حين الحديث عنك

[منتهى القريش]

قصاصة قديمة ..

ضحكت ذات مرة عندما أخبرتني أنك عاجز عن الكتابة عني ..
الآن فقط تيقنت من ذلك .. عندما أردت أن أكتب عنك ..
تعابير الحب أضحت صغيرة وبعضها تلاشى أمام جبروت حبك ..
فر الكلام مني وتلعثمت أبجديتي وكأنني لم أتعلم النطق بعد ..

حين الحديث عنك .. يجتاحني الصمت ليس إلا خفقان قلبي والنبض يخبرني أنك هناك تسكن بين الضلوع,
وابتسامة يشع بها وجهي نوراً وضياء ..

حين الحديث عنك أرى الدنيا من حولي حقولاً من ياسمين عطرها أنفاسك ..
عندما أنطق إسمك لساني يقطر شهداً يذوب بين شفتي فأزمهما وأصمت لأحتفظ بالنكهة اللتي أُحب ..

عندما أتحدث عنك أتحول من امرأة ناضجة إلى أنثى مراهقة .. أتناسى سنين عمري الماضيات
لأكون ذات الستة عشر عاماً بكل اندفاعها ودلالها ومشاعرها البكر ..

عندما أناديك أحس أنني تلك الطفلة ذات الأربعة أعوام وبلثغة طفولية أناديك (بابا) وأسمعك بكل حنان الأبوة تجيبني عن بعد:
(يا عيون بابا) فأركض إليك وتطوقني بذراعيك لأكبر بينهما ..

عند الحديث عنك .. تتلاشى كل الأحلام والأمنيات ولا يبقى سوى ذلك الحلم الذي أراني فيه وإياك
في جنة الحب اللتي تحتوينا معاً
وتجعلني بين جنباتها أحس بأنني أسعد امرأة في الدنيا ..

عندما أخبرتني ذات مساء بأنني مليكة قلبك وهناك عرشي ..
وددت لو أخبر كل النساء بأنني تميزت عليهم بك ..
وبأنني أميرتك اللتي اصطفيتها على نساء العالمين ..
وبأنك أميري وفارسي الذي أمتطي معه صهوة الفرح لنهرب
بعيداً بعيدا ليس إلانا .. أنا وأنت .. زادنا حباً لا يشبه أي حب ..

الآن فقط عرفت معنى أن يشعر المرء بأن ليس هناك أبعد من المكان الذي يقف فيه ..
لأن حبك علمني معنى اللامحدود واللانهاية .. حيث لا مدى يحد حبنا ولا نهاية ..

عند الحديث عنك .. أحس أن كل ما كتب جميلاً وهناك الأجمل مما لم يكتب أو يُقال..
أشعر أن الحب جنة ما خلقت إلا لنا أنا وأنت فقط..
وأن كل كلمات العشق لأجلنا كتبت وما استطاعت أن تصف حال عشقنا أو تدرك معناه ..

عند الحديث عنك.. أحس أن الكلام شحيح شحيح .. وأن هناك الكثير الكثير مما لم يُقال .. حديثي عنك يفوق الخيال..
وأنت الصباح أدركتني .. لذا لن أقول كل الكلام ..
فبعض حديثي ذنباً كبيراً لا يغتفر ..
لكنه حين يكون إليك أستغفره ,, وارتكب حبك.. ذنباً مُباح ..