"الطيبين" في اوكار الذئاب

[عبدالله الراشد]

* التعامل مع الآخرين بقلب صاف وبلا « لف ودوران» لا يرضي البعض خاصة أنصار تزييف الحقائق و الانغماس في الزيف والبهتان.في المعتاد تكون نوايا الأشخاص « الطيبين» صافيه إلا أنها تصعق بنظرة دونية ممن يعمل معهم أو ممن يخالطونهم في حياتهم اليومية . الطيب في وقتنا الراهن من وجهة نظر البعض يعد شخصا ساذجا يرغم على مواجهة معارضيه والمختلفين معه ويكون صدامه مع المحيطين به رغما عنه في الغالب, فمن يختلف معه لا يكن له العداء بل يظهره على السطح ويكون واضحا للعيان معتقدا أنه بذلك يتجاوز عقلية « أخونا الطيب» ضنا منه بان طيبته ماهي إلا ثغرة تسهل له الصعود على أكتافه .

* طيبة القلب والرقي في التعامل ليست شيئا مذموما لكن التعامل مع « الطيبين في خلقهم وتعاملهم « هو المشكلة بعينها ,إذ إن الطيب نموذج منبوذ ووصف يطلقه الاغلبيه على من يعتقدون بأنهم ضعفاء كأن يقال عنهم « هؤلاء على باب الله» و « على نياتهم» وهي ألفاظ ظاهرها الوصف الحسن إلا أن وقعها على الأذن لدى بعضنا لا يعني إلا المسكين والمغلوب على أمره , ولست أعلم لم هذا التناقض بين الوصف والمعنى لدى هولاء . دماثة الخلق وخفة النفس وطهارة التعامل أمور نحن الأحوج إليها في وقتنا الراهن في زمن أصبح الزيف فيه سيد الموقف والمسيطر على العادات والتعاملات اليومية في حياتنا حتى أصبحنا نسمي النفاق « مجاملة « ونعده رغم كونه أسلوبا مشينا من أنبل الأمور التي ترتكز عليها تعاملاتنا في أي مكان.

* « إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب» , « لا تصير دجاجة « ,وغيرها من العبارات ماهي إلا ثقافة تسيطر علينا وتدفعنا للتذاكي على بعضنا والمراوغة في كل خطوة لنا لذا تجد الاخوة في المنزل الواحد لا يفهمون بعضهم ويتعاملون فيما بينهم بأسلوب لا يخلو من النظرات الدونية وارتفاع الصوت والشتم والقذف وتكون البيوت حينها مكانا غير آمن تخلق فيه الصدامات في أي وقت , والأمر نفسه في مقرات الأعمال فكم من زملاء مهنة تجمعهم الأعوام في مكتب واحد وهم في صمت رهيب لا يخلو من الغمز واللمز وتصغير الذات وتحقير الانفس والتقليل من شأن الافكار والتطلعات . ثقافة التعامل والارتقاء في التودد لبعضنا هي القيمة الأسمى التي لا يلتفت لها البعض لدواعي « الغطرسة « « وشوفة النفس» حتى ولو كان ذلك على حساب المحيطين بنا في البيت او العمل او في أي مكان عام او خاص.

* همسة :
لنا في حياتنا عبر أن لم نقترب من فهمها ستكون الحياة بلا طعم ولا رائحة .




.......................................


نشرت في جريدة اليوم
الجمعه 1/2/1429

 

[قايـد الحربي]

عبدالله الراشد
ــــــــــــ
* * *

أرحبُ بك و أشكر حضورك الذي بتنا ننتظره كلّ أسبوع
ليقيننا بجمال ما تطرحه من فكر .

:


هناك خلطٌ بين [ الطيب ] و [ السذاجة ] بعتقاد أنّ الطيب
إنْ تجاوز الحدّ يُصبح سذاجةً لا يمكن قولها للمقابل إذ يُستعاض
عنها - أدباً - بكلمة [ الطيب ] !!

و هي استعاضة أساءت مدلول كلمة الطيب حتّى أصبحتْ
تعني عكسها ...
فالساذج بالأصل [ ليس طيّباً ] لأنّ وجوده سوءٌ و من السوء
وصفه بالطيب .

- ربما - أعتبرها من ضمن ما قُلب من موازين !

:

عبدالله
شكراً بحقّ .

 

[سعد المغري]

..

حتى الطيب
ثقافة يجب معرفتها
والتمكن من عملية أستخدامها..

ومـن لم يحاول معرفتها

فأنه ساذج لا طيب..
بتفريق "قايد الحربي" بينهم..
..

"عبدالله الراشد"

صباح مشرق بحضورك..
..

 

[د. منال عبدالرحمن]

المفاهيم قُلبت رأساً على عقب ,أنتَ طيب إذن فعليك أن تتحمّل النظرات تُرمى إليك من كلّ حدبٍ وصوب , مليئة باتهامات السذاجة .

وإذا كنتَ ماكراً أصبحت " ذكيّا " في نظر الجميع وتعرف " من أين تُؤكل الكتف " .

هي نظرتنا جميعاً , و غالباً إذا وقع احدٌ ما في مشكلة بسبب طيبة قلبه ونقاء سريرته , تتسابق الأحكام جزافاً في سذاجة تصرفه , وهذا ما نفعله بُحكم العادة .

الأستاذ عبد الله الراشد ..

شكراً لك , وإلى مقالٍ آخر .

 

[فضائِلْ]

:
لا
تكن لطيفــا أكثــر من الازم..
:
:
عبدالله الراشد ..
:
مقال جدا راقي ..
شكرا لك..

 

[حمد الرحيمي]

عبد الله الراشد ...


أهلاً بك أخي الكريم ...


سعداء بهذه الإطلالة الأسبوعية الجميلة ...


الاعتدال في مثل هذه الأمور مطلبٌٌ أساس ...

لا بالانحدار في عالم الطيبة إلى أدنى درجات السذاجة / الضعف ولا بالارتفاع في عالم القسوة إلى أعلى درجات الخبث / الدهاء ..


مودتي ...

 

[خنساء بنت المثنى]

سَطرت فأجدت أخي الفاضِل

مودتي وأحترامي

 

[عبدالله الراشد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قايـد الحربي

عبدالله الراشد
ــــــــــــ
* * *

أرحبُ بك و أشكر حضورك الذي بتنا ننتظره كلّ أسبوع
ليقيننا بجمال ما تطرحه من فكر .

:


هناك خلطٌ بين [ الطيب ] و [ السذاجة ] بعتقاد أنّ الطيب
إنْ تجاوز الحدّ يُصبح سذاجةً لا يمكن قولها للمقابل إذ يُستعاض
عنها - أدباً - بكلمة [ الطيب ] !!

و هي استعاضة أساءت مدلول كلمة الطيب حتّى أصبحتْ
تعني عكسها ...
فالساذج بالأصل [ ليس طيّباً ] لأنّ وجوده سوءٌ و من السوء
وصفه بالطيب .

- ربما - أعتبرها من ضمن ما قُلب من موازين !

:

عبدالله
شكراً بحقّ .

تحياتي لمرورك