قلة بل هم معدودين على أصابع اليد الواحدة من يعرفون تماما ما تقبل عليه وتعيشه موسسة البريد السعودي من مشاريع وخطوات جبارة تجعلها من قادرة على النهوض بالعديد من الخدمات التي تنكس على الحياة اليومية للمواطن والمقيم , البريد مرفق حيوي وهام جدا إلا أن ثقافة التعامل مع البريد غائبة وربما مغيبه بفعل فاعل , العلاقة بين البريد والأعلام بشتى وسائله المقروءة والمرئية لا تتجاوز صناديق" واصل" و شن الحملات "الهائجة" على رفع رسوم صناديق المشتركين بالإضافة إلى اعتقاد جمهور الإعلاميين و المواطنين والمقيمين وعملاء البريد بان البريد وسيلة لنقل الرسائل الورقية فقط وانه من مخلفات العهد القديم ولا يتلاءم ما يقدمه من خدمات مع متطلبات عصر الشبكة العنكبوتيه واتجاه العصر الى العولمة وهذا فهم خاطئ للبريد وما يقدمه للمجتمع .
•اليوم يحتفل البريديين باليوم العالمي للبريد تحت شعار" كونوا دائما على اتصال" وبودي أن لا يكون هذا الشعار مجرد كلمة لا معنى لها لدى المتعاملين مع البريد بل ليكن فرصة سانحة البريد لإيضاح حقيقة البريد لعملائها خاصة في ظل اتجاه البريد للعمل وفق أسس تجارية والدخول في معترك الحكومة الالكترونية والتي لن تتم ولن تكون لها أي قائمة مالم يلعب البريد دوره في تفعيلها فأي تعامل الكتروني في حال تطبيق الحكومة الالكترونية او التجارة الالكترونية لن يتم الا عبر البريد فكل عملية تتم في نظامها تعتمد على ربط التواصل والاتصال بين العميل والجهة التي يتعامل معها عبر الحكومة او التجارة الالكترونية .
•مشاريع عظيمة يقوم بها البريد من ابرزها مشروع "واصل" والذي يعد نافذه حقيقة لايجاد عنونه واضحة لكل الوحدات السكانية و التجارية والحكومية وهذا يعني بان " واصل" خير معين لاي جهة فمن خلاله يكون لدينا عنوان لكل مواطن ومقيم يسهل على الجهات الخاصة والحكومية الوصول والتواصل مع المواطنين و المقيمين بشكل سلسل وعبر الاعتماد على إحداثيات الكترونية وتقنيات عالية جدا وبالاعتماد ايضا على الاقمار الصناعية , كما ان العديد من الخدمات قدمت عبر البريد في الاونة الاخيرة وحققت نتائج مبهرة من ابرزها خدمة " جامعي " والتي تم خلالها ارسال وثائق الطلاب والطالبات المقبولين في الجامعات المحلية الى جانب خدمة تجديد الرخص المروية واستبدال لوحات السيارات و قائمة من الخدمات الحاضرة في الواقع والغائبه اعلاميا .
•انها ثقافة اللاوعي بما يقدمه هذا المرفق الحيوي تلك الثقافة التي نتج عنها تكسير صناديق" واصل" وإبادتها لدرجة دفعت فضيلة المفتي لإصدار فتوى تحرم تكسير الصناديق خاصة وأنها في حكم الأملاك العامة والاعتداء عليها لا يجوز , البريد بحاجة الى ايجاد آلية واضحة لإيصال خدماته اعلاميا لجمهور المواطنين والمقيمين وهو من الجهات التي تدفع الملايين للصحف والفضائيات بشكل سنوي ومن المفترض ان ينعكس ذلك على إبراز خدماته اذ لابد ان ينتهج القائمين عليه سياسة مختلفه مع الاعلام تتجاوز اخبار العلاقات العامة وتغطية الفعاليات" الهامشيه" وهي مسئولية المرفق فالمواطن و المقيم لاذنب له ان لم يعلم أي شي عن خدمات البريد وايصال هذه المعلومات لابد ان يكون من خلال الموسسة والمسئولين فيها عبر احياء اساليب معينه على ذلك بدلا من " تلميع البشوت " و اصحاب الكراسي ذات المراتب الفارهة فان كان هناك تطبيل او تلميع ينبغي ان يصب في اتجاه واحد وهو التوجه بالبريد وخدماته الى الامام فقط .
نشرت في جريدة اليوم
الجمعه 20 شوال 1430