يا سيرين،
تعليقكِ جاء كما الرصاصة النبيلة: لا تُطلق عبثًا، بل تُصيب قلب الغاية.
كنتُ أرجو أن تبلغ القصيدة هذا الوتر الغائر — وتر الغضب النقي،
الغضب الذي لا يُولد من كراهية، بل من الغيرة على الإنسان وكرامته،
فإذا بكِ تصوغين هذا الصدى بعبارة واحدة:
"حرفك غزو من فوهة ثائرة"
***
كلماتكِ لا تُعلّق على القصيدة، بل تُكمل مهمّتها.
فأنتِ لم تكتفي بالقراءة، بل دخلتِ جبهة النصِّ بشجاعة القارئة التي تقاتل بالوعي،
فحوّلتِ القصيدة من صوتٍ فرديّ إلى نداءٍ جماعي،
وهذا، يا سيرين، هو بالضبط ما يأمله كل شاعر حين يكتب من رحم القهر.
***
توقفت كثيرًا عند قولكِ:
"أن يصبح له صوت دوي وسلاح لإجراء التغيير المطلوب"
لأنها ليست مجرّد أمنية، بل دعوة صريحة
لأن لا يبقى الشعر حبيس الورق، بل أن يُشهر في وجه الفساد كالسيف — لا ليجرح، بل ليكشف.
***
ممتنّ لكِ يا شريكة الضوء،
فكل قصيدة تقرئينها تُصبح أكثر جرأة،
وكل حرفٍ تصفّقين له… ينبت له جناحٌ جديدٌ ليحلق في فضاء أوسع.
دمتِ قارئة لا تكتفي بالمشاهدة،
بل تطرق الجدران حتى يستيقظ العُتَاة.