( ◊◊ بــدر لا يأفـل بـكِ ◊◊ )

[بدر الحربي]

.
.
.


[....]





لن أكون إلا أنا
بدراً لا يأفل بك
حتى يأذن
فلكك لي
بـ الأفول...!

حينها
لن أكون..

 

[بدر الحربي]

.
.
.


[.. جسر.. عتمة ..]





و حمّلني حبّها ما لا طاقة لي به
وهمست لها يوماً.. أحبّك أكثر من أمي..
وذات ليلة غاب فيها العقل كتبت لها..
أعبدك عبادة..
فأدركت بعد صمتها أني بلغتُ المحرّمات..
استغفرتُ ربي كثيراً.. وبكيت كثيراً
وتذكرتُ وجه أبي ووقار لحيته..
وكيف سيليق بها الوقار
وابنه يهذي عن العشق والهوى..
تشفق عليّ فتهمس:
لا تزر وازرة وز أخرى..
فتجيب مخلوقات صغيرة لانراها:
ذلك في الآخرة..
لكني وزرت أوزار
غيري مراراً في الحياة..
آخرها:
وزر قسوتك وبعدك القسري

تقلبينني ذات اليمين وذات الشمال
يميناً من أمل
وشمالاً من جفاء
تارةً أتوهج ضوءاً لا يأفل
وأعود كالعرجون القديم تارةً أخرى

وأنتِ تتأملين وتتسائلين
على أريكة قلبي تنهشك
تارة الغيرة
وتارة أتون الظنون

لا تخشي شيئاً
فـ مثلي لازال معجوناً
بتراب الصحراء وفاءً
يقطع لسانه بجلافة
ولا يهمس باسم حبيبته

لا تقتليني بالجفاء
موتي بالوصال أهون وأكثر رحمة
ألم تسمعي يوماً بـ قتل الرحمة Euthanasia

جرعة زائدة من أكسجين وصالك
كفيلة بـ موتي نشوةً
لـ تتحقق رغبة قسوتك
وتتحق نبوءة عشقي
أني رجلٌ مفرط في كل شيء
حتى عند العشق والهوى..
وقد أخبرتك ذات ليلة..
أني أقرأ شاهدة قبري على جبينك
كلما لاح للـ غياب غيمات..

فـ لا تحملي قلباً منهكاً
مالا يطيق..
اقتليني
لكن قبل ذلك
ارحميني..

ببضع همسات
ولو على جسر من عتمة..

.................
.................
.................

 

[بدر الحربي]

.
.
.




[..الحب الحقيقي..]


عارف بتعمل فيّا ايه كلمة حبيبي..؟؟


[تعيدني لـ بدر ذي الخمس سنوات]

لـ طفل أحب أمّه وتعلّق بها بجنون..!
لـ طفل عشق رائحة عطرها
رغم أنها لم تكن تأبه بـ الماركات..!

لـ طفل أدمن نظرة عينيها المغسولة
بدمعتين من خوف وألم دفين..!
لـ طفل لازال يرى حبله السّري
مربوطاً بينه وبينها رغم السنين..!

لـ طفل جمع حفنة تراب بين يديه
قذفها للسماء وقال: أحبك أكثر..!
لـ طفل كان يحلّ واجباته بنفسه
يخفي عنها عجزه كي لا تتعب أكثر..!
لـ طفل يغار من أخته الصغيرة
حين تلتصق بحضنها أكثر..!


بعد مرور عقدين وأكثر..
كل التفاصيل تعود من جديد
وأعود طفلاً كلما سمعت كلمة حبيبي..
لكن طفلاً يحب أنثىً ليست أمّه..
يحبّها بتعلق وجنون
يعشق رائحة عطرها
ذي الماركة الشهيرة..!
طفلاً أدمن عينيها التي لا ترى سواه..!
وحمل بين يديه جميع أيام عمره
قبل أن يعرفها وألقاها في الهواء
وقال:
ليتني عرفتك
وأنا أصغر
لأحبك أكثر
أياماً أكثر
وعمراً أكثر..!


.......

 

[بدر الحربي]

.
.
.




[..لاشيء يستحق..]



أيام العمر
أجندة
بدايتها
بلا إختيار
ونهايتها
مخبأة
بكتاب
الأقدار

والأحزان
بين ضفتيها
بحرٌ
وقلوبنا
مراكب
بلا بحّار

أركان
القلب محطات
والبشر
مسافرون
منهم وفيٌّ
ومنهم غدّار

والضحية
طعون
تكتب
حياتنا
ملحمة
على ذاك
الجدار

رحلة
مكتوبة
علينا
بكل ما فيها
من شهدٍ
ومرار

قصيرة
لا يستحق
وقتها
دمعاً وندماً
لو خذلنا قطار

تافهة
لا قدر لها
عند بارئها
لولا سجدة
في الأسحار

شاحبة
بتعب
من نحب
مرهقة
بضعفنا
بدمعنا
خلف الستار

نقيّة
بشموخنا
بكبريائنا
بصبرنا
رغم طعون
الإنكسار..!

 

[بدر الحربي]

.
.
.




[..خلوة مباحة..]


دائماً مايغتال أمن الإندماج الروحي
خوف يتسرب من دخلاء الزمان والمكان

الثالث في كل زوج فطري ماهو إلا
شبح يقتل الحلم ويمزق القلوب المرهفة

تنشد القلوب مكاناً بكراً لتنفسّ الحبّ
لكن لا تلبث أن تتلوث عذرية الصحراء
بدخلاء كسروا ثنائيته مع متيّمة عمره

الحب لا يعيش في الأماكن المزدحمة
عند عتبات الأندية والشوارع الشعبية

سيخنقوه

وسيقتلوه

ثم يبكوه

ويرثوه
بقصائد
كرائحتهم الميتة

سيصلبوا هامته
على قامة
غدرهم

ويردّدوا:

كان حبّاً عظيماً..!


........

 

[بدر الحربي]

.
.
.





[..هذيان..]


ربما أقتلني يوماً وأنتظر
أن أخلق من جديد

لأعود قارئاً للحياة
بـ عقل تشبّع من كدرها

لأضحك على سذاجتي
وأحلامي الحقيرة

وأدوس بقدميّ أماكن
كنتُ أقدسها صغيراً

لأتأمل سيرة قصتنا
ووعودنا وخيبتنا

وكيف كنتُ مخدّراً
صغيراً وغبيّاً كبيراً

أؤمن بقصص الجدّات
وأساطير الآباء
وأختلق الأعذار
لكبوات الأصدقاء

أشعر بآهات الجماد
بصرير الأبواب
وتنهدّات الأشياء

وحين أخلد للنّوم
أعيد سيرة اليوم
بكثير من اللّوم
ووخزات الضمير

وفي النهاية
أدرك بعد غباء:
أن لا شيء يستحق
كل هذا العنّاء..!

 

[بدر الحربي]

.
.
.



[..للضحك وجه آخر..]




مصدر الصورة:
http://www.ab33ad.com/vb/showpost.ph...&postcount=190



وللبكاء وجهٌ آخر أيضاً..
في نظراتهم
ألف لعبة مكسورة
تحت وطأة الحرمان
وفي شفاههم
ألف حكاية مفقودة
تحت وطأة الجوع
في خطوط ملامحهم
للعري وطن
وللفقر حزن
وللعالم توسّلات
أن يرحم ضعفهم..

طفولة منسية
وملامح مقتولة
تحتاج للمواساة
أكثر من القهقهة
في عالم ماديّ
بلا إنسانية..

ندّعي الحضارة
ونتهجّى الثقافة
ونحن أميّون في
أبجديات "الإنسانية"
ونخجل من الإنخراط
في صفوف محو أميتها
عسى أن نعود يوماً
بشراً آخرين
خالين من آثار:
النفط والدولار
والموبايل
وبطاقة الإئتمان..!




- نافذة نور:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ
عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء
عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ
وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ
بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)


...........
...........

 

[بدر الحربي]

.
.
.





[..لـ ضمير المؤنث الحاضر..]


لم تكوني يوماً "هيَ"
أو "أنتِ"
أو مسبوقة بـ "يا" النداء

لأنكِ حاضرة
في العيون
في الأنفاس
بلا اسم
ولا تعريف

غيابكِ "مأساة" إنسانية
وحضورك "غوث" عاطفي

وحروفك قناديل خالدة
لـ دروب الوعي المسلوب..!

أبتهج بك هنا بصمت
وأغني لك سوياً بصخب

وأهمسُ لك بتفاصيل سرّية
تحملُ كثيراً من التعب والعتب..!