..
حضارة الإسلام ...
يا لها من كلمة ٍ ذات هيبة لمن وعى معناها وأبعادها ...
والسامعون لها لهم في فهمها طرائق قددا ..
فمنهم من يظنها - فقط - تلك الفتوحات الباهرة للبلدان العظيمة التي دانت لجنود الإسلام .. وما إن تـَوَقَّـفـَتْ وتلاشى بعضها ظنّ البعض أن حضارة الإسلام تلاشت معها ..!
ومنهم من يظنّها – فقط - تلك العمارة الفريدة والطراز الفني الإسلامي الذي بنى المدن والمنارات .. !
ومنهم من يظنها – فقط - اكتشافات علماء المسلمين وعلمهم الذي امتزج بعضُ حِـبْره بماء النهر .. والدّم !
إلى غير ذلك مما قد ينقدحُ لأول مرة في ذهن السامع لتلك الكلمة ... " حضارة الإسلام " .
و كلُّ ذلك حق ومطلوب ولكنّه ليس المعنى الجوهري لكلمةٍ ثقيلةٍ جدًا .. ( إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلا ) .
حضارة الإسلام ...
هي تلك النقلة التي انتزعت الإنسان من قيود الأرض إلى فضاء السماء !
هي ذلك التحرير من كل رق ٍ وذل يدين به البشر إلى البشر وما يصنع !
نعم ... هي توحيد الخالق البارئ .. هي الإيمان الذي زرعه الإسلام في تربة القلوب فأثمر تلك الثمار اليانعة و الأخلاق الرائعة ..
( ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها .. ) تؤتي أكلها كل حين .. نعم .. كل حين !
ليست لزمان ٍ معيّن ولا لمكان ٍ معيّن ولا لإنسان ٍ معيّن .. ( للناس كافة ) ..
نحتاج فهم ذلك في هذا الزمان خاصة .. ليس تبريرًا للتقصير عن بناء مدينة أو لعدم امتلاك قنبلة .. وهذا لا شك أنه تقصير لا بدّ من إكماله ..
( وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ٍ ومن رباط الخيل .. ) .. ( و لا تنسَ نصيبك من الدنيا )
ولكن هذا التقصير ليس من المعقول أن ينسينا الحضارة التي معنا وفينا .. فنعلّمها لجيلنا ولجيلٍ قادم من أولادنا .. و لْنهمس بإذُنِ العالم أجمع .. أن الخلاص هو في الإخلاص والاستسلام لله رب العالمين ...
فاهمسوا بها واصرخوا .. !
و بعدها .. ( وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون ) .
..