بِاتِّساعِ حَدَقَةِ عَيْنِيْ.. ,..حلِيلتُك ’’أنا’’ ..لِها مَلامحٌ لا تُتْقِنُ مُمَارَستها .. تَضِيْعُ فِي كُلِّ الْوُجُوهِ ولا يَضِيْعُ فِي وجْهِها أحَد ..,
تُهَادِنُ الَّذينَ كَما أنُزلوا نَزَلوا ..وبِلِسَانٍ فَصِيْحٍ ..تَطْبِقُ عُروبَتُها مِن خلافٍ ..وتُخْرجُ الْحَيَّ مِنْ اللُّغةِ مَيْتاً مِنْ غَيْرِ سُوْء ..
لكِنَّكَ أَنْتَ: لَسْتَ كِذلكَ ..ولا تُشْبِهُنِيْ أَبَداً ..
إذْ أنِّي بِبَسَاطةٍ فَضِيْعَةٍ أَتَنَبَّأُ بِمَا لا رَيْبَ فِيْه : بِأنَّكَ الْعَبدُ لله .. الَّذِيْ لَمْ يَأْمُرْهُ الله بِعِبَادَتِهِ ..وَأنَّكَ الْمُتَكَاتِفُ مَعَ الْسَّمَاءِ - كَالمَاءِ -فِيْ كُلِّ انْتِصَارٍ عَظِيْم , وَالْمُبْتَسِم دَوْماً دُونَ فَمٍ لِكُلِّ تَخَاذُلٍ يَصْنَعْهُ الْطَّيْرَ عَلَى نَاصِيَةِ وَجْهِكَ , وَأنَّكَ الْلِّسَانُ الْمُنصَتْ لَهُ ..وَ اللُّغَةَ السَّاتِرَةَ للْمَغضُوبِ عَلَيْهِم والضَّالِيْن !
’’ هَكذا أنْتَ لِيْ : لا إنْساً وَ لا جَــآن
وَهَكذا أنَا لَكَ : الْعَارِيَةُ إلاَّ مِنْ قَبْضَتِك ’’
[ تَجَلِّي ] :
ضَعْ ضِلْعُكَ عَلى بِدايةِ الْطَرِيق , وَأحْلُم مَعِي بِمَوتٍ قَصيّرٍ وهادئ ـــــ هَاكَ يَديَّ , أَغْمِضْ عَلَيْهَا بِذِراعِك ..َ لُفًّ رُوحِيَ بِ هَواءِ الْنايَ الْمُنْبَعِث مِنْ تَحَرُكاتِك.. وَ اجْعَلْنِي وإيَّاك ..مِنْ الرَّاقِصِيْنَ عَلى أَسْطُحِ الْمَاء .. الْمَحبُوسِين خَلْفَ بَابِ الْدُّنيا ..الْمُتَجَرِّعِيْنَ الْطُهْرَ مِنْ رَاحَةِ مَرْيَمٍ .. وَالْمَحفوفيَّن بِقَبائلٍ زَاجلةٍ مِنَ الْجنَّة ..
.../هِبْنِي كُلُّكَ وَحُدُوْدِكَ .. تَلاعَبْ مَعْيْ بالْحُبِّ ..أينَما يُوَلِّيَنِي شَغَبُكَ ..فَأوْرَدَتِي حُبْلَى بِ قَلْبٍ جَدِيدٍ ..
لا تَحْدُدْهُ الْأَرْضَ ..ولا يَحُدُّهُ كَائِنٌ إلاَّك ,