الدمية ...قلمي

[يوسف الأنصاري]

اليأس يخلق فزع الأحلام والأوهام ..
والأمل يحقق رحلة التدمير ..

كليهما لا فائدة فيهما أمام وحش الحياة التي أعيد صياغتها ..
بعيدا عن طبعها الفطري ..

تلك الحياة التي تُلبس معكوسة من مكان أ .. لهنالك ب ..
فما بين الرأسمالية .. والرأسمالية .. هنالك اطنان خفية من الكلمات المتقاطعة ؟؟! هيا لنتسلى قليلا.. ( الجشع ، النصب ، الإحتيال ، الكذب ، الخداع ، الإحتكار ، الإحتقار ، السيطرة ، الوهم ، الطمع ، الظلم ، الإستعباد ، الإستبداد ، الإبتزاز ، الكراهية ، الإضراب ، العنصرية ، الجريمة ، النفاق ، الخوف ، القلق ، الضياع ، الفراغ ، أخيرا ..مع انعدام المسؤولية .. لا تهم السمعة فكل شيء مفصول عن الإنسان في قانون الرأسمالية ) .... المزيد والمزيد ..

كل شيء مبني على لبنة المادية ولا شيء يفوق الطمع .. في الرأسمالية ..
لا شيء يوقف تقدم شهوة الجشع ..
لا عصافير البطون المغردة على استحياء ..
ولا شهادات مرموقة لا تبقي الرأس سوا خاضع لسطوة الهرم الغذائي للسلطة ..
إن لم تطبق العدالة .. إن لم يعمل بمفاهيم ما خلف ستائر مرجعية العدالة ..
نعم الطبقية أمر حتمي منطقي ليس عيبا أو مشكلة .. لكن الفقر ليس طبقة هو انعدام لأي طبقة ..هو انحلال لميزان العدالة ..

غير ذلك ..
مجرد همسة واحد تحرك قشعريرة الشهوة لتثار في طمع ..
وتنهار عزيمة الكرامة للإنحناء بكل الحقوق لأجل الظفر بنشوتهم ..
كخلق يدعوا إلى اعتناق المادية ..

بينما حقيقته الخفية الجلية ..
الكاسية العارية للعيان ..
( انا .. ومن تحتي صعاليك القوم الشحاذين ) ...
هذا هو مفهوم الجسد الإجتماعي المتحضر المحتضر ..
مثله جسد ( أمجد ) المسكين كأضحية مذاقها مر في عيد مسرحي سخيف من انتشال الفقر وحملات الرحمة المعلنة والموثقة صوتا وصورة .. تبث سموم شمولية الإعتلاء فوق حقوق النظرات المكسورة ..
والأيادي السفلية المتقشفة والنفوس المتأزمة في حالتها وحاجتها ..
انهيار قريب ، انعدام دائم ، قناعة متدنية ..
ما بعد الحضيض وإلى ما لا نهاية ..

ماذا عنهم ؟؟
.. هم في سوء الخيرات .. هم في حالة هجع تجنبا لضغوط حياة الترف ..
بالمزيد والمزيد من الإستعلاء ..

لذا نعم هذا الجسد مات ..
لكنه ظفر بعبارة شريف ..


لكن لن اموت هكذا ..
ولن احيا مثلهم ..
لن أحيا لمجرد التمني
في حظوظهم القذرة ..

..وكل ما أحيا لأجله ..
تحقيق عدالة ..
لن تحقق ..

لأجل ذلك ..
نعم ..

..
..
..
..
أنا غاضب ..

_____

آسف للإسهاب في المشاركة ..
فقط تلك الدمية وذلك القلم ..
لهم تأثير خارج عن السيطرة ..

دمت بخير ..