( ◊◊ بــدر لا يأفـل بـكِ ◊◊ )

[بدر الحربي]

.
.
.






لشعاع الشمس الشارد
لحضن الرياض وللحنين
لحادي أفواج الراحلين
ولخافق القلب الطارق

\

لأهازيج الوجع البارد
لتنبؤات تجهضها السنين
لمرايا وجوه المتعبين
ولضوء العشق الشارق

\

لنفض غبار ماضٍ عائد
لفضح رعشة الوتين
لدماء أحداق السهاد
وللوم النفوس الحارق

\

تتنفس القلوب الصعداء
كلما اتسعت السماء
وأنجب ميلاد القمر
طفلَ عشقٍ أمّهُ السديم..!

 

[بدر الحربي]

.
.
.





"ولا الليالي تهون
ولا اللي بينّا يهون
ولا عمر قلبي العاشق
يقدر فليلة يخون"


رغم مرور يوم كامل بلا نوم
رغم تراكمات الحياة
ومحطات الرحلات

لازال قلبي مجاهداً
فيك يطلب إحدى جنتيك
إما قربك أو الموت بعدك..!
لا خيار ثالث يستحق
ما تبقى من عمر..!
فلا تشهري سيف الغياب
وارحمي وهنَ العائد
فليس كل ما يقطع
يعود في كلّ مرّة..!

متخمٌ أنا بألف خيبة
برحيل بلا كلمة وداع
بوصول بلا سؤال!

ما أصغر الحياة
وأكبر الوهم!

 

[بدر الحربي]

.
.
.




كلمة منها تبعثر كوني
وتعيد ترتيب الألوان
على قميص حفلتي

تحتويني وتبهرني
وتداعبني وتعاتبني
وتشاكسني بسماءها

تتغزل بشهامتي وأتوه
في تقاسيم وجهها
وشفافية قلبها
لأغفو آمناً وادعاً
في حضن أرضها..!

 

[بدر الحربي]

.
.
.



"مجرد أنفاس"





* الإهداء:
- إلى ذكريات مايو 2007..
- إلى من همست يوماً:
"كل شوارع "...." فرحانة بشوفتك وتبكي لوداعك"..
- إلى سيارتي ، غترتي ، بقايا رائحة عطري وعلبة هديتي..
- إلى كل التفاصيل.. أحلى التفاصيل.. أمرّ التفاصيل..



\



عنّا يتساءلون..
عني وعنك..
وعن حبٍ سلطانه قديم..
عن القلوب..
والمرافئ..
وعشقٍ ولد من صُلبنا
بلا تحرًٍّ لهلال أو إيمان بتقويم..

زين للرجال حب الشهوات..
رغبة النساء.. صهيل الخيول..
وجمع الدرهم والقنطار..
وزين إلي أنت فقط..
من بين النساء.. من بين المتاع..
من بين رغبات شاب وغرور رجل..
وغريزة عشريني..
زيّن إلى الموت عشقاً لأنثى
تتنفس معها أرضي
وتبكي إذا غابت سمائي..

حق لهم أن يتساءلون..
ويشعلون الودع شموعاً..
ليقرأوا فناجين قلوبنا..
وماهم وربّ فتنتكِ بقارئين..
لكن يا سيدتي..
ولا سواك أنعتها بسيدتي..
يا مالكة أمري..
ولا غيرك ملكت أمري..
بعد عنفوان وتيه..
وغجرية سعوديٍ بالفطرة
يتنفس نفطاً خاماً..
وحدكِ من أحرقت آبار نفطه..
وحدكِ من جعلته إنساناً راقياً..
نقته من سواده وخضبته نوراً..
ليتورد حيّاً بعد أن كان
كالعرجون القديم..

وحدها من جعلتني زاهداً..
يسهر الليل.. ويصوم النهار..
ويستقبل القبلة
ليصليّ ثم يدعوا لها..!
صمت كثيراً.. وزهدت كثيراً..
واعتزلت كثيراً.. ورزقني الله بك..!
لتتحقق نبوءة عشق
حلمتُ بها طفلاً صغيراً..!


\

 

[بدر الحربي]

.
.
.



"وخزات مبهمة"






كثيرة هي الليالي التي
نقش تاريخها بفحمٍ أسود
على ثياب بيضاء أو نباتية اللون
نجبر فيها على ارتداء قناع باسمٍ
فوق شفاهٍ تعشقها الأحزان

في ليلة يعشقها السعوديون كثيراً
وتكرهها كثيراً السعوديات
كان حاضراً بجسده السعودي
بينما قلبه مسافرٌ في أرضٍ
لم تتضح بعد معالم جنسيتها
تتسرب إلى أنفه روائح البخور
وتحت أظافره يخبأ غاباتٍ سريّة
من عطرٍ لا زال بكراً

مثل تلك الليالي تكون طويلة
والأنفاس لا تكفي لنهار الغد
والوجوه المزدحمة تتقاطع
نظرات الفرح والغبطة وربّما الحسد

وعند اقتراب عقارب الساعة
من قطع اللحم وحبات الأرز
خلا الجو من كل أولئك المتآخين
وبقي وحيداً قبل أن يقرع
بخطواته رصيف العبور للمجهول

تمر أغلب سنواتها عجافاً
كبقرات عزيز مصر السبع
لكن قد لا يتلوها سمانٌ أخرى

صغيرة هي الحياة يا هذا
وقبيحة وفاتنة في آن
وأقدارنا مكتوبه بحبر سري
على جبيننا ونحن متشبثون
بحبلنا السرّي المفضوح
ولدنا وأبصرنا وعشنا عشقاً
غريزياً دعاهُ فرويد "الحب الفموي"
لصدر سيدةٍ حليبها كالسكر
عرفنا فيما بعد أنها "أمّنا"

كبرنا ونحن نجهل معنى الميلاد
والبلوغ والتعايش وأعياد العشاق
وعبرات الحضور والغياب

خدعونا باسم "عشق الروح"
وما حولنا يضج بعشق الأجساد
والملابس الداخلية وحفلات الرقص
والشذوذ وشواطئ العراة

لننشأ مذبذي الهاجس
متناحري التفكير
لا نعي من الإنسانية
سوى حب الذات والجيب
والرغبّات التي نخجل من
الإفصاح عنها ولو سرّاً..!

 

[بدر الحربي]

.
.
.


"حيرة"





كمريض بوحدةِ عناية مشدّدة
يتوقع وفاته بأيّ لحظة..

يعلم أنه على وشك أن
يُلفظ من الحياة قريباً
بعد يومٍ أو بضع يوم..

تتغشاه كوابيس اليأس
وتذبل في كفوفه عروق الأمل..

سلّم الروح وأمره لبارئها
وعاش ببلادة ينتظر القرار المرّ..


....
...
..
.