"
"
قايد الحربي
من بعيــد .. وبين ركام الذكريات
سأنفض غبار العتب .. حتى تميل عناقيد الرضى
على غيمتيها / وتقبل شفتي نظراتِ الصبابةِ
في عين مشتاق على أملٍ من النقاء / قبل أن تشيب
لحظات البقاء ..!
أيها الحسَّاسُ حد الثمالةِ / في كل ما لا يجيزه عقلك حتى وإن جادت بذلك أفئدةُ آبائنا الأولين , وذلك مما يجعل النقاش معك جميلاًَ ورائعاً , لذلك سأقتحم ما قد يقحمني في مساوئ النظرات الكثيرة التي لا تحب إلا أن تقول لها , ( نعم ) و ( ما قصرت ) .
النص الأدبي .. وأركانه المزعومةُ .. وزخارفُ الصور الصحيحة وغير الصحيحةِ .. وكل ما تكدس في كتب النقد الأولى والقديمة والحديثةِ من مترجمات الغابرين .. والأحياء .
ولعل في ما كان يزعم ذلك المعلم الذي كان يدرسنا الأدب .. أو النصوص الأدبية ـ ليس أنت ـ يزعم أنك عندما تقرأ النص ويؤثر فيك أو ( تخش جو معه ) فهذا دليل على صدق العاطفة عند الشاعر .. وإن كان غير ذلك .. فمن الطبيعي أن تكون النتيجة عكسية على رأي الأستاذ الفاضل ..!
ولعل في ما قال بعض الحقيقة ولكن ربما مشروطاً بأن يُهيِّأ القارئ نفسه لقراءة النص قبل أن يبدأ بالقراءة .. فإذا كان النص حزيناً على مفهوم القارئ لمناسبةِ النص فيجب عليه أن يقرأه في حالته الحزينه .. ويجبر كل أحاسيسه ومشاعره على أن تتأثر مع النص لأن النتيجة عكسيةٌ إن لم يفعل ذلك .
الإحساس .. والنص الأدبي عموماً ..
أفهم وجهة نظرك التي ربما تاهت عنها بعض الأعين التي تقرأ الكذبة التي تبنَّت أناملك اتهامها بهذه الصفةِ الجارحة .. ولكن .!
أليس الإحساس في النص الأدبي مطلوباً لبناء النص / ستقول لي لا شأن لي بما قبل النص .. أنا أعلم أنك تريد النتيجة التي يحصلُ عليها القارئ ..
إن الشعور الذي يجده القارئ ليس حتماً هو الذي يريده الأديب .. هذا إذا كان الأديب يستحق هذا الاسم بالفعل .. ولعلك تجد أنَّ كثيراً ممن يجلدون النص الأدبي على أنهم أهلٌ لهذا المجال قد ظلموا أنفسهم وظلموا الأدب .. واتبعوا خطوات البحث عن أنفسهم في الطريق الخطأ .. متوهمين أنهم شعراء وكتاب ...! وهذا هو الشائع والمنتشر .. لذلك سيكثر الكذب بل ( وخنق ) الصور التي تعكس للقارئ أحاسيس مزيفةٍ ومكذوبة ..
أمرٌ آخر .. أليس الشعراء .. كما قال الله [ يقولون مالا يفعلون .. ] إذا كان من خلقهم أخبر أنَّهم يكذبون .. وأنَّهم يهيمون كتلك الإبل ( الهمل ) في بطون أودية المعاني والمشاعر المصطنعة .. فكيف بنا نحنُ المتلقينَ عندما نبحثُ وندقق في نصوص مزيفة المشاعر لشعراء مزيفين ..! [ ليست الصورةُ منطبقةً على كل الشعراء على أنهم مزيفون ] ولكن قنوات الصرف الشعري قد أغرقت الساحةَ بأشباه الشعراء .. لتلد أشباه النقاد ..
لذلك فمن الطبيعي أن يكون الإحساس كذبة .
ثم بالنظر إلى الإحساس .. وما تحدثَت عنه أنت على أنه كذبةٌ .. فهذا أمرٌ صحيح .. لأن القارئ بالفعل ليس مجبراً على أن يقرأ الإحساس ويصفق للإحساس الذي يتنفسه النص .. لأنك لن تجد أحداً يتحدث عن الإحساس في أي مجال نقدي .. ولن تجد ناقداً من النقاد الذين يعرفون ماهية النقد .. يتحدثون عن الإحساس لأن هذا أمرٌ ربما كان مختلقاً وربما كان صحيحاً .. فإن استطاع الكاتب إيصاله من خلال الصور التي يرسمها فهذا دليلٌ على قوة الشاعر وتمكنه .. وإن اختلفت الصورة وأبعدت به النجعة ..! وهذا هو الشائع فهذا دليل نقصٍ في الشاعر أو الأديب عموما .
ربما أكون بجوار الحجر الأسود / وربما قبلت الركن اليماني
لذلك سأستمع لأصوات المطوِّفين حتى أجد الباب وأعرف
ابتداء الطواف ..!
قايد الحربي .. [ تشكراتي ]