[ ’’ فَهَدْ دُوْحَانْ ’’ شَاعِرٌ مِن الْزّمَنِ الْجَمْيل ] - 12 -

[ناديه المطيري]

لم أحسب حساباً لذلك الموقف الذي وُضعت به حين ألقيت على عاتقي مهمة إجراء لقاء لأختار الشاعر الكبير ( فهد دوحان )
لأجد نفسي في موقفٍ مربكٍ للغاية
فكيف لحروفي أن تتعملق أمام هذا العملاق لتضاهيه حجماً؟!!
فالحديث عنه مربك جداً
فما بالكم بمواجهته وإجراء لقاء معه لا سيما بأنه أول لقاء أقوم بإجرائه
ولم أتعثر كثيراً فقد كان فهد إنساناً قبل أن يكون شاعراً
متواضع إلى حد الحنق على الفارغين ممن أغواهم الشعر والنشر
الحديث عن شاعر وكاتب بحجم ( فهد دوحان ) يتوارى خجلاً في محاولة منه لتشكيل حروفه للكتابة عن شاعرنا المبدع
لذا لم يجد بداً من أن تتقزم حروفه أمام قمة شاهقة كـ ( فهد دوحان )
ليتقهقر ويعلن أن لا حروف تضاهي ما قدمه أو مايقدمه ذلك الإنسان في كل شيء شعراً / شخصيةً
حاكى الهم الانساني في قصائده والتي باتت مدرسة تتعلم منها الأجيال
إعلامي خطير كان له حضوراً مميزاً من خلال الصحافة الورقية وتحديدا مجلة سيوف والمختلف والساعي وحياتنا
وما زال يواصل عطاءه في المجالين الشعري والإعلامي
حيث يقوم بالإشراف على ملف مقامات في جريدة الصباح إضافةً لإدارة تحريرها
وكيف لا يفعل وهو أحد مؤسسيها
كاتبٌ لديه العديد من المقالات والدراسات حول الشعر الشعبي وقد أصدر كتاب ( أزمة الشعر النبطي ومحاولات الحداثة ) عام 1997 يحمل هاجس الشعر بأنقى صوره الضاجة بالحياة
كتب دراسات نشرت منذ عدة سنين في جريدة الراي حول البحور والأوزان حين كان يعدها الشاعر بدر الحمد لكنه توقف عن نشرها حين أدرك أنه لاطائل من تعلّم الأوزان وأننا بحاجة للشعر أكثر من حاجتنا لشعراء
توقف عن النشر والشعر لفترة من حياته إثر التزامه دينياً ولكن ليس لحد التزمت ليعود للشعر ومن ثم للنشر في زمن لم يعد الشعر هو الأهم بقدر ماتعني الشهرة ليعلن بأن الابداع أكثر أهمية من الشهرة الباهتة
صنفته الموسوعة الحرة لمجمع المحتوى العربي في استفتائها من ضمن أعلام الشعر العشرة
أحد آخر النبلاء الذين برزوا في الثمانينات ومازال تأثيرهم ممتداًّ كغصن ,, كلما تقادم الزمن كلما طال ليلامس السماء









قال عن الشعر

هالشعر أظنـه بيذبحنـي ويقضــي علــي
مديت له أجمل أيامـــي على شــان أنــا :
أكون ( أنا ) بكل حالاتي: ( أنا ) الممتلي
شجَر وناس وضيا نجم ونهـارٍ دنـــا ..
الطير والعشب والمــا والبعيـد الخلـــي
إلا من الريح تطوينــي وترجـع ( هِنـا )
هِنا ..هِنا خارج أنفاسـي ..هِنـا داخلــي
تشيلني - رغم تسكنِّـي - تعيـــد البنِـا !
سلمت له أكثر أيامي وكــان أجملـــي :
كان المُنا والغِنى ، كان الصـدى والغُنـا
ما ينكسر غصن في روحي سبب قاتلـي
يمكن تراخى ولكن من ثقيـل الجنــا !!

.


.