ابني مصاب بلوثة كروية نتيجة ادمانه على مشاهدة ما تبثه القنوات الرياضية المتخصصة من منافسات كروية على الصعيد المحلي والاقليمي والعالمي .
ابني هذا ينتمي حباً لنادي أهلي جدة بالوراثة ويعشق ريال مدريد بالمعاصرة ولا يخلو تشجيعه من اطراء حد الغزل بالمنتخب الفرنسي , حديث عشقه اللا منتهي عن ريال مدريد الاسباني والمنتخب الفرنسي ليس بدعاً من التشجيع فهو أحد رصفاء جيله الذين استحوذت على اهتماماتهم وأثرت فيها تلك القنوات الرياضية في ظل عقم اعلامنا وانديتنا عن التطور ومواكبة العصر , بيد أن الأمر تجاوز حدود العقل إلى الهوس والافتتان بالاسبان والفرنسيين شعباً وحضارة مادية واسقاط تفوقهم الكروي على واقعهم المرسوم في ذهنه تخيلاً لا تعايشا دون معرفة بماهية هذه الحضارة وجذورها التي ارتوت من عرق السخرة الكادحين وتغذت على أشلاء الشعوب المنكوبة .. هو لا يعلم شيئاً عن محاكم تفتيش اسبانية راح ضحية حقدها أجداده العرب ولا يدري ما فعلته فرنسا خلال 130 عاماً في الجزائر , لم يسمع بميسلون وغورو ويوسف العظمة ..لا يدري ما سايكس بيكو ولا يدري كذلك من هي جميلة بو حريد ..
تُرى هل أتركه سادراً افتتانه الأعمى المتنامي مع اعجابه الشديد بفرق كروية لا تضيف لنا شيئا ؟..
هل أرفع الستار المنسدل أمام عينيه ليقرأ دور تلك الأمم في تشرذمنا وتحويلنا إلى كيانات صغيرة متناحرة ؟ ..
أريد لابني أن يتفهم حقيقتهم وحدود التعامل معهم وأخوف ما أخافه أن تشيّد حقيقتهم في داخله مشروعاً ثورياً قائماً على الحقد لا انساناً عربياً ملماً بــ فقه واقعه
يوسف الحربي