عندما نُريد أن نصِف شيئاً ، إمّا أن نقوله صوتياً باارتجال فلا يأتي وصفنا دقيقاً ، أو نكتبه لنصنع له مقامه ونرتب له حفلته
ونجهّز له منبره ، ونهيء له طقوسه المناسبة ، نكتبه لا لنكتبه فقط بل لنرسمه عندما نَصِفه ، ننقله وننتقل معه من الكلام لجعلة لوحةً فنيّة
ولانكتفي ، لننتقل به لمشهد سينمائي تقرأه فتتخيله وتشاهده عندما تُغمض عيناك ، السرّ دائماً في وصف حالة أو أي شيء ليس العدسة
بل الروح ، الفرق بين من يكتب وبين المصوّر أن المصوّر ألتقط الصورة في توقيتها المناسب فقط ، أما الكاتب المبدع التقطها في رأسه وطعّمها بااحساسه ورؤيته وطريقته في تأملها حيث أنه جعل حواسه كلها تشارك في ملحمته الكتابية أيضاً فصاغ لنا ذلك ..
أكاد أشعر ياجنوبية أنكِ تتذوقين الكلمة قبل كتابتها ..
