.
.
.
- على لسان شابٍ وقعَ
ولم تسمّي عليه أمه -

- وعد الطفولة -
وعدتك أن لا أكبر
في عينيكِ
عن التاسعة عشر
لأنك أحببتِ شخصيتي
في ذلك العمر
وأنا تعلقت بكِ أكثر
في ذلك الوقت
ولكني خنتُ الوعد
وكبرت..!
(ابنك بدر)
- ما بعد الطفولة -
خنتُ الوعد مرةً أخرى يا أمي
وسلمتُ قلبي لأنثى
دون رضاكِ أو حتى علمك
يا من رضعتُ منكِ
معنى الأنوثة والأمومة
والحبّ الأسمى..!
خنتُ الوعدَ مرةً أخرى
ووقعت في شباكِ الحب
وقد وعدتكِ أن أبقى
كتابك المفتوح
وقلب طفلك الأبيض
بلا حكايات ولا فصول
فعلتها يا أمي
وتجرعت عذاب الشوق
تنهدت بعيداً عن صدرك
وأصبحتُ أخبأ صورها
بين أحضان صورك..!
كيف أشرح؟
وهل ستقتنعين؟
هل ستصدقي بأن
طفلك الصغير كبر
وأصبح يُخبأ أنثىً
غيركِ في قلبه
تنازعكِ مكانتك
وتهدمُ بشوقها
بنية جسده
الذي سهرتي
لأجله الليالي
فعلتها مرةً أخرى
يا أمي
ونقص وزني كثيراًً
من العشق
وشحب وجهي
وأضناني الشوق
وأكثر ما يقتلني
اتصالك وسؤالك
وإحساسك بما
بقلبي لكنكِ تتجاهلين
تريدين أن أبادر
وأنا لا أملك الشجاعة
لأكسر قلبكِ الكبير
بجرأتي على
حدود مملكتك
التي أفنيت
عمركِ لأجلها
كبرتُ يا أمي
وتعلمت من الحياة
أشياءً أكبر من
حضنك الدافئ
وأقسى من عقوبة
والدي إذا أخطأت
كبرت يا أمي وتجرأت
وأحببت ووقعت وسهرت
وخبأت عنكِ قصصي
وأحلامي وأوهامي
عمّا كنت أبحث
لا أدري..!
عن حضنٍ أدفأ
من حضنك
أم قلبٍ أكبر
من قلبك
أم مجرد مرحلة عمر
أم هي سنة الحياة
أن أهجر أحضانك
لأحضان أنثىً أخرى
تسرقني منكِ
صدقاً لا أدري
فلا تزيدي وجعي
بإلحاح السؤال
فقط "سمّي علي"
فقد وقعت
"سمّي علي" يا أمي
فمنذ فرق بيني وبينكِ
عملي وسهري وسفري
وأنا أفتقد تسميتك المباركة
ونظراتك التي تبعث الحياة
في قلبي الموجوع
"سمّي علي" يا أمي
فقد وقعت مراراً بدونك
وبعيداً عن عينيك
وخبأتُ عنكِ وقعاتي
وسقطاتي خوفاً منك
وعليك وربما حباً لكِ
فقط..
"سمّي علي" يا أمي..!
