سألني قلبي أن أصف له ليلتنا الخالدة لو أن القدر جمع بيننا، فالتقينا في ليلة اعتذر فيها القمر عن سمّاره ليحتفل معنا أنا وأنتِ يا حبيبتي، سألني قلبي وأخفى خلف ستر السؤال ما يعرفه، وأبدى ما لا يعرفه، والحق أنني من سؤاله في دهشة تأخذني، وأخرى تأسرني ، فهل ترى غاب عنه سر ليلتنا الأولى وهي النتيجة التي ستحصد هذا الشوق، وستتمخض عن هذا المسير في رحلته الطويلة عبر مركب الحب العملاق.
أنا يا حبيبتي ما زلت ومنذ زمن بعيد أكتب عن الخطوة الأولى لليلتنا الخالدة، وأحاول نسج عبائتها الليلية من زفيري، وشهيقي، وعذابي في اشتياقي، وحب تملك مني كل قرار فلا تصدر إلا عن طبيعته القرارات، ولا تخرج عن محيط هيمنته العبارات، وتلك ليلة لو جمعتنا لقرت بنا الدنيا الآدمية أننا تجديد العهد الأول بين حواء، وآدم أبي البشر. وكم مثلت ليلتنا السرمدية ، وبنيت منها قصور الغرام الخالد رغم صوت مطرقة الواقع الأليم في طبلة أذني، وأنا غير أبهٍ بها لأنني أعيشك وكل عرق مني ميت عن الإحساس بغيرك، ولأنني حصرتك في ليلة تلك هي موعد ولادتنا الخاطئة في هذه الدنيا التي أتينا إليها غرباء، وسنفارقها غرباء.