(33)
لا أعلم سبباً يدفعنا للقسوة أكثر من الحب المتشرب بالخوف على الحبيب..
وبقدر ما قسوت بقدر ما تحطم بداخلي كل صمود وغرور وذاب بين شرايين قلبي الصبر..وهالني مني صمتي
وتملكني الخوف الذي لمسته في ارتجاف صوتي قبل رعشة يدي، وأنا أعلن قراري الذي كاد يخترق صدري
ويخرج من ظهري يستنزف كل حلم وأناة كنت استجديها من ربي.حتى تخدر لساني وأنا أنطق الحروف وأتلعثم بها.
وجمود ملامحهم أمامي كان كـ القشة التي قصمت ظهر البعير..
فـ آثرت الرحيل ولو بقيت لضممته لصدري حتى تتحطم أضلاعه بين ذراعيّ، وما علموا أن هواه والشوق خلف الخوف والكبرياء ستسعرني!!