أماسي ..
وصباحٌ يحملُ عطركِ ..
هل جرّبت يوماً أن تكوني تائهةً بين دروبِ الفكر ؟
النقاء ؟
البياض ؟
الطّهر ؟
قطراتُ الماء ؟
مصطلحاتٌ تبعثُ في النّفس الأرق , أسألُ نفسي الآن , ما هي المعايير التي تخضع لها هذه المفاهيم .. ما هو الشّيء الّذي يدفعنا لاطلاقها , ذاتَ وقفةٍ مع النّفس ؟
هذه يا عزيزتي ليست بأسئلة , هي تساؤلات فقط .
الغريب في الأمر , هذا التناقض الذي يحكم النّفس البشريّة , قد يسجّل أحدهم لدينا موقفاً , يجعله الأنقى و الاجمل و الأطهر , ويأتي بعدها فيسجّل موقفاً آخر مغايراً تماماً لما قبله .
لا بدّ أنّ المثاليّة تقول , أننا يجب ان لا نحكم على شخصٍ ما من موقف , ولكنّنا لا نفعل !
المثقفين قادرون نظرياً على تجاوز العقبات الناتجة عن اختلاف الفكر , و طريقة الحكم على الأمور .. هكذا يجب أن ننتظر من شريحة اجتماعيّة تمثّل ثقافتنا الكليّة .
النّقاش , و الاختلاف ظاهرة صحيّة , دعيني أطلق عليها هنا وقاية , و الوقاية خيرٌ من العلاج .. هي وقاية من تفّشي سوء الفهم .. دعونا نختلف , و دعوا خلافاتنا دليلاً على اننا أصحّاء , لا يمكن أن ندخل مكاناً و تجزموا بانه خالٍ من جميع الأمراض , ولو فكّرنا بتعقيمه , لخسرنا الكثيرَ من الوقاية الطبيعيّة من الأمراض التافهة البسيطة .
الحبّ , امرٌ آخر , يجب أن يصبح ذا مفهومٍ أكثر شمولاً , نحن لا نعرف كيف نحب , لماذا لا نحاول تعلّم ذلك ؟
أماسي ..
ما كتبتُ اعلاه , ترجمةٌ فقط لما اعتملَ في عقلي ذاتَ تفكير ,, لكي أعود لأسئلتِك و معي بعضٌ من تركيز .