القضية : نشعر بها من دون معرفةٍ لـ ماهيتها ،
ما نَلمسه مِنها ، حياة باهتة بلا ذوق لـ الحياة ..
وهـ كذا كان شُعوري بِها
،
_________________

قَد لا أَحتمل مَشهد المَدينة وهِي تَستيقظ
فـ لَم أَعد أَحتمل صَوت فَحيح المَاء وهُو يَلسع وَجهي صَباحاً
،
ولـ مُجرد أن يَنتفض السِيف تَحت قَدمي في الشَاطئ
و تَلعق الأمواج ملوحة البحر قَهراً ، مُعلنة أَخر مَراسيم العِناق ،
حَيث النَوارس هُناك ، تَردم الأَنفَاس فِي جَوفها الفَارغ ، وتعلن صافرةَ الرَحيل
فـ يَبتلعها الفَضاء فِي اللَحظةِ التي تُتَهم فِيها السَماء بـ الخيانَة
لـ تُترك المَدينة الذاوية تَنوحها التَباريح .
،
ومِن بَوابة الشَمال
خَطوات الريح ، تَخرق أُذن الغِياب
وتَنفخ فِي فَاه القُلوب المَهجورة مُنذ أَخر حَرب خَاضتها المَدينة مَع أَشباح الريف .
،
رَباه ، أَين أَمجاد أجدادي ؟!
لمَ يَقصر سُور المَدينة !
هَل يَرتفع صَدر الأَرض لَحظة شَهيق ، أم بدت هي الأخرى بـ ابْتِلاع السُور تَدريجياً ؟!
لِمَ تَرقص الأَشباح نَهاراً !
لِمَ يَسقط وَقت الفَجر مِن خَارطة الزَمن ، عُنوه !
لِم تَذوب جِرار الأُمنيات قَبل أن تكتمل هَيئتها !
لِم يَتكسّر ضَوء الصِدق ، رُغم أنه لم يُصادف حاجزاً يكسره .!
رباه ، كُل ذلك في مدينتي يحدث ؟!
،
لَم يَتَبقى سِوى الكِلاب وهِي تُمارس النباح ، كُلما مَرت غيمةٌ طاهرةٌ عَليها صُدفة ..
فَـ القَناديل القَادمة من الكهوف لا يَصل من ضَياءها شيئاً ، سِِِوى قَليل مِن العَتمة وبَقايا غَاز مُحترق .
فِي مَدينتي :
لَم يعد هُناك أطفال يلعبون ،
فلن تَجد أَي مُبَاغَتات بريئة ، أو صراعات تنتهي بـ أَحضان حَميمة ؛
فـ الأمهات يَلدن تُكنولوجيا حديثة مع كُل روح ..
فِي مَدينتي :
لَن تَلمح إلا رُؤؤس وَهمية لـ فَتيات الحُلم ، تَطل مِن النَوافذ ..
فِي مَدينتي :
الشَارع خَالي إلا من أَنفاس مُعبدة تَعبره بانتظام ..
فِي مَدينتي :
يَتخمر الصَقيع على أكمام وريقات عَزفت عَن الحَياة في فَصل رَبيعي مِن السَنة ..
فِي مَدينتي :
يتماطر التَساقط في اللحظة التي تَرفس فيها الشَمس غَيمات تُحاول الهطول الخديج ..
لـ يَتكون قَوس قُزح بـ لَون الصَحراء ..!!
حِينها ، تَعْصُب الأَرض رَأسها من شِدة الألم فِي اللحظة التي تُصاب فيها بـ التهابات في القشرة الأرضية .
،
وَصباحاً في تَمام السَاعة الفَاجرة :
و كـ عُصفور غَيبه العُش ،
يَقف مُرتجفاً عَلى خَاصرة المَدينة ، وَيتنهد قَبل أَن تَطير رُوحه قَبله ،، :
- نِم أَيها الإنسان ،
فـ لَن تَستَحمِل مَشهد المَدينة وهِي تَستيقظ !.