الظَنّ كثيف الحضور يا أناي , وأمواج البحر وحدها تعلن غضب السكينة في رئتاي , كأني يومَ ولدت حُرا ً في محراب القلب وزَّعت الأحزان على أرصفة الوَرَى , أنجلي في صدر الحاجة باغتيالات فريدة المُقام , كأنّ الحَظّ لايحمل ثمرا ً يُقطف من على شَجر البكاء , لأنَّ الصَمت بلغ مثواه الأخير , رحيله الآبق إلى الوحدة المقيتة , ها أنا كما كان وجهي من قبل , يرتدي اللّيل , يرتدي الأرض بشكلٍ مغاير , يحادث الهدوء في غبطة مَكنون , يمضي إلى الأجل , إلى سحب النقاء , يغتال وجعه ويمكث في الجنبات يعدّ من ملامحة كسرة خبزٍ للمضيّ في كنف البقاء , إنّي والسواسية مِن أقران العمق تفرقة , يستحوذنا ملل الحبر , يقتلنا في المواجع الآه , نغادر ساحلنا الإنسيّ ونقبع في ذات ربوة بلاهيئة , بلا شكل , بلا لون , فثمَّة وطنٌ مسروقٌ من أعيننا , ثمّة وَطنٌ يئنُّ في القلب , حيث كنا هُناك في غابر احتضارنا , نشعل شموع الفرح الخائب , يقرصنا الحرف في شيبنا المتناثر على طاولة الرحيل , ونبكي وهو الزاد الباقي , هو العلبة التي نختفي فيها إلى النسيان , الراحة المُثلى في اعتناق الجنون صافيا ً دون شوائب , ها أنا يا أرض أفتح ذراعيّ للكَون , أستحضر رؤاي المنفلتة بصوتٍ مكتوم , بصوتٍ قتيل يهدم أركان السواد ويعيد رسم وَجهي العاثر في وَطنٍ لاحدود له .