يوم أكلتنا الحية - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
اعتراف!! (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 0 - )           »          ما يكتُبُهُ العضو بالعُضْو : (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 2421 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : خالد صالح الحربي - مشاركات : 75191 - )           »          بحر الحزن !! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 2 - )           »          شطحات وأمل (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 3432 - )           »          تخيل ( (الكاتـب : يوسف الذيابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 432 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 67 - )           »          صباحات منعشة (الكاتـب : موزه عوض - آخر مشاركة : نواف العطا - مشاركات : 10 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7439 - )           »          الكُنَّاشَة (الكاتـب : شمّاء - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 244 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-08-2021, 01:50 AM   #1
عمرو مصطفى
( كاتب )

الصورة الرمزية عمرو مصطفى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2618

عمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي يوم أكلتنا الحية


كنت قد سئمت من كل شيء، وسئمني الناس..
أنت لا تتكلم إلا عن الحية، وموعد اقترابها من قريتنا، وما ستفعله بنا.
قررت في لحظة أن أكف عن الكلام .. أدخل بيتي وأغلقه علي..
لا أريد أن أرى أي وجه من تلك الوجوه البليدة التي لا تفكر إلا في أمعائها..
حتى جاء اليوم الذي سمعتهم فيه يقرعون بابي بجنون..
ـ افتح يا عبد البصير.. لقد صدقت.. لقد جاءت الحية.
قلت لهم من وراء الباب:
ـ الآن وقد عصيتم من قبل؟
ـ افتح فلن ينجينا منها إلا أنت..
حتى تصورهم هذا لم يكن ليدل إلا على بلادة عقولهم.. يظنون أن كوني أعلمهم بالحية يعني أنني وحدي القادر على مواجهتها ودحرها.. وهيهات..
فتحت لهم فأحاطوا بي حتى كدت أختنق..
ـ أين هي؟
صاحوا:
ـ عند أول البلد.. إنها تأكل كل شيء في طريقها.
قلت لهم في غيظ:
ـ وهل تظنون أنني قاتلها بمفردي؟
قال شيخ البلد:
ـ لن نتركك.. سر ونحن من ورائك .
تحركت وهم خلفي بالمشاعل والنبابيت، والخفر بالبنادق العتيقة.. وسرنا في خط طويل بجوار الترعة..
وعند أول البلد أدركنا الهول.. صحيح ليس الخبر كالمعاينة.
حتى أنا الذي صدعت رؤوس الجميع بالحديث عن تلك الحية أصابني الرعب حينما لمحتها هناك قائمة على ذيلها بارتفاع الجبل.. جبل حي يوشك أن ينقض على بلدتنا الفقيرة العاجزة.. بلدتنا التي لم تأخذ كلامي بعين الاعتبار وتعمل لهذا اليوم حسابه.. بل لم تكلف نفسها حتى عناء التفكير.
توقفت وتوقف الجميع تبعاً لي.. استدرت إليهم وركبي تخبط بعضها بعضاً..
ـ لا أظن أننا سنفلح لو واجهناها بهذه الطريقة.. ستبتلعنا جميعاً في غمضة عين.
سمعت صوت العمدة من بعيد يهتف :
ـ اقترح علينا ونحن معك.
ابتلعت ريقي ودعوت الله ألأ تكون عدوى الغباوة قد أصابتني في مقترحي.. قلت لهم بصوت حاولت أن أستجلب به شيئاً من القوة:
ـ سنقضي عليها من داخلها.. لذا سوف أتسلل حتى أصل لذيلها.. وأقوم باختراقه ومنه أخلص إلى أحشائها.
هلل الحاضرون لهذا الاقتراح الذي سيجعل منهم مجرد متفرجين.. لكنني قررت وأد فرحتهم ..
ـ عليكم أن تشاغلوها حتى لا تنتبه إلي.. وحتى لا تواصل التهام البلد.
صاح حمدان أحد الفلاحين:
ـ وكيف سنشاغلها؟
ـ افعلوا أي شيء.. يمكنكم أن ترقصوا لها وأنتم تغنون عن أمجادكم الغابرة، من يدري ربما تنجحون في قتلها من الملل..
ثم إنني تناولت سكيناً من عبده جاري وتشهدت..
ثم انطلقت على بركة الله..





الذيل




قلت لنفسي وأنا أقترب منها بحذرـ كأني احدثهاـ : إن شاء الله لن تشعري بشيء.. إنها مجرد شكة إبرة.. وأنا معروف في البلدة بأن يدي خفيفة في إعطاء الحقن.. اعتبريها حقنة خفيفة وأخيرة يا سيدة حية..
رباه.. ما أشنع صوت الفحيح.. كأنه هزيم الرعد.. وما أبشع لسانها المشقوق كأنه لسان برق يضرب قريتنا..
جذبت نفس عميق، وانتظرت اللحظة المناسبة، ثم وثبت على الذيل وسددت طعنتي ..
ويلاه.. إنني أطير.. صوت الفحيح هذه المرة ليس ككل مرة..
تشبثت بكل قوتي بالسكين المغروس في الذيل.. نظرت بغباء البشر المعهود لأسفل فرأيت بلدتنا قد صارت رقعة صغيرة خضراء في الظلمة.. أهل البلد من بعيد كالنمل المذعور.. لم أنتظر أكثر.. ممسكاً بالسكين بكلتا يدي ومعتمداً على ثقلي أستطعت إحداث الشق الذي يناسبني.. وبسرعة وقبل أن يهوي بي الذيل فتتهشم أوصالي قمت
بتوسيع الشق في جلد الحية الغليظ حتى تمكنت من إدخال رأسي وكتفي.. ولم أعد أسمع الفحيح ولا صريخ أهل البلد..
فقط كان هناك صوت كهدير ألة عملاقة وسخونة..
واصلت الدفع بجسدي حتى غبت تماماً داخل الذيل. وحينما استطعت لملمة أطرافي والوقوف على قدمي، أصابني الذهول ..
أدركت أنني أقف فيما يشبه الممر الاسطواني الطويل وداخل هذا الممر كان هناك عالم من البشر يحتشدون.. لم أكن أنا أول المتسللين إذن!.. يبدو أن هناك حمقى غيرى قد سبقوني.. وها قد صاروا إلى اليأس والذل والخضوع..
لكن مهلاً.. هؤلاء الناس ليسوا غرباء عني.. أنا أعرفهم..
أليس هذا عبده جاري.. وهذا حمدان وتلك باتعة.. ماذا جرى؟ هل جننت وصرت أهلوس.. هؤلاء هم عامة أهل البلد في ذيل الحية.. فمن هؤلاء الذين استغاثوا بي بالخارج.. رباه.. هل سبقتني الحية وأكلتهم
جميعاً؟
لا.. فلو أكلتهم لكنت قابلتهم في البطن لا في الذيل.. وتلك الرائحة القذرة.. لو صدق حدسي فهؤلاء قد هضمتهم الحية وصاروا جزء من فضلاتها .. أظن أن فتحة الشرج قريبة من الذيل.. للأسف أنا درست سلوك الأفاعي لكنني لم أدرس صفاتها التشريحية..
صحت فيهم ملوحاً بالسكين:
ـ ما خطبكم؟
لم يبد على أحدهم أي تأثر بكلامي.. وكأني غير موجود.. سبحان الله نفس البلادة والغباء على الوجوه بالإضافة للصمم والخرس..
في لحظة تصورت أنهم هكذا أفضل على كل حال.. الغبي الأصم الأبكم خير من الغبي الثرثار.. على الأقل سيريحك من ارتفاع ضغط الدم.. لقد صار عامة أهل القرية كتماثيل متحف الشمع.. مصير غريب.
دفعتم بعيداً عن طريقي فلم يقاوم منهم أحد.. كنت أريد أن أواصل الطريق حتى أخلص إلى البطن..






البطن




لم يكن الوضع في بطن الحية بأفضل من ذيلها، كما لكم أن تتوقعوا.. يمكنك بسهولة أن ترى وتشم رائحة الفرائس المهضومة أو تلك التي لم تهضم بعد..
تقلصت معدتي، فقاومت الغثيان ما استطعت.. فكرت عابثاً في أنني سأكون أول كائن حي يفرغ معدته في معدة كائن حي أخر!!..
مشيت مترنحاً وصوت هدير المحركات ـ الذي لم يكن سوى أجهزة الجسد العملاقة تؤدي وظيفتهاـ يصم أذناي. قدمي تغوص في سوائل كريهة الملمس والرائحة.. لكنني أواصل.. لقد كنت أحمقاً حينما ظننت أنني بقادر على إتلاف هذا الجسد الهائل من الداخل بمفردي.. مرة أخرى نبرهن على غباءنا في التعامل مع الحيات.. لقد قلت لهم: لا يعني كوني اعرفكم بالحية أنني قادر على قتلها بمفردي.. أو بمجرد الكلام.. لكنهم دفعوني فاندفعت.. ربما أصابني الغرور كذلك..
لا أدري حقاً..
هنا رأيت تلك الأجساد الطافية فوق بحيرة السوائل المقززة.. الفرائس هذه المرة بشرية.. وجودهم في البطن أكبر دليل.. ليسوا غريبي الأطوار كعوام البلد القابعين في الذيل (خيل إلى أن موقع عوام البلد بالذيل ربما أفضل من ههنا).
لكن مهلاً.. هذه الاجساد الطافية ليست فرائس.. إنهم أحياء يعتدلون من نومتهم ويشيرون لي باسمين.. إنني أعرفهم كذلك..
هؤلاء ببساطة هم: العمدة، وشيخ البلد، وشيخ الخفر..
هذه المرة كنت أتأرجح على حافة الجنون..
ـ أنتم هنا والحية تأكلكم بالخارج!!
بدا لي أنهم مستمتعون جداً بالسباحة في السوائل القذرة التي ببطن الحية.. كأن شيئاً لا يعنيهم البتة.. لا تضايقهم الرائحة التي تخنقني.. لا يشعرون بالتقزز.. هؤلاء ليسوا بشراً.. هؤلاء مجرد خيالات تراودني، لا يمكن أن يكونوا حقيقة..
سددت ضربات عشوائية بالسكين لما حولي.. قطعت بعض الأنسجة. ركلت جدار البطن.. تمرغت وسط الطعام المهضوم..
لقد ازداد أمري سوءا.
أخيراً توقفت وصدري يعلو ويهبط من التعب والانفعال.. كان العمدة وشيخ البلد وشيخ الخفر ينظران لي كأنهما يشاهدان فقرة في سيرك..
لا فائدة.. لن أصل لشيء بمثل هذا العبث..
نهضت ببطء ومسحت عن وجهي السائل اللزج بإيباء . لقد اتخذت قراري.. أعرف أنه قد يكون الأخير.. لكن لا يهم.. لو نجحت فقد نجت البلد ولإن هلكت فلن تشهد عيني هلاكها..
سأواصل رحلتي إلى رأس الحية..





الرأس




كنا نود أن نعرف ماذا وجد الأخ عبد البصير في رأس الحية وهل استطاع القضاء عليها وإنقاذ بلدته أم لا..
لكن للأسف لم يصلنا من ذلك شيء.. ولنحمد الله على ذلك.. فهناك أمور الجهل بها نعمة.. وأشياء أن بدت لنا تسؤنا.. أليس كذلك؟
***
تمت
23 رجب 1442 هـ
7 مارس 2021 م

 

التوقيع

" تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي بين عينيك ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَة ..
تلبس فوق دمائي ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!"

( أمل دنقل)

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فضل صيام عرفة فيْصَل الصَقّار أبعاد العام 4 11-05-2011 08:40 AM
ليست بقصة ياسر خطاب أبعاد النثر الأدبي 19 04-05-2008 03:41 AM
فضل الايام العشر من ذي الحجة هدب أبعاد العام 9 12-11-2007 07:15 PM
الدجة الاحترافية في نص احترافي بدر السويط أبعاد الشعر الشعبي 13 01-28-2007 12:52 PM


الساعة الآن 09:41 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.