حديثُ الروح - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
[ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : نوف الناصر - مشاركات : 75361 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 238 - )           »          البحر المسْجوُر (الكاتـب : عبدالرحمن الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 16 - )           »          تَواصلٌ أبعادِي ! (الكاتـب : شمّاء - مشاركات : 1970 - )           »          أَعـتَــرِف .! (الكاتـب : سُرَى - آخر مشاركة : شمّاء - مشاركات : 50 - )           »          أبلة " عفاف " (الكاتـب : محمد السالم - آخر مشاركة : خالد الداودي - مشاركات : 23 - )           »          !!!!! .....( نـــــذرولـــــوبــــيــا ) ..... !!!!! (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 54 - )           »          مأوى الأحلام. (الكاتـب : آية الرفاعي - مشاركات : 122 - )           »          المدحُ لا يَلْبَسُهُ إلا مَن فَصَّلَتْهُ أفعالهُ . (.... شافي .... ) (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 6 - )           »          رِحْلَةُ النَّفْسِ فِي مَرَايَا العُبُورِ! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 0 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-12-2010, 10:54 PM   #1
د. عمرو الساهري
( شاعر )

Smile حديثُ الروح


خواطر من حرِّ نارِ الهوى تغلو

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

*
6- حديثُ الروح
*
*
*
*
وعلى حينِ فرحةٍ ، ودونما إذنٍ ودونما أدني انتظار .
جئتُ لدنياكِ ،
لأتعلم من هواكِ كيف يكون الهوى ؟
وكيف أقتاتُ الفرحةَ في زمن التحزِّب والتجمهرِ والحصار ؟
فلا أدري على وجهِ التحقيقِ من أيِّ بابِ يمكنِّني الدخول ؟
ولا أدري على وجهِ الصدقٍ كيف يمكنني أمامكِ المثول ؟
ولا أعلمُ بحقِّ اليقينِ هل أنا على الأرضِ ،
أم أنَّكِ قد أخذتني إلى هُناك ؛
إلى حيثُ كُلُّ شيءٍ مصنوعٌ من طيبِ إحساسكِ ،
ومصبوغٌ بالحنانِ ومدهونٌ بتنهداتِ صدركِ ،
ومؤلفٌ من أبياتِ شعركِ الصاعدِ الواعدِ الرائحِ الغادي ،
فهل يحقُّ لي في وجودكِ الاستفسار ،
أمَّ أنَّك من قديمٍ العشقٍ قد أخذتِ القرار ؟
*
لو تسأليني الآن عنِّي ؛
أرجوكِ أن تُصدِّقيني إن أخبرتُكِ أنَّني لا عُدتُ أعرفُ لي في الأرضِ مكان،
فماذا سأفعلُ ؟
وأنا المُقيَّدُ بالذات ، والمحبوسِ ما بين أصابعِ الذكري وجبينِ الزمان ،
وماذا سأفعلُ ؟
وأنتِ تحيطيني من جميعِ الجهات ،
فتارةً تنسكبين كبيتٍ شعرٍ بكلِّ الحروفِ وكلِّ اللغات ،
وتارةً تتأرجحين على صدرِ أنفاسي ،
وتارةً تُقلمين أظافرَ شغفي ،
وتارةً تُنقبين عن مكنونِ إحساسي ،
وتارةً تلهبين ضلوع شوقي ،
فتحرقيني وتحرقي بيتي بروحِ الحنان ،
فيا أيتها المليكةُ المالكة ،
ويا أيتها الكريمةُ البخيلة ،
ويا أيتها القريبةُ البعيدة،
ويا أيتها المستبدَّةُ المتسامحة،
ويا أيتها الغزالةُ المُغازلة ،
ويا من أخذتني برضائي ورُغماً عنِّي ،
لماذا تجلِّيتِ لي ؟
لماذا تجلَّيتِ لي ؟
وأنتِ تعلمين بأنَّ مريض القلبِ ممنوعٌ من رؤية المُثيرات ،
وممنوعٌ من تقلُّباتِ الجوِّ ومن تقلُّبات الغرام ،
وممنوعُ حتى من مصِّ الشفاهِ ولدغِ اللسان ،
وممنوعٌ حتى من التفكير،
ومن لمسِ الأصابعِ ،
وممنوعٌ حتى من الكلام ،
وغيرُ مسموحٍ لهُ في الهوى أن يكون في قوائم الانتظار.
فماذا سأفعلُ ؟
وفى غيابكِ يأسرني التفكير ويلفحُ وجهي جمرُ الدُوار ،
وفى حضوركِ يجمعني الشتاتُ ،
وأغيبُ في سكرةِ الهوى،
وأفيقُ من سَكرةِ الاحتضار.
وماذا سأفعلُ ؟
وأنا القرويُّ وأنتِ المدينة ،
ولا أفهمُ لغة التحضِّر والتمدُّن ولا أعرف حتى كيف الحوار يُدار.
*
عاجزٌ أنا عن فعلِ أي شيء ،
عاجزٌ حتى عن تحريكِ لساني ،
أو مصمصةِ شفاهي ،
ولا عدتُ اقدرُ علي أيِّ شيء ،
ولا حتى على التفكير ..
فامنحيني حق اللجوء لديكِ ،
وسأمنحكِ حقَّ تقرير المصير ..
لم أعد أري شيئاً بالدنيا إلاَّ أنتِ ،
وكأنَّ العين قد حلفت بألاَّ تري سواكِ ،
ولا عدتُ أعرفُ بأيِّ أرضٍ أنا ولا بأيِّ دار ،
فأرضي هواكِ ،
وثغرُكِ يبقي دارَ القرار ،
وسأكونُ لكِ كما تشائين ،
وسأتحولُ كما يشاء الهوى وكما ترغبين ،
فمرَّة أصيرُ وسادتكِ التي عليها ترتاحين ،
ومرةً عصفورَ جنَّةٍ يترنمُ باسمك ،
ومرةً كُرسي اعتراف لا يفقهُ غيرَ " أُحبُّك "
ودوماً سآتي إليكِ ليلاً برفقةِ أحرفي ،
وأغلقُ علينا الباب ،
وأتغطَّى وألتحفُ بكِ ،
وأخلعُ لديكِ جاهي وعلمي و العِذار.
اللهُ ... كم أتمنَّي لو نمتزجُ سوياً ؛
فتُدركنا بركاتُ الأولياء والمقربين ،
تتعانقُ نمنماتُ الشفاه ،
وتتراقصُ خطوطُ الخصرِ ،
وتتراكبُ ضلوعُ الشوقِ ،
ونصيرُ فَرَاشاً يطيرُ بالسماء ،
وفِراشاً أكون لكِ ،
وأثبتُ لديكِ الحلول والإتحاد ،
ونشربُ سوياً نخب الانتصار ،
فلماذا أيتها الجميلةُ حين رأيتني قد هممتِ بالهروبِ ولُذتِ بالفرار ؟
*
سألتُكِ ....
يا أيتها الساكنةُ بعمقٍ بأغوارِ القلب ،
والضاربةُ إلى حدِّ اللا حد بجذور الروح ،
والراقصةُ بكاملِ اللينِ على مسامِ عشقي ،
والواعيةُ تماماً بشرود ذهني ،
والناطقةُ دوماً بلسانِ صمتي ،
والعذبةُ الروحِ ومعذبةُ الفؤاد ،
سألتُكِ باسم ما بيننا أن تتمهَّلي قليلا ،
وأن تتجرَّدي قليلا ،
وأن تعيدي البسمة بحضورك ،
وتمزجي شغفي بسنا نورك ،
وتروِّضي إحساسي ،
وتتفنَّني في إيقاظ نومِ أشواقي ،
يا سابحةً بجوِّ الغرام ،
ويا ماشيةً فوق مياه القلب ،
ويا من على كتفيها أحطُّ رِحالي وأتعكَّز ،
ويا من على صدرها أُلقي راسي وهمومي وأتأمَّل ،
ويا من بسحر جمالها أمارس التفكير العميق،
ويا من ببؤبؤ عينيها أتكوَّرُ كُلِّي على بعضي وأغرق ،
سألتُكِ أن تأتي ،
فلقد مللتُ من الدنيا ومللتُ الأعذار ،
ومللتُ من الصمتِ ،
ومللتُ من لغة الإشارةِ وأرهقني الاختصار ،
ورجعتُ يتيماً مثلما كنتُ ،
وحدي أنا والقلبِ والأشعار.
*
عمُّوري
2010

 

د. عمرو الساهري غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:50 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.