(1) قهوة و عطر
يبقى من الذكريات عطرها العالق بمخليتك ذلك العطر على هيئة قهوة ، أماكن ، أحاديث ، ضحكات ، لقاء ، وداع .
تاريخ البدء محصورة بين جدران منزلنا بقريتنا هو يوم الأثنين الموافق للسادس عشر من مارس للعام الميلادي ألفين و عشرين
و اللذي وافق في سنتنا القمرية الثاني و العشرين من شهر رجب للعام آلف و آربعمئة و واحد و أربعين .
و بذلك يكون قد مضى على ذلك ما يقارب التسعة و ستين يومًا و التي تراوح مضيها بين البطيء الثقيل و المتعجل الهارب منا .
منذ بدء عناقنا لعائلاتنا و نحن نقضيه في صراعات مختلفة والتي هدأت نوعا ما مع قدوم رمضان
فالصيام يكبح جنون المراهقين و الشباب نوعا ما
و يطمئن الوالدين اللذين تحولا بسبب الوضع الراهن إلى شرطة منزلية بدوام كامل .
كانت هذه الفترة أشبه بالصراع بيني و بين دائرة العمل عن بعد
لا تهدأ فيها حواسي سوى برائحة القهوة .
تلك الرائحة التي تتسبب باكتساح فعلي لذاكرتي فتعيدني للعام الماضي .
وَدْق
تمارس الذاكرة سحر الغواية عند اعادة الذكريات في تطبيق (السناب)
فتتابع اللقطات الفلاشية الاشبه بالمنبه تضعني تحت غواية الانزواء و التبسم للنفحات العابرة
و التي تتحول حينا آخر لدموع ثم ضحكات ثم عودة للابتسام .
إدراك
كتبت بعد عودتي للوطن بعد قضاء ما يقارب العام بعيدا عنه أن تاريخ عودتي يؤرخ ميلاد جديد لشخص
لم يبتعد عن الوطن يومًا ليتغيب مئتان واثنين و ثمانين يوما و التي تمثلت بتسعة أشهر .
وإيقاف العمل و التوجه للعمل عن بعد جعلني أعيد حسابات الادراك للمشاعر الوطنية التي حملتها بآعماقي منذ صرختي الاولى للحياة
عام ألف و ثلاثمائة و ستة و تسعين للهجرة و من ثم الانعاش لحياتي لحظة تحليقنا بالاجواء الخضراء
مساء ذلك اليوم للعام ألف و أربعمائة و واحد و أربعون للهجرة.
سرًا
سأهمس لكم سرًا باتت الأرقام مهمة لمخيلتي و تحديدا تلك المرتبطة بالتاريخ فتقدمي في أي هدف مرتبط بالتقويم
و كذلك الان في لحظتي التي أدون بها حروفي هذه أترقب الغد حيث سيكون أول أيام عيد الفطر المبارك
و الذي يأتي هذا العام بعيدا عن عناق والدتي لعام آخر مزدحم بالذكريات كسابقة .
السبت 2020/05/23
(2) عطر الذاكرة
تعرف صديقتي حين رغبتي بالانزواء عن الضجيج ان هناك إلهام حرفي يرغب بالانجلاء من الذاكرة للمفكرة
و لأكون أكثر دقة فمنذ ساعات الصباح الاولى و أناملي
تلح علي لفك رباط الفكر والفضفضة لعلي أجدني بعد انقطاع عن عناق الحرف وعزف المشاعر
مساء جمعة أنيق وصخب الضحكات والثرثرات النسائية وأعماقي تمارس تمردها تبحث عن متنفس
غادرت المقعد باستئذان واني بحاجة للخروج للثرثرة الحرفية
هكذا وجدتني في هذا الشارع اللطيف من منطقة غلوستر جنوب غرب لندن
أتحسس أعماقي أستمع لهسيس الذكريات يبعث بي حيث تشاء هي لا أنا فحين تهيم الذاكرة وتبدأ هسيسها لا شيء يتوقف
الأحلام الوردية كثيرة و إن أردت لها التحقق تحدث عنها بصفة التحقق لا صفة التمني
لا تترك لأصوات أخرى تشير عليك بالطريق المثالي لها و لا أيادي أخرى تخط لك مسارك ....
كنت أرغب أن أرسم هذا المساء مشاعر حب لا ذكريات وردية تثيرها رائحة المقاهي و رؤية حاملي الحقائب يتهادون نحو أحلامهم ...
و لكن سأخرج بكم عن مساري السابق لمسار مختلف
لعمق القلب حيث المشاعر حيث أن تتعمق في أنت
تتعرف على أناك
و ما الحب إن لم يكن لذاتك نصيب منها
إن لم تسافر بأعماقك حيث يليق بها
بعيدا عن كل شيء و أي شيء وليس بالضرورة أن يكون شيء
تحدث إليها بحب و أرشدها لله و قربها منه ستجد في قربها من الله تطهيرا لها و ترمميا مما علق بها من ضعف
عانقها و إن تراخت وتهاونت ألزمها الطريق المؤدي بك إلى الله ...
لا تكسر قلبك بالماضي و عش حاضرك بصدق و ترقب مستقبل كأنك باقي و إن كنت تدرك أن لابقاء أبدي
في ختام هذا التهادي. للكلمات سبح كثيرا و استغفر أكثر فالقلب برءه في الحديث مع الله ...
وكما قال لي أحدهم نحن بشر خطاءون والله منحنا نافذة الاستغفار والتسبيح لنتطهر بهما ....
ذات مساء
الجمعة 2019/07/23
اندماج
أن تجد بعد عام على رحلتك و العودة منها أنك لم تعد أنت ، و مما عزز هذه المشاعر العزلة الاجبارية التي فرضتها دواعي مواجهة كورونا .
تجعلك تضع حجر الأساس لتغيير جديد و اندماج و توحد بين أناك السابقة و أناك الراهنة لتجعلهما واحدًا .
استكشاف الذات نعمة يسبغها الله على كل روح تبحث عن جوهرها لتحيا بسلام .
حقيقة أنني لست إجتماعية كليًآ و لست انعزالية كليا يجعلني أتوه بعض الاحيان وسط التجمعات فيختار. عقلي
العزلة الاختيارية و تجدني أمارس طقوس الكتابة و تأمل كوب القهوة و استنشاق عبقها فيظنني الناظر أن بي مس من جنون .
لكنها هي أنا يجمعني نصفين متناقضين بلا انتصار يذكر لأي منهما .
و صدقا الحرف يسرقني كثيرا من كليهما و إن لم يضعني في منصة الادباء إلا أنه يحييني و يجعلني أرى العالم بمنظار الأمل .
قد يكون للحرف عودة ليمارس غوايته على أناملي .
كتبت في لحظة توهان
30 رمضان 1441هـ
23 مايو 2020