أحياء في دار أموات (دار المسنين)

[خالد بن علي]

[poem="font="simplified arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]دار أشبة بالقبر سكانها أحياء=إستظلت بالحضارة في مجمل البلدان
واستباحت كل مدينة بالرقي بإنشاء=معلمٍ واهن مرصع بابهت الألوان
واجهة تبرز مكاسبنا بفخر وإطراء=تنذكر بين المحافل كالنجم برهان
تستغيث بهمها بعض الألم لإيواء=ناس تمشي من على صدر الجثث بأبدان
جاثمة فوق الجفاف اللي خنق برجاء=كل تضاريس الملامح من جذع وأغصان
ساكنه بين الهلاك وزادها أنباء=عن زيارة أو خبر تروي عطش قضبان
غيرت فينا المبادئ وبدعت بإرساء=أبشع الأوجه بداخلنا بلا نكران
وأسهمت في إرثنا وأثرت لنا أعباء=عالجت وجه الحقيقة للأسف بأكفان
تحتضن في لحدها زحمة وجع لأعضاء=لحفت أحلامهم في جسمها بجدران
وفرت أرضٍ خصيبة بالدفا والماء=أخرت موسم خريف ارتز على الأمتان
جالسة باخر فصل واقف بلا استحياء=تنتظر موعد حصاد الأمتعة بجثمان
من زوايا تزدهر بأقسى قصص لأشلاء=من بقايا عايشه بين القبو بإحسان
تستفيض بعطفها تكسي القبر إرداء=زين الموت وعطا لبعض ألأمل أجفان
عانقت هامش بقايا أعمارهم بإنماء=ما تفضّل ينتفض في ديارهم للآن
لبست حتى المآسي أجمل الأزياء=زينت باكر بأساور من أمل كتان
وابتدت تشرق على كبد القهر بأضواء=جددت خلق الفجر من روحها بإيمان
وسعت قصر المسافة بالكرم بإعطاء=كل مشاوير الوهم من عطفها سكان
واحدٍ يجمع ضياعه من ظلم أبناء=يعتري بدمعه مكانه تمتمة وهذيان
يحتضر بأول نهاية إبتدت بإمضاء=من سعى لإسعادهم رغم التعب بإدمان
واخرٍ يهمس لصمته عن سبب وأشياء=حللت قتله لغاية والثمن إنسان
إنحرم أبسط حقوقه بالحيا بإلغاء=كل تفاصيل الأماني من باقي الأوطان
دار أشبه بالقبر روادها أسماء=جُسدت بأقسى المعالم تذرف الأحزان[/poem]