قَالَ مُحَدِّثِي :
إنِّي أراكَ تَغرَقُ فِي الحنِينِ
قُلتُ وَقَدْ خُلِقْنَا مِنْ حَنِين
قالَ مهْلاً فإنّمَا نَحنُ مِنَ " الطِينِ " خُلِقْنَا
فأجبتهُ ذاكَ الجَسدُ وإنّمَا نَحنُ بالرُوحِ نَحياَ
قالَ تَباً للخَيالِ والأَوْهَامِ والأحلام
قلتُ إنّ الجَسَد يفنى والرُوحُ تَبقى
فصَمتَ ولَمْ يكُن مِنْ عادتهِ الصّمتُ
ثُمّ قال
ألمْ تَرى أَنَّهُمْ فِي كُلِّ واديٍ يَهِيمُون
تِلكَ لَمْ تَكَنِ الرُوحُ أيُهَا
وإنَّمَا هِي أوهَامُكَ التي أخبرّتَ بإنّهَا قَدْ تَساقَطتْ
فأينَ حَقَآئقُكَ التِي أشّْرَقتْ أنوارُها !
فهَمَسّْتُ
وأنّهُم يَقُولونَ مالا يَفعلون