إعلامُ الإعلان , إلى أين ؟! - الصفحة 3 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
[ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : عَلاَمَ - مشاركات : 75385 - )           »          الأزهر يحتفي بعبد الإله المالك (الكاتـب : المنبر - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 5 - )           »          مؤلف وكتاب حوار عبد الإله المالك (الكاتـب : المنبر - مشاركات : 0 - )           »          وش اخباري (الكاتـب : عبدالله البطي - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 4 - )           »          ...نبض... (الكاتـب : رشا عرابي - مشاركات : 4702 - )           »          دَّرْدَشة.. مُشَمَّسَة (الكاتـب : عَلاَمَ - آخر مشاركة : صلاح سعد - مشاركات : 2 - )           »          أَعـتَــرِف .! (الكاتـب : سُرَى - آخر مشاركة : علي البابلي - مشاركات : 53 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 243 - )           »          عاشق في محراب الوحدة! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 0 - )           »          الوقوف مبكراً على الناصية (الكاتـب : منى آل جار الله - آخر مشاركة : جهاد غريب - مشاركات : 4 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-17-2008, 03:06 PM   #1
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

افتراضي إعلامُ الإعلان , إلى أين ؟!


تمّكنّ الإعلامُ العربيّ في السّنواتِ الأخيرة من تحقيقِ خطوةٍ لا بأسَ بها نحوَ التجديد و الانتشار , إلّا أن خطوته تلكَ كانت مرافقةً للكثيرِ من الهفواتِ و الاخطاء الّتي ملأت أسماعنا و أبصارنا بالغثِّ و الرديء ,

فإعلامنا اليوم , في عصرِ التقنية و التّطور و سيادة السّياسة و المخطّطات الامبريالية و الراسماليّة و الحروب النفسية , لا زالَ يعاني من مشكلةِ الانتماءِ المٌسيّس و أقصد بذلك الانتماء لسياسةٍ ما تحدّدُ نوعَ ما ستطرحهُ جهةُ الإعلامِ هذه , و تؤطّرهُ في اطارٍ يناسبُ توجهّاتِ و تطلّعاتِ تلك السّياسة و مساحة حريّتهِ الوحيدة هي الإعلان - إن كان لهُ فيها حريّةٌ فعلاً ولم يكن الإعلانُ أسوءَ حالاً منه -

و حكايةُ الإعلانِ هذهِ لوحدها حكاية , إذ أنّ الخطَّ الّذي يسيرُ فيه هذا " الفنّ " يتّجهُ نحوَ تحويلِ الإنسانِ إلى سلعةٍ و مستهلكٍ في الوقتِ ذاته ,
فالإعلانُ يعتمدُ غالباً على طرحِ الانسانِ كمروّجٍ للسّلعة , فترى مثلاً دعايةً لأحد أنواعِ القهوة تقدّمها حسناءٌ ما , تجعلك تظنُّ انّ شرائكَ للقهوةِ سيمنحكَ جمالها بشكلٍ أو بآخر !

هذهِ الحسناء المطليّة بكلِّ انواعِ المكياج تظهرُ لكَ ايضاً في اعلانِ إطاراتٍ أو قطع غيار أو ربّما دعايةً لفندقٍ ما أو حتّى لـِ " كريم " أو لـِ ادواتِ تجميل أو لعطرٍ ما الذي يتعمّد الإيحاءَ بأنّ المرأةَ قد تصبحَ ذاتَ جاذبيّةٍ أكثر باستخدامها و ربّما تغيّر عُمرها و شكلها أيضاً!!

إنّ اعتمادَ الإعلانِ على إثارةِ الرّغبةِ الجنسيّةِ لدى المشاهد و قبول المُشَاهد ذلكَ تحتَ أيِّ مبرّرٍ , ليسَ سوى حسب رأيي تأكيدٌ على " سلعنة " الإنسان و مشاعره .

و الامرُ لا يختلفُ جدّاً عندما يكونُ غرضُ الإعلانِ استغلالَ المشاعرِ الإنسانيّة و القيم النّبيلة و الضّمير لدى النّاس لأجل ترويجِ سلعةٍ ما , كدعاياتِ شركاتِ الإتصالاتِ مثلاً و الّتي توحي لكَ بانّ صلة رحمك لن تكون إلا عن طريقها , أو حتّى البطاقاتِ الائتمانيّة فيِها قد تسعدُ قلبَ امّكَ او زوجتكَ بهديّةٍ تدفعُ ثمنها لاحقاً !

هذا الاستغلال الواضح للانسان بأيِّ طريقة , يحوّلُّ الإعلانَ إلى ساحةِ مزايدةٍ على المشاعر و على القيمِ الانسانيّة و على الخصوصيّة و العلاقة الحميمية للشّخصِ بمن حوله , و يحوّلُ المواطنَ إلى مستهلكٍ يُقبلُ على شراءِ السّلعِ تحتَ تأثيرِ هذا التّنويم الإعلانيّ فيشعرَ ان سعادته لن تكتملَ إلا بزيادةِ الاستهلاك , و ينخفضُ بذلكَ سقفُ طموحاته و أحلامه , و يبدأُ بالتّفكيرِ في سيّارةٍ جديدة أو مصيفٍ ما أو حتّى اقامةٍ في فندقٍ أشبهَ بالخيال .
و حتّى اهتماماته و همومه تُسيطرُ عليها الرّغبةُ في كسبِ المزيدِ لأجلِ تحقيق الاستهلاكِ أكثر و تلبيةِ الهواجسِ الإعلانيّةِ في خياله .

و لا أبالغُ إذ قلتُ أنّي أرى أنّ الاستهلاكَ المؤدلجَ عن طريقِ الإعلان , هو مرضٌ عضالٌ بدأ يتسلّلُ إلينا فيزيدَ من علّاتنا علّة و كأنّ المواطنَ العربيّ ما كان ينقصهُ سوى حمّى الاستهلاكِ تلك .

إنّ توجّهَ الإعلامِ إلى الإعلانِ بهذه الطّريقةِ المؤذية يجعلنا نفكّرُ كثيراً في ماهيّة الطّرح الإعلامي بوجه ٍعامّ , في مدى مصداقيّتهِ كونَهُ سُلطةً أخرى لها تأثيرٌ كبيرٌ جدّاً في المجتمع ,
يجعلنا نفكّر فيما إذا كانَ إعلامُ المسابقاتِ و الرّبحِ الماديِّ و الشامبو و العطور و العلكة و الشيبس ,جديراً حقّاً في تمثيلِ ثقافةِ بلدنا أمامَ الآخرين , و في توجيهِ عقولِ اطفالنا المتابعينَ لهُ غالباً على مدارِ السّاعة .

" فاصل إعلاني و نعود و نواصل "

جملةٌ أصبحت تتخلّل حتّى البرامج الدّينية و الثقافية و العلميّة و نشرات الاخبار !!

ويبقى سؤالٌ أخير :

أينَ احترامُ عقليّةِ و روحِ الإنسان في إعلامِ الإعلان ؟!

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ


التعديل الأخير تم بواسطة د. منال عبدالرحمن ; 09-17-2008 الساعة 03:56 PM.

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:51 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.