أيها الشبح الملثم بلثام الغيب.. هل لك أن ترفع عن وجهك هذا اللثام قليلاً لنرى صفحة واحدة من صفحات وجهك المقنع ؟
أو لا فاقترب منا قليلاً ، لعلنا نستشف صورتك من وراء هذا اللثام المسبل دوننا ، فقد طارت قلوبنا شوقاً إليك ، وذابت أكبادنا وجداً عليك .
أيها الغد ، إن لنا آمالا كبارا وصغارا ،وأماني حسانا وغير حسان , فحدثنا عن آمالنا أين مكانها منك؟
وخبرنا عن أمانينا ماذا صنعت بها ؟
أأذللتها واحتقرتها ، أم كنت لها من المكرمين ؟
صن سرك في صدرك ، وأبقِ لثامك على وجهك ، ولا تحدثنا حديثا واحداً عن آمالنا وأمانينا ، حتى لا تفجعنا في أرواحنا ونفوسنا ، فإنما نحن أحياء بالآمال ، وإن كانت باطلة ، وسعداء بالأماني ، وإن كانت كاذبة .
وليست حياة المرء إلا أمانيا ــــــــــ إذا هيَ ضاعت فالحياة على الأثر
مصطفى لطفي المنفلوطي
كتاب النظرات