مُـذَاكِــراتْ 24 سبتمبر ...

[تهاني سلطان]

.

11:41ص

مُنذُ أكثَر مِن شَهر لَم تَقترب أنَامليّ مِن أوراقْ المُذكرة ..
خَوفَاً مِن إجتياح الحَقَائِق لِمشَاعِرهَا ..
كانتْ تُفضل المشَاعِر أن تُكبت حَتى لا يُسَلط عَليهَا الضَوء كَثيراً فَـ تَتصنع الأكَاذيب حَقَائِق ..
و أندمَجتُ بِـ كِذبتهَا حَتى و عيتُ بِـ أن دَميّ ليس سِوى أحرف تَحتاج إلى أن تُنزف الأوراقٍ التي
لَم تُخلق إلا لِـ أجلِهـا .. وتَجتاحُ السُبل لِـ تُزرع فِي الأدمغة فِكراً و تَجربة ..
مِن إحدى تِلك الأفكار المُتمردة عَلى سَاحة عَقلي و الأكيد بِـ أنهَا لا تَنتمي إليه .. لِمَا الكِتابة ..
لِمَا لا أشفى مِن ألمي إلا بِها ..
لِما لَم أخلَق شَيئاً آخــر يُسعُدني أكثَر ..
هل الكِتابة رِسالة ..!!


الكِتابة تَعني " الألم " للكاتب ..
تَعني " الفَرح " للكاتب ..
تَعني " الصَداقة " للقلم والدَفتر ..
تَعني "القِراءة "فِي الكُتب ..
تَعني مُتابعة الجَديد ..
الكِتابة تَعني " التَعب " ..
الكِتابة تَعني "ابتَسم " و تأبط المُخيّلة كَمَا تُريد ..

أجعل مِنكـْ مَلكـْ .. أميرْ .. فَقير .. مُعدم .. شَحاذْ ..
أجعَل مِنكـ أديب ..فَيلسوف ..مُفكّر ..
أجعَل مِنكـْ سَفير .. طَبَاخ .. "شوفير " ..

ألقي بِـ الفِكرة .. بِـ الرأي .. نَاقِش .. تَحدث .. أستَطلع .. أقنع ..
دَافعْ .. سَاهِم بالمَعقول و الـ لآ مَعقولْ ..


عَن ذَاتِي مَا إن أنغَمس بَيت فضَاء تِلك الحُروف و أبدأ بِـ الهَذيَان عَلى البيَاض .. أشعُر بِـ أن لا حَاجة لِـي بِـ شَيء آخر .. لا أطلب سِوى الهُدوء ..
التَركيز ..قِراءة الأفكَار .. تَرجمةالأحسَاس ..مُتابعة تَدفق الهَذيان الفِكريّ .. و الكِتابة السَريعة لِـ تَحقيق المَطلوب ..

أكثُر ما يُتعبني مِنكـِ أيَتها الكِتابة.../ خَلق جَو مِن التَركيز .. و أكرهُـ تِلك اللحظات التي لا تَنتمِي إلِي .. حينما أمُسكـ بِـ أصدقائي
و الكَلمات تتلاعب بِي فَـ أشَتت .. والجُمل لَم تَخلقِيها إلا لِـ غَيري ..

الكِتابة عَالم ممتِع .. عَالم يُراقِص السَماء مَع الأرض .. يُضيء خَطواته لِـ يَمزُج الجُنون ..


الكِتابة تَعني أنَا مَهما حَاولت إخفاء مشَاعِري البَائسة .. الحَزينة .. المُتهَمة ..المَجنونة .. المُتسَلطة ..
و أنـا فِي أحَوالي جَميعها أتقِن التَسلط على الإيضَاح لِـ أتَمتع بِما ألقِيه لِـ يَحتفظ بِه الورق ..

أين أنَا إن لَم أكُن لِـ الحُروف دَليلة ..
أين سَـ أكون إن لَم أغَذي ذَاتِي بِـ صَحوة الفِكر بِهـا..
أيَن سَـ أمضِي إن لَم أعتَاد أن أنثُر بِـ أفكَاري خارج نِطاق عَقلي ..

الكِتابة إرهَاق ذَاتِي لِـ الآ مُستَمتع .. يُشعِر بِـ ضيق فِي التَنفس و فقَدٌ لِـ آلاهات الكَلمات ..
فَـ ليدع مَاليس لَه لِـ أهَلهِ ..
فَـ المجَانين أمثَالي يحلقون بِـ أوساط الـ لآعَقل حَتى يَمتعوا بِـ أرواحِهم العُقلاء ..

ربمَا يُعتَبر كَلامِي غُروراً و لَكن المُتَمكن مِن ذَاتِه يُسميهِ وثُوقَــاً ..

9:00م

لَم أنحَني قَط لِـ جُنونكـ إلا هَذهِـ اللحَظة ..
لَم أتمتَع بِـ لَذة وجودكـ إلا هَذهِـ اللحَظة ..
لَم يُخيل إلى قَط بِـ أن هُناكـ رَجلاً يَسرق قُلوب النِساء إلا هَذهِ اللحَظة ..
أيُهَّــا الرَجل ...
لَم أراكـ مِن قَبل تُعانِد القَدر لِـ أتَلبس طُرقكـ ..
لَم أشَاهِدكـ مِن قَبل تَرمِي بِقماشِي عَلى الأرض و تَنحني لِـ إلتقَاطة
فـ تواجهُ عَيناي عَيناكـْ ..
لَم أسمع عَنكـ مِن قَبل إلا فِي حِكايَاتٍ تُجَسِد الخَيال أبطَالاً ..
يَـ رَجلاً جَعلتني أفَكر فِيكـ مَليّاً ..
أرحَل و دعّ قَلبي يَنشد فِي الفَراغ حَواسَهْ ..
فَـ جُنونهُ ولَذتهُ وقتيه سَـ تَودعكـْ و تُطْمَسْ ...

السَبتْ 28 06 2008م

.