هِيَ دُرَّة فَالتَقِطْهَا .!
سمعتُ يومًا أنَّ بائع النُّور لَمْ يَزُرنَا، فَاسْتَنْكَرَتْنَا البِلَاد.!!
:
:
مَا كُنَّا نَدْرِي أنَّ الأَقْمَار تخفِي بينَ جيوبِهَا حجرًا تعْهَدهَا إلَى طيرٍ يجَازِفُ للبَقَاء، كبدوٍ
رحَّل يسْهِمُونَ في رَسمِ مسَافَاتِ الضَّوءِ الأبيضِ دونَ شتَات.!
و لَا كُنَّا ندرِي أنَّ تلكَ السحَائب تقْرَأُ تلكَ الملَامح المتوهِّجَة حُمْرَة، تلغِي بهَا أحلَاف و
مفَاوضات مَا فَتِئَتْ تَلعَق الهزيمَة حنضلًا، و تَرتَضَعُ الذُلّ مَا بين أكْنَافِ الغُربَة فيمِدُ
الشُخوص لهمْ جَمَاجِمًا هَوَتْ منْ مشَانِقَ عالِيَة.!
:
:
مؤَثِّرَاتٌ تتعَقبُ عورَات بني يعرب، لَا تغفَل عنه حتى تأتيه كاضطِراب يحفّ بها
عقْله، و أي عقلٍ انتفض لشمْطَاء أَدَارتْ لهُ كؤوسُ الفِتنة، و مجَّتْ من بينِ شفتَيْهَا ما
ينْسِفُ الجِبَال سمَّـًا.!
:
:
أبْجَدِيَّات اللَّهَب..
لَا تتكوم إلَّا إِذَا قَاومَ الْفِردوس رَقْصَـًا يُسَلِّمه من وَهْمٍ إِلَى وَهمٍ بِسِلمٍ لَا بَاب له فَيُوصَد، و لَا جِدَار لِيُتَّكَأ عليه.!
يَفِرُّ الزَيْتُون الذَّابل بحثًا عنْ نَفْحَةِ ابنِ الأيُّوبِي لَا يُتْقِنُ مُقَامَرةَ العَدَمْ،
و لَا خِيَانَة شهيدٍ تَرَكَ حَظَّهُ معلَّقَـًا على مَشَاجِبِ الحَيَاة، يَمُوتُ فَيَمْلَأُ بِعظَمَتِهِ ذَاكِرَة عِزٍ خَالِيَة.!
:
:
فِردَوسٌ مسْتَوفِزٌ يطلُ منْ شُرْفَةِ الليْلِ، كسِدْرَةٍ أعْيَاهَا لظَى جمْرة فَاكتَوتْ،!
يترَقّب الفَجْر سعيَـًا أوْ فَنَـارًا وَامِضًا دونَ اخْتِنَاق، يُسَابِقُ الوقت أَسْرَع من طلقَةٍ يبَاغِته بهَا "طُفَيليٌ نَاقِم"
لَا يَذْرِفُ منْه ضمير، كشيطانٍ منافِق يَعْشَقُ أنْ يرْتَوي بِجَزع!!
:
:
أظمَأتَنَا يَا حِبُّ يا من غفَتْ على أبوابهِ عيون نصرٍ،
و توجَّعتْ آلَاف مِنَ الأَصوات ما بيْنَ موتٍِ و انبعَاث بحثًا عنْ مقَر.!
:
:
يا حِبُّ
يَا من عُلِّقتْ من أجلهِ بنادق بَأَصْدَاءِ القَهَر تصهل،
ويا منِ احتمَت فيهِ الضمائر جازِعَات يراودهُن الأَسَى جوعًا منْ نَحَس.!
:
:
يَا حِبُّ ..
إِنْ خبِّئَتْ ريحٌ أو ذُرَّ على عينيكَ خطيئاتُ أهْلِي فلَا تنْسَنِي،!!
ففي الصَّدرِ ميدان تجذّر فيهِ غصنٌ و عِطرُ بارودٍ و أغنية الرَّصاص.!
:
:
أليسَ منَ البرِّ أنْ تهمِي النفوس جهادًا لِئَلَّا يستنكرنَا الوطن!؟
فالتقَطْ نفسكَ و شيِّع وَهَنك لتبْنِيَ وطَنك.!
قفزاتٌ وزفرات اغفروا لهَا أوْ تجاوزهَا..
جميله بنت عيسى الرَّاشد.