احتماء .... بالضوء ! - الصفحة 5 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
[ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 75384 - )           »          ...نبض... (الكاتـب : رشا عرابي - مشاركات : 4701 - )           »          وش اخباري (الكاتـب : عبدالله البطي - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 2 - )           »          الوقوف مبكراً على الناصية (الكاتـب : منى آل جار الله - آخر مشاركة : جهاد غريب - مشاركات : 4 - )           »          أَعـتَــرِف .! (الكاتـب : سُرَى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 52 - )           »          !!!!! .....( نـــــذرولـــــوبــــيــا ) ..... !!!!! (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 167 - )           »          ؛؛ رسائِل للغائِبين ؛؛ (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : عبدالله السعيد - مشاركات : 407 - )           »          مِن ميّ إلى جُبران ... (الكاتـب : نازك - مشاركات : 895 - )           »          رفعت الجلسة غناء (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 1 - )           »          معراج (الكاتـب : إبراهيم عثمان - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 5 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-19-2010, 11:10 PM   #33
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

الصورة الرمزية سحر الناجي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

سحر الناجي غير متواجد حاليا

افتراضي




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
* أبدآ .. لا تغيب
أنسل بروية من طائلة الزمن .. ويبقى ظلي ممدآ على الجدران .. وروحي واجمة .. ويحها .. مابها ..!
كتمتمة توغر صدري بخبيئة الذكرى , يصيح قلبي المُتخم ببادرة ضجر .. ودندنة تتربص بوعيي ولا تكف عن مراوغتي
كم أحتاجني لأجمع أشتاتي المبعثرة على أرصفة النجوم , وأمكث بلا ترنح في حضرة الحيرة ..
لا الزهر يغويني .. ولا حبات من الياسمين تُضئ مساحتي الملقاة على جسد المساء ..
والليل كدأب عتمته الجانحة للسواد , لا يتصالح مع الشموع وبريق الأفلاك .. لا يُصغي لحكمة النور ..
لم يعد يقيتني الهذيان , وأنا ألوك على حنجرتي زفرة بدا طعمها أقرب من مرارة الخوف ..
ولن أدع الوهم يعبر من بوابة باحتي التي انكمشت ترتجف لهيمنة الزمهرير ..
على أطراف تأففي أدنو من انتباهة استعرت في حدقي فظهر الطيف بجلاء يتأرجح على نافذتي الناعسة ..
يقفز .. يقترب من أنفاسي ويتمرغ على جبيني , ثم يدس قسماته بين ثنيات حدقي ..
وجه مكتنز بالبراءة .. والطهر يتبعثر بخيلاء على الوجنة المحمرة خجلا ..
أُشيح بذاكرتي إلى الركن الآخر من الجدار .. ولا سُدى من البكاء .. ولا أقوى على الفرار ..
أجل .. إنكسار يحط على أطرافي برجفة مباغتة .. تمسك برؤوس أصابعي ولا تدعها إلا شاحبة ..
أفقدني .. لا أجدني بينما يكتظ صدري بالحزن , وتتحرك غصة نحو اليسار من قلبي مؤججة نبضات ذابلة الوهج ..
قالت لي المرأة التي قدمت مع المغيب : دعي ما يُريبكِ إلى ما يُريبكِ
همست : كل شئ بات يثير الريبة , حتى الطين المعجون بمساماتنا ..
أسرّت لي بحكمة : إذن .. لا تجعلي أصابع الوحل تندس في أحلامك ..
هتفتُ حانقة : الوحل بات يترصد بالدروب .. وأعمدة النور .. والصدور البريئة ..
أُمعن النظر في الأفق الغافي على كتف الليل بينما حكاية تقبل بلا هوادة وتسطو على حواسي ..
فتاة خرجت في العيد وبيدها سلة من الحلوى لجارتها العجوز السقيمة ..
فتاة وجسد رجل خبيث يتوارى في أزقة الحي بفؤاد ذئب وأظلاف تنهش الملامح البريئة ..
كان يضعها في عقله .. بينما تبرق في صدره الملطخ بالفساد رغبة بأن تمسي ضحيته ..
كان العيد يجر أذياله خائبآ من أرصفة المدينة .. والظلام هو الضيف الثقيل الحضور ..
لم تعد الصبية إلى بيتها .. والفرح تحول إلى نحيب يشق غمار الحي الذي استعر ذهولا للجريمة ..
كنت قد عزمت على أن ألوذ بسراج الطريق ولا أدع الليل يذكرني بما جرى ..
ولكن .. تلك الفتاة لا تغيب عني أبدا ..
أبدا لا تغيب

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-07-2010, 07:07 PM   #34
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

افتراضي




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* مدينة الظلام والأحزان ..
رغم سذاجتها .. وتعابيرها المفعمة بالخيال المحض , إلا أن الخرافات القديمة , والقصص البالية تشدني فيما يتعلق بحكايات الظلمة والنور ..
وهنا وقعت على حكاية تروي أبعاد من الوهم اللذيذ .. والملبد بضبابية الخرافة الخالية من إشراقات المنطق ..
يحكى في قصص الخيال والأساطير الشعبية , أنه كان في قديم الزمان مدينة ذات سحر عجيب وأمر غريب , حيث كانت تعيش في الظلام ولا تعرف النور أبدآ ,
وكان لهذه البقعة المليئة بالأسرار والمغامرات من الأرض ملك شرير غريب الأطواريعشق الظلام ويتخذه محرابا في لياليه التي يقضيها في عبادة الشيطان وذلك لأن أمه كانت إحدى محظيات إبليس ,
حيث قام ببناء الأسوار حولها ووضع على كل سور وحش عظيم ليحرس المدينة ..
من أي زائر غير مرغوب ممن جاءوا ليكتشفوا سر المدينة الغامض ويقفوا على ما يجري فيها وراء القلاع والأسوار ..
وكان في الجانب الأخر من الضفة مدينة هادئة وجميلة وكانت تسمى بـمدينة النور والناس فيها طيبون يحبون ويتعايشوب بخير وسلام , كما أن حاكمها كان فارس نبيل أسمه هارك ,
وكان طيب الخلق والفضائل .. أما الحارس الذي وضعه هارك لحراسة المدينة فكان رجل مميزومقاتل مغوار جدا ويدعى سانتر
حيث كان يدافع عن شعبه المسالم بشتى الطرق الممكنة .. لا سيما وأن العداء كان مستحكم بين المدينتين .. مدينة الظلام , ومدينة النور ..
وعندما توالت هجمات مدينة الظلام على الحاكم هارك وشعبه , قرر الأخير أن يقوم بمهاجمة المدينة الغارقة في الظلام , فجمع رجاله وفرسانه وأخبرهم بقراره ..
وحاولوا مرات عديدة أن يقتحموا المد\ينة لكن الوحوش العملاقة والشرسة كانت تحول دون تحقيق مرادهم
وفي ليلة سرمدية تسلل سانتر إلى المدينة المحصنة بدهاء شديد ثم اتجه إلى قصر الملك الشرير.. وهناك استطاع ملك الظلام أن يكتشفه ,
فأمر حراسه بالقبض عليه , وسجنه في قفص حديد .. ومرت عليه الليالي والأيام وهو قابع في سجنه هادئ , في حين كان ينتهز الليل ليقوم بقطع الحديد بمدية كانت بحوزته ..
حتى استطاع أن يحرر نفسه ذات ليلة .. وبهدوء شديد قام يبحث عن شئ يدل على سر الملك الشرير , فوجد كتابآ يخص الملك وقد وضع فيه كل أسراره ونقاط ضعفه , وألغاز قوته ..
لذلك فر سانتر وحمل إلى مليكه في مدينة النور بأهم ما عثر عليه .. فكرمه هارك ومنحه وسام الفروسية والشرف ..
وهكذا بدأت مخططات هارك بإنقاذ المدينة المظلمة من حاكمها الشري ..
واستطاع من خلال المعلومات الدقيقة في الكتاب أن يهاجم المدينة هو ورجاله بضع مرات , حيث قضى على الوحوش وعلى الملك الشرير ..
ليعم النور والسلام المدينة التي كانت سجينة الظلام ..
( منقول بتصرف )

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-09-2010, 04:59 AM   #35
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

الصورة الرمزية سحر الناجي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

سحر الناجي غير متواجد حاليا

افتراضي




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* مغامرة في الوادي ..
أنسج من مواقف الماضي طرفة كي تستبين هواجسي القديمة وتطفوا على سطح الماء الآسن في ذكرياتي ..
أعود إلى ذات الذكرى .. والتفاصيل الملقاة على عاتق الزمن ..
حكاية قديمة وتطل برأسها من كوة الشرود كلما ماطلني الحنين إلى أيام أشرقت بالفرح وتلونت بقوس قزح مهترئ ..
كنا صغار ولا نملك من هموم الدنيا سوى الفتات وبعضا من مشاكسات وطيش وربما جرأة تكومت ذات ليلة امتد فيها السهر حتى الثالثة فجرآ
كان بيتنا وقتذاك جديدا وتطل باحته الخلفية على مساحة شاسعة من الأراضي المهجورة ..
وفي الشمال من مزرعة العم سعد الرجل العجوز الطيب كان ثمة واد أثيرت حوله كثيرآ من الأساطير المفزعة ..
ربما أن حب المغامرة واكتشاف المبهم من الأشياء كان يسري في عروقنا مسرى الدم حين انفعال ..
قال أخي الصغير كمال : ما هذا الضجر ألا يوجد ما نقطع به الوقت حتى يحل الصباح ؟
وقال أخي جمال - وكان أعقلنا وأكثرنا هدوء : ليس هناك حل سوى الخلود إلى النوم ..
صاح الصغير معترضآ : إنها إجازتنا المدرسية .. ولا أريد أن أقطعها في النوم فقط ..
ثم قال كمن واتته فكرة مذهلة : ما رأيكم بأن نتسلل إلى الوادي ونكتشف ما يجري هناك ؟
قلت بفزع : ماذا .. في هذا الوقت من الليل .. لا .. أنا لن أخرج في هذا الظلام أبدا .. ولا ندري ما يوجد هناك ..
قال : ولماذا تخافي ونحن معك .. هي فقط مجرد إلقاء نظرة وسنعود بسرعة .. ثم أن القمر الليلة بدرا ..
لم ترق لي الفكرة خصوصآ عندما تذكرت وجه أبي الغاضب وهو يعاتبنا ويزمجر في طيشنا لما فعلناه ..
قلت : لا .. فإذا علم أبي لن يغفر لنا .. وقد يعاقبنا بشدة ..
قال : لن يعلم إنه يغط في نوم عميق هو وأمي ولن يصحو قبل صلاة الفجر ..
وأخذ يلح علي وعلى جمال ويزين لنا الأمر ويغرينا بالمغامرة حتى وافقنا على مضض ..
تسللنا من الباب الخلفي ومضينا على أطراف أصابعنا نطرق المجهول ونستكشف الظلام ..
كانت فرائصي ترتعد ونحن نقترب من الوادي السحيق , وكنت على شفا الإنهيار كلما سمعت صوتآ غريبا في الجوار ..
حتى الأشجار المتناثرة هنا وهناك كنت أتصورها كائنات هبطت من علو وأرادت أن تستعمر الأرض وتسكن أجسادنا ..
فالحكايات عن هذا المكان كانت لا تخلو من أشباح الظلام وعفاريت الليل ..
وعندما وصلنا أخيرا إلى الحافة .. كان الظلام يُغرق كل شي في الوادي .. فلم نر غيرسواد بالكاد يبدده نور القمر ..
وفجأة سمعنا صوت همهمة مرعبة ,, وعيون تلمع من قلب الظلام وتنظر إليننا بشراسة .. وكأنها على وشك الانقضاض علينا ..
خُيل لنا كائن خرافي بجسد عجيب عملاق .. وقوة خارقة يتلبد بجانب الحافة ..
فتسارع لهاثنا قبل أقدامنا ونحن نفرإلى البيت بذعر شديد حتى كادت قلوبنا أن تتوقف ..
بالتأكيد لم تمر أيامنا بعد ذلك بسلام وأمان ,, فقد كان يخيفنا كل ظل وكل صوت ..
كان النوم والأمان أبعد ما يكون عنا .. لا سيما كلما جاء المساء وشاعت العتمة في الأرجاء ..
ومرت أيامنا ونحن نترقب هجوم ذلك الوحش علينا ونبش أظلافه في أجسادنا وذلك لاقتحامنا خلوته وحرمة همجيته ..
حتى جاءنا الخبر من خلال نقاش عابر بين أمي وأبي يفيد بأن :
المخلوق الخرافي المفترس .. لم يكن سوى كلب جريح وجده أحد المارين بالوادي على جانب الطريق يتلوى جوعا ومرضا ..
فأخذه في رعايته حتى تعافى وشفي تماما ..

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-10-2010, 02:55 AM   #36
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

الصورة الرمزية سحر الناجي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

سحر الناجي غير متواجد حاليا

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* لا يعود ..
للقلب نبض وحيد فقط في هنيهة الوجع ..
واللحظة التي تضيع فيها الأحاسيس تحيل المنظور إلى شظايا ..
السماء لا تهشها المظلات عن الاكفهرار .. ولكن مزن السراب تدنو شاحبة من البياض ويعتريها الرماد ..
والخريف وحده موسم يحرق أجنحة الفراشات ويلكز الأنسام لتنحت البرودة على المساء ..
كانت المرأة التي فقدت صباها , وبددت تبر الزمن على وجه صغير تلقفته ورحلت بعد منصف الليل ..
صغيرها اليتيم .. إرثها الذي حبا على مصيرها فأشعلت له شموع التضحية ..
امرأة ..وخلفها الماضي يسطو على رابية الوهن .. تشرع نافذتها كل ليلة عل الموت يجئ وينجي روحها من تخاريف الحزن ..
صمتها الأجش .. وخصلات عمرها التي تطايرت هباء مع الريح ..
شمعتها التي احترقت وجعا .. وتبخرت مع لهيب القهر ..
ذوبان في كل مكان .. حتى خطاها تخالها مجرد ححم مسكوبة فوق دروب المصير
قال لها الذي تمنته سلام يوم ولد وبوم يموت ويوم يبعث حيا :
- سأعود يا أمي لأعوضكِ عن عذابك طيلة هذه السنين ..
وصاح وهو يلوح لها من الطريق :
- سأعود لأحميكِ من الليل والوحشة وأسراب الظلام ..
ينصهر الثلج عن ذاكرتها .. وتتيقن أن الليل سرمدي ولا سُدى من انتظار الفجر ..
هاهي تلوك الألم وتحتسي العجز .. ساخنآ , ومذاقه وجع آخر ..
تناوش القحط في عالمها المظلم .. يتصدع التراب من لهاث العطش .. وتشتاق إلى قطرة مطر من غيوم ذاك الراحل في البعيد
متى يأتي ويجمع شتاتها من أرض باتت ضريح لعمرها المناهز سبعون عاما ..
متى يأخذها إلى الضوء ويصفق الباب وراءهما بشدة على أيام مقفرة ومهترئة العذاب ..
وذات مساء جاءها البشير بعودته .. فأقامت الدنيا فرحآ وفألا ولم تقعدها ..
وانتظرته على أبواب النهار ونوافذ الليل .. انتظرته بقلب متعب وأجفان قرحها السهر ووجوم المساءات ..
انتظرته يوم وشهر وسنة .. مرت الأوقات كرحى تسحق ما تبقى من عزيمتها .. وتقتلها انتظارا ..
ولم يعد إليها أبدآ ذلك العاق المخادع ..

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-18-2010, 07:11 AM   #37
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

افتراضي



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* ظلام الغدر
صعقآ هو .. وهذا حاله منذ أن طالته أنامل الغدر ..
صعقآ .. وفارغ جوفه إلا من وجه الخطيئة المغرور ..وغصة تأكل بقايا تنهداته ..
لا يكف عن استحضار الحدث .. يغربله من لحظاته الموشومة بالفرح .. ويبقي فقط على نهايته المكتظة بالفجأة ..
يحدق مليآ في الثواني الأخيرة من الذكرى والفارة من وعيه بتمتمة كان صوتها كروائح الخبز المحترقة ..
اللحظة التي شطرته إلى كائن يتنفس الألم وكأنه لا يجيد سوى شهيق مثلج للحزن ..
في صدرة مسافات قاحلة من الحنين .. وتخلو من عشب كان يلتمع نحن ضوء القمر بالفأل ..
وعلى أطراف حنجرته وقفت تلك الآهة تفكر بالقفز من كوة نشيجه المحترق بحمم من العبرات ..
فوق قلبه يمتد أفق من الظلام .. واسم منقوش على جدار العتمة .. كان يضئ لياليه بأحرف من نور ..
قالت له تناوش ضحكاته : أنا لك .. ولن أكون لغيرك ..
فحمل وجهها بين راحتيه .. وجاب به المدينة يشهد الأرصفة على عشقه المجنون ..
صعد تلال المجهول وزرع بتلات عشقه بجنب نخلة خاوية .. وحفنة من خزامى الجوى ..
وترك بجانب الصبار صوته المترنم عشقآ وكومة من رسائله التي تغنى فيها بتلك القاتلة ..
سافر كي يقتنص من الغربة سانحة يظفر لها فيها بتفاصيل غد مشرق يجمعهما معا ..
وعندما عاد .. كي يلتقيها مرة أخرى تحت جنح اللهفة .. وفي أحضانه هدايا مزركشة من الأحاسيس الملونة بالوجيب ..
ولكنها لم تكن هي .. كانت تقترب منه على وجل ..
سألها : أين وجهكِ؟
قالت تركته عند الموقد في حجرتي .. وجئتك على عجل لترضى ..
فتشها مليآ .. لم يكن قلبها بحوزتها أيضا .. صاح : أينكِ .. أين الخافق الذي نبض بي ؟
طأطأت روحها .. صوب حصوات حاصرت أصابع قدميها .. لم تجبه ..
صرخ : أو هان عليكِ أن تمنحيه لغيري ؟
أيضآ لم تجبه .. لاذت إلى صمت مكسور بحفنة تنهدات مدببة ..
وكلطمة من كف لاحت من قلب الظلام صفعته .. قالت بهدوء :
- لن أنساك أبدآ .. سأظل مكتنزة بك .. وإن تملكني غيرك ..
ومضت بعد أن جردته من الحياة .. لتغيب بين طيات من العتمة ..

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-28-2010, 05:31 AM   #38
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

الصورة الرمزية سحر الناجي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

سحر الناجي غير متواجد حاليا

افتراضي



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* إختناق
المقت يستبد بأنفاسه , فيدخله في دوامة من الغضب ..
قهر مشقوق اللحظة اعتاد على مزاولته بين جدران حجرته الزيتية الطلاء .. اللامعة بانعكسات هزيلة لضوء يتأرجح متدليا من السقف ..
شعر برغبة عارمة بالصراخ , لكنه نظر إلى جسد زوجته المحتل مساحة كبيرة من السرير ..
فكمم ثغره خوفآ من الصيحة وانصت بنزق إلى صوت أنفاسها يعلو بشخير يقلم الصمت من حوله ..
قالت له تيك الغارقة بالسبات : إبحث عن عمل آخر .. إننا نموت فقرا ..
وبكى ولده أمامه بقهر وهو ينتحب : المعلم دائمآ يلومني .. والطلاب يسخرون من حذائي الممزق ..
حتى والده الميسور الحال زجره بعصاه المتجعدة حين لاذ به يطلب العون .. صرخ فيه بقسوة :
- أنت فاشل دائمآ .. وعندما تفلس تأتي لتقترض المال ..
وصاح به : أغرب عن وجهي .. وابحث لك عن عمل آخر ..
أين يذهب وقد تورمت أقدامه من البحث .. أين يجد كومة من الذهب يسكت بها همهمات زوجته .. وغضب والده
وكيف يجد حفنة ضوء يلوذ إليها لتركل هذا الظلام الذي يغمره حتى الغرق .. !
يشعر وأن جمجمته تحترق .. والنار تأكل كل نبضه التعيس ..
عظامه برحت في هنيهة استياء .. مجرد حطب يجوسه الويل في هذا الليل ..
همس يسامر ظله ويشكو إلى مسبحته همه الجاثم على صدره ..
قال لهاتفه لائمآ : أما حان لك أن تصدح برنين يحمل إلي البشرى ؟
وتوعد قميصه المهترئ , بأقرب مكب للقذارة حين يستبدله بآخر جديد ..
" كأنني سأموت "
قالها وقد ارتفع أزيز صدره .. وتحشرجت أنفاسه بالاختناق ..
استبد به السعال وتسارع كسياط يجلد حنجرته .. فألقى بجسده إلى جانب زوجته وراح يهزها بفزع ..
شرعت أهدابها بتثاقل وهمهمت : ها .. ماذا تريد .. دعني أنام ..
صاح بصوت متحشرج : استيقظي .. إنني .. أموت
ولم تحرك ساكنآ ..
وفي الصباح وجدته مشرع العينين .. مزرق الوجه .. وقد فاضت روحه إلى بارئها ,,

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-28-2010, 05:34 AM   #39
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

الصورة الرمزية سحر الناجي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

سحر الناجي غير متواجد حاليا

افتراضي




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

** لا تبارحني ..
رجفة استتيت على مفاصلي بقشة فقد مريرة ..
أنازع الليل ظلامه .. أفترش على تراب العتمة بساط من الشرود الذاهل ..
وخلف جدار باحتي المكتظ بأشياء منبعجة من لمساتي .. أتحرش بوجه حزين مطرق الوجيب ..
محيا .. رمقني بلوم حارق ولملم بقيته مني إلى خلف شجرة اللوز ..
ألوك زفرتي .. أبللها بقهر سرابي المكث .. إلا قليلا ..
لا يشاطرني ..
الطيف العذب ,, دندنة ألقاها إلى شفاهي زمهرير مثلّج التفاصيل ..
أتمتم فقط .. بالميم : وأعبرها سريعآ إلى الحاء لأتنحنح وأكظم شوقي ..
كم أمقت هذا الحرف لأنه ينوء به اسمي .. وشطر منك .. يباهي بي السر الوخيم ..
لا تندفها ..
يا قمري .. نفحات من شموخك .. إذا ما تملص منك الضوء إلى سجايا الضباب ..
آلامك على مرأى من قلبي التقطها بحنوك.. حتى لا يعصيني ذاك المتجهم .. ولا يجاهر بسكرة باتت وشيكة للمنية ..
وأما الأنين فأطيعه كمن لاذ بجمرة عويل .. من قيظ قهقهة سوداء ..
صدقني ..فراغ الكون بهيبته .. يسكنني للتو .. حتى ينتابني الغرق في دخان شاسع الغور .. سحيقه ..
لا تجف ..
قطرة من ملامحك .. وتنسكب على قلبي كالحميم .. لا تنهمر إلا هطولا ..
أفرد جناحي .. وأرتدي هامتي .. ولكن عظامي استشاطت ضعفآ .. وأبت التحليق ..
أتكوم على ركبتي .. فالليل عذاب أسود بدون تلك الضحكة .
ألتقط من النجم حزمة أنوار أضعها على حدقي .. وأفتش عني .. أناديني ..
علك تتأبط عنادك .. وتحمل لي ضوء بين عينيك يحتويني ..
لا تضنيني ..
وبيتي كوخ منحوت على خارطة أورانوس .. ذاك هو وطني ..
وغدير أعرج الهدير .. ينسكب زمهريرآ من قيعان عطارد فيمر من زحل مزهوا ..
والسنابل على جبين بلوتو .. كسوسنة خائرة الظل من صفعات الشمس ..
وتيتان يناوش أوفيليا .. ويتشاجر مع حفنة شهب مشاكسة ..
وهذا السَحر .. أيقونة حلم .. تسقط عند قدمي ..
فينتشر عطر الليل ..

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-08-2011, 09:08 PM   #40
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

الصورة الرمزية سحر الناجي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

سحر الناجي غير متواجد حاليا

افتراضي



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* القطة ..
غريب هذا الليل ويزدحم بصفوف متراصة من جند الظلام ..
غريب إلى حد ابتلع ريقه .. وأشاح بناظريه عن النافذة التي كانت تنفث الريح من وراء قضبانها بأنفاس الزمهرير ..
يرتجف .. حيث ضلعه المائل نحو إنحدار لولبي في عظامه طوء اليسار كان يصدر صرير كبوابة صدئة ..
وذلك السواد لا يمر على زمنه الراهن بخير كما أشادت به شفاه النهار الكاذبة ..
وفي هدأة السحر يأتيه صوت مواء من ناحية البوابة الخشبية الكبيرة .. فينتفض فزعآ ..
يتراجع زحفآ إلى الوراء جلوسآ وهو يحتبي بغطاء سريره كمن ينتظر وحش عملاق سيفترس لحمه ..
وعند اصطدام عينيه بذكرى مؤلمة .. يراوده صوت أبيه من زمن سحيق ومسرف في القدم ..
قال له ذاك القوي بينما كان يتطاير الشرر من عينيه :
-أأنجبت غلاما أنا أم فتاة ..؟
وأردف يصرخ :
- قم يا عدو نفسك .. وواجه خوفك كرجل وليس كبنت تتوارى في خدرها ..
أجل .. قم ياعديم الجرأة واجلب من لحظك بصر ينخر الفزع ..
وتمدد على الظلام بقامتك .. واستخلص من أشياء تجربتك شجاعة .. وواجه خوفك ..
لماذا لا تواجه ذلك الهاجس الملعون بين أوردتك ؟
هيا .. ناكف همهمة المجهول .. وما تخشاء من خبيئة الغيب ألقهِ على رمال الليل ..
قم .. فما تناهى إلى سمعك سوى مواء قطة قد تكون كائن بحاجة إلى عونك ..
لملم على صدره العاري بسترته الجلدية جيدا .. وتحرك ببطئ وتردد يحبو على ركبتيه ..
لكن هاجس القصة البالية ما زال يخيم على وعيه ..
كان الزقاق المظلم في الحي الشرقي من شارعه ينوء بثقل العتمة ..
حين ارتفع صراخ تلك المرأة ومزق كل سكون لليل ..
اجتمع حولها رجالات الحي وأعيانه يسألون عن سر هذا العويل ..
أشارت حينئذ بسبابتها إلى المنطقة الخربة المجانبة للبيت الطيني المهجور ..
قالت بأنفاس متهدجة : لقد أتت من هنا .. كانت بشعة وسوداء .. وكانت جائعة ..
سألها إمام المسجد : ما هي أو من هي ؟
قالت : قطة سوداء كبيرة .. هاجمت طعامنا , وعندما ضربتها ابنتي .. اختطفتها ورحلت من هنا ..
لم يصدق أحد رواية تلك الثكلى .. ومرت السنين والبنت غائبة .. لا تعود ..
هذه الحادثة .. هي هاجسه .. وفزعه .. ومبعث رجفاته ..
وفي هنيهة جنون .. أسرع بخطى التحدي نحو الباب فشرعه ورمق الظلام بعينين دامعتين ..
وكأنه مغيب .. اتجه نحو الصوت الذي سمعه منذ برهة .. ليقف على ماهيته ..
نبش الظلام ببصره .. فإذا بقطة بيضاء صغيرة محجوزة بين صخرة وجذع شجرة ..
دنا منها على وجل .. وسعى إلى خلاصها .. وحين حررها من مأزقها .. حملها إلى حجرته وأطعمها ..
وقضى الليل يلاعبها وينظر إليها بحنان .. قضى على تفاصيل خوفه القديم من خرافة القطط ..

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:47 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.