( ◊◊ بــدر لا يأفـل بـكِ ◊◊ )

[بدر الحربي]

.
.
.


"تأملات متخيّلة"




- وحدها المحبة مكانها القلب وسواها من المجاملات
المكشوفة مجرد قرابين رخيصة لأهدافٍ مكبوتة..!

- علمتني الحياة أن الوحدة خيرٌ ممّن تمدّ لهم يدك
لتصافحهم فتفاجيء ببترٍ بلا حدٍّ أو حكمٍ عقلي..!

- حين ماتت رجولته وخبت أضواء هيمنته تعِس وقته
وشقي حظه فرأى كما يرى النائم أن الحياة مجرد أنثى..!

- تسير على غير هدى ، تشعل أنوار المعابد كراهبة
وهبت نفسها لكنيسة مهجورة سئمها عبّادها
وخفت صخبها ماعدا غوغاء صبية الأحد..!

 

[بدر الحربي]

.
.
.



"من وحي طفولة"





منذ كنت
صغيراً
لم أكن من
عشاق الكلمات
المتقاطعة
ولم تجذبني
صفحات التسلية
في الجرائد الصفراء
وحين كبرتُ قليلاً
جذبتني السياسة
بغموضها وقسوتها
لكن بعد سنوات
ضقتُ ذرعاً
باستخفافها
بعقول البسطاء
لينتهي بي المطاف
باحثاً أغمسُ يدي
في خاصرةِ المجتمع
لتخرج حمراء مخضبة
بدماء الخطايا
ولازلت ماضياً
في رسالتي
ولو لم يتبقى
على وجه الأرض
مؤمنٌ بسمو
النفس والفكر
ولا مجاهدٌ في
سبيل الوعي
بمجتمعٍ ماديّ
لازال يتنفس
غبار الماضي..!

 

[بدر الحربي]

.
.
.


•• رسالة لأنثى ••





عيناكِ سحرٌ لم يعقد
قصيدةٌ لم تنظم
رسالةٌ لم تُقرأ
عذرية لم تغتصب

شفتاكِ جمرٌ يتقد
ودفءٌ لا يعرف له الصقيع طريقاً
ورشفةٌ لايُقاسى بعدها ظمأ
ووردٌ لا يفقد عبيره

خدّاكِ شفق مغيبٍ فاتن
وصفحة نهارٍ ربيعي
ورِقة همس ليل
وشفافية بلور

شعركِ خليط ليلٍ بـ شفق
وانسيابية ماءٍ جاري
ورائحة عبق زهرة
وتموج بحرٍ هادئ

جيدكِ شلالٌ من لؤلؤ
عمودٌ من نور
نفحةً من نسيم
وتركيبة سحر لاتُفك طلاسمه

يداكِ سنبلتان بلون الذهب
معزوفتان بإيقاع مغري
راقصتان أشعلتا الطرب
وملامس دفء لا ينضب

صدرك رمانٌ لم يقطف
قناديل فرحٍ لم يولد
كرنفال عيد مقدس
وموائد نِعمٍ لم تلمس

خصرك قارورة عطر لم ينثر
حقول ريحان أزهر
ملمس من مرمر
ونعومة غضه كريش بلبل

أردافكِ وسائد حريرٍ
في قصر السلطان
انحناءة فازة وردٍ خزفية
وامتلاء إناء ذهبٍ مكور
وملمسُ ريش نعام

قدماكِ خدّا طفل تعلم الحبو
قطرات ماء تلاعب الأرض
حبات سكر تتلألأ تلمع
وخيوط حرير تتراقص دلالاً

جمالكِ فتنة لا تُدرء
جسدكِ رحلة لا تملّ
وأنوثتك بداية قصة
نهايتها حتف رجل..!


\


رؤية ثنائية بقلم

بـدر وَ سعد الوهابي

 

[بدر الحربي]

.
.
.



"من وحي طفولة"




لا زلتُ أذكر صور
عيد "هالوين" في
ضواحي "بوسطن"
وكيف كانت الجدات
تحيك الكذب لصغارها
مع فتات بقايا القرع..!

اليوم يعود لي نفس الفيلم
بسيناريو اعتدته دوماً
حينما يسلم الخروف رقبته
لشاةٍ تقلبه ذات اليمين وذات
الشمال يأكل من حشيش جذورها
ويتجشأ ما يفسد شذى الصباح..

كم كنت أكره صديقي حينما
يرهقني بمشاهدة الأفلام العلمية
وحياة الغابة والضباع التي تضايق
بكثرتها الأسود فترحل عنها لا خوفاً بل
ترفعاً عن النزول لذوات الرقاب المتيبسة..

هي عقدة النقص المتأصلة منذ الخليقة
بجنسٍ عن آخر يحيك الفخاخ وينسج الكذب..

اليوم أتذكر الـ Halloween مع اقتراب
نهاية أكتوبر حين تتوحد عيون الأطفال
إلى ليلة 31 محملة بكثير من كذب الكبار
ومحاولتهم تجميل صورهم المهشمة..

 

[بدر الحربي]

.
.
.



"أسرار"






بيني وبينها من
واحات العمر نُخَيْلات..
ورود.. وأطفال معلقون
بألوان الثمر..

بيني وبينها من الوعود..
سلاّت دانية..
وأكواز عسلٍ مكنوزة بين شفاهها..

بيني وبينها..
مرايا وبلور ولوحات نفيسة
بعدد ضحكاتها وهمساتها وغمزاتها..

بيني وبينها..
رضىً وغضب ودلٌّ وغنَج
وتداعيات تنتهي دوماً
بقبلةٍ مطبوعة على ظاهر اليد..

بيني وبينها.. ألف سرّ وسرّ وسرّ..
كم أعيا من منجمةٍ وقارئةِ كف
وحيّر ضاربَ وَدْع..!

 

[بدر الحربي]

.
.
.



"معادلات"




- مدخل:
"ليس كل شيء في الحياة قابل للتفسير.."
تلك المعادلة الأكثر عدالة..

- "كلكم خطّاء.."
قاعدة لا تدع مجالاً لإدعاء الكمال أو النزاهة
ونحن غارقون في الخطأ والخطايا منذ صلب أبينا الأول..

- "أنا وأخي على ابن عمي.."
حقيقة لاتزال ماثلة لتمحو كل بصيص أمل بغياب النزاع
ولو على محيط العائلة وتديم حقيقة توارث المصالح والدماء..

- "سوء فهم أم سوء ظن.."
كيف يمكن التفريق بينهما وشعرة تفصلهما..
"سامحني فهمتك خطأ.." أم "سامحني ظننتك هكذا.."
جملتان يتحكمان في سفك كثيرٍ من دماء الروابط
وتلوين كثير من الذكريات بالأسود..

- "إنسانية.."
كلمة لم أرى لها مثالاً منذ ولدت..
ربما أجد تصرفاً يعيد لي الأمل لكنه لا يدوم
يتبعه تصرفات أكثر توحشاً وهدماً لما مضى..
لأبقى قيد الترقب والتأمل
حطامَ شابٍ يتساقط فجراً....!

وليبقى كل ماسبق
مجرد معادلات تختمر في عقلي..!

 

[بدر الحربي]

.
.
.



"مدن.."




كلّ مدينة يقطنها ألف سائح
ويبكي على شواطئها ألف عابر
ويتمرغ على ترابها صامتاً ألف ساكن

لها قصص مع العابرين
وذكريات مع المهاجرين
كؤوس تتراقص بأيدي السائحين
وقناديل مكسورة بأيدي مواطنين

وطفلة تعبر منتصف الطريق
تتعثر ولا تفيق..
تقع ضحية اغماءة سكّر..
وجيوب أبيها لا تسعف الأنين..

للمدن.. مداخن ومحارق..
وشوارع خلفية مليئة بكثير
من القصص المدفونة
كـ عانبر خانت وصايا المعدمين..

 

[بدر الحربي]

.
.
.



"شظايا.."




نزرع "وردة"
نقطف "جمرة"

نسقي "شهداً"
نشرب "مرّاً"

نُخرج قلوباً
أودعها
"المولى" في
أكثر الأماكن
أمناً وعمقاً

ونعريّها
في أيادي
أشبه بباعة رصيف
تبيع حرارة الشمس
وجفاف العروق

ونتساءل
لما تتشظى
أيامنا..!

لما تنسلخ
من أعمارنا
كورقة يعبث بها
طفل فتخرج
مشوهة من
مجلدٍ كان أنيقاً

نتساءل
لما العمر
ربيعه أفول
وأعياده
سرادق عزاء
على سنين
غارقة
في بحورٍ
من "سحرٍ"
لعين

ونعود كما ولدنا
أول مرة: "باكين"
من الدنيا خائفين
أيادي مقبوضة
وقلوب موجوعة
وخطوات أرهقتها
جراح السنين

ونتساءل..
يا جمرات العمر
يا نبع العذاب
متى تنطفئين..!