لعب دور التضليل لا يقل فسادًا عن لعب دور الضحية (
المقالة السابقة: دور الضحية)فبعد تراشق المسؤولية من المسؤولين و إشارة
إصبع الاتهام على خمس فتيات في المرحلة المتوسطة افتعلن الحريق في قبو المدرسة
يأتي دور التضليل من إعلامنا الفاسد عن طريق صرف النظر عن هذه القضية و القضايا الكبيرة بالكلام عن قيادة المرأة،
أو حق المرأة في السفر بغير محرم، أو في دخولها للملاعب الرياضية، أو في مجلس الشورى، و ما أشبه ذلك
حتى ينشغل الشارع بها فيَكُفَّ الكلام عن الحريق،تُغلق القضية بكافة ملفاتها،
ويتم تسليمها إلى هيئة مكافحة الفساد التي ستكمل عامها الأول دون أن نرى منها شيئًا
سوى أن قيمة مبانيها المستأجرة بلغت 10 ملايين ريال سنويًا،
مما يعني أن هيئة مكافة الفساد تحتاج إلى مكافحة !
هذا الدور من أقبح الأدوار و ينخدع فيه الكثير من الأقلام المبتدئة المسكينة
التي تكتب عن هذه المواضيع ثم ترسلها لوسائل الإعلام ليقوم المسؤول الخبيث بركنها على الرفوف
ثم يستخرجها في هذا الوقت لتقع اللائمة على ذلك الاسم الذي يبحث عن الشهرة بأي طريق.
لقد سئمنا من هذه الأساليب الحقيرة، التي تهدف إلى تظليل الناس حتى يستطيع المسؤول أن يخرج من المأزق دون أن يشاهده أحد.
هل انتهى ملف الحريق؟!
أين حق أولياء الأمور؟!
أين حق المعلمات؟!
أين الحق العام؟!
من سيقاضي كل الجهات المسؤولة؟!
أم القضاء سيقع على الخمس فتيات فقط؟!
أين حق تلك الأم المسكينة التي زفت ابنتها في كفنها الأبيض؟!
أين حق تلك المعلمة التي تركت بيتها و زوجها و أبناءها من أجل تعليم العلم
أيها الإعلام المرتزق أيها الإعلام الفاسد يا جبناء أليست هذه من حقوق المرأة؟!
أين دفاعكم عن أرواح البريئات العفيفات التي أزهقت بكل برود و دون أدنى شعور بالمسؤولية؟!
أين حق تلك المعلمة التي تركت بيتها و زوجها و أبناءها لتقطع 200 كم يوميا ذهابا وعودة
من أجل تعليم العلم، ليحترق جسدها و يتهشم في حادث مروري سببه حفرة على الطرق؟!
ألستم أنصار المرأة التي ستخرجونها من الظلام إلى النور؟!
هاهي أجسادهن في ظلمة القبور، هل ستنتصرون لأرواحهن التي أسال الله أن تكون قد استنارت برحمة الله؟!
أم أن نصرتكم خاصة بالجسد وقد احترق فلا حاجة لكم فيه؟!
أين هجومكم على إدارة تعليم البنات قبل 8 سنوات حين احترقت مدرسة في مكة، إلى أن تم دمجها مع وزارة التعليم، أم أنكم تكيلون بمكيالين؟!
أين حقوق الأطفال الأبرياء أصل كل رحمة؟!
ما الذي أخرسكم؟!
أين حب الوطن الذي تتغنون به؟!
أليس الحب في التضحية لمن تحب؟!
بم ضحيتم لأجل وطنكم وأنتم تعجزون عن النطق بكلمة حق واحدة؟!
أم أن حب الوطن في العود و الطبل و الرقص؟!
ماذا يفعل أسيادكم في الغرب لو حصل مثل هذا في بلدهم؟!
ألن تستحي من أسيادك الغرب يا .... حين يسألونك عن أرواح الطاهرات التي أزهقت بسبب الإهمال؟!
أم أن حياءك مقتصرٌ على قيادة المرأة؟! أي حياء تملكه؟!
هل انتهت مشاكلنا الرئيسة و لم يبق سوى قيادة المرأة؟!
حين تقود المرأة هل ستتحسن مشكلة الصرف الصحي؟!
حين تقود المرأة هل سيتحسن نظام المرور؟!
و حين تختلط المرأة بالرجل هل سيتم صرف حقوق الأرامل و المطلقات من المال العام
و حين تختلط المرأة بالرجل هل سيتم صرف 16 مليار ريال قيمة زكاة 9 أشهر فقط لمستحقيها؟!
و حين تختلط المرأة بالرجل هل ستحل مشكلة البطالة و يتم صرف مكافآت الباحثين عن العمل المتأخرة؟!
وحين تختلط المرأة بالرجل هل سنصل إلى القمر، و نبدأ بالصناعات النووية؟!
ما هي حال القطاع الصحي والذي يعتبر أسوء قطاع حكومي على الإطلاق، هل نفعه الاختلاط؟!
ألا يعج بقضايا العلاقات المشبوهة و الاجتماعات الموبوءة،و الزنا، ولم يستطع الاختلاط أن يوفر للأسر الفقيرة العلاج اللازم؟!
وأين دفاعكم عن المرأة حين قامت الشركة المشغلة لجماعة نورة
بتسريح 30 مدرسة سعودية جامعية كن يتقاضين 3000 ريال شهريا لتدريس الإنجليزي،
رغم أن العقد يقتضي تسليمهن 6000 ريال شهريا و تعيين طاقم كامل من جنسيات
مختلفة براتب 10000 ريال علمًا بأن بعضهن تحمل شهادة دبلوم تجميل؟!
و إليكم رابط الخبر:
http://www.aleqt.com/2011/11/21/article_600010.html
ثم ماذا حدث للدول المجاورة؟!، التي طبقت ما تريدون؟!
هل وصلوا للتقدم أم عادوا عشرات السنين للوراء؟!
هل نفعهم الاختلاط أم عاد حامدهم ذامًا لهم؟!
لا أشمت بهم حاشى وكلا، ولكن لنتعظ بهم، ألم تكن النتيجة ثورة الشعب عليهم
بغض النظر عن تأييدها من عدمه ولكنها نتيجة،
هل هذا ما تريدون؟! أظنه كذلك؟!
ثم بعد ذلك من اكتسح التصويت؟!
أليست هي الأحزاب ذات الطابع الديني، في ليبيا و تونس و المغرب و مصر.
فقد سئم الشعب من الفساد الأخلاقي و يريد الاستقلال بذاته و هويته و دينه وأنتم
تريدوننا أن نتبع الغرب، لم تسد أمة على وجه الأرض بالتقليد الأعمى الذي تمارسونه.
أين السواد الأعظم الذي تدندنون عليه؟!
هل تلك الشعوب ظلامية، رجعية،متخلفة، أحادية التوجه تريد العودة للجهل و الظلام؟!، وأنها القلة؟!
هذا ما يقوله فكركم السقيم ولكنكم لا تملكون الشجاعة لا في الدفاع عن فكركم ولا حتى في الاعتراف بفساده.
ألم يدخل عمر بن الخطاب القدس وفي ثوبه 14 رقعة وهو يقول:
"نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله".
أجيبوا يا جبناء؟!
سيجيبون ولكن بعد حين من جحورهم التي يختبئون فيها خارج البلاد، بأن الحجاب و العباءة السوداء كانت سببًا للحريق؛
لأنها سريعة الاشتعال وهي سبب التخلف و الرجعية
– برأيكم ماذا يلبسن ، فكل الملابس سريع الاشتعال
ما هو الحل إذن؟!-.
و سيجيبون: لو كانت المرأة تقود لأمكنها إنقاذ الموقف بحملها للأطفال في سيارتها.
-أليس من الممكن أن تكون سياراتهن مع ارتفاع درجة الحرارة سبب لانفجار يؤدي
إلى ازدياد مساحة النيران لتلتهم الحي بأكمله؟! أم أن المسألة باتت سيناريو تترجمونه
بما تمليه الأهواء لأجندةٍ غربية جندتم أنفسكم لتطبيقها؟!-.
فيا من تملك موهبة القلم و يا من تملكين الفكر الناضج الكلمة أمانة ثمينة،
لا تجعلها في يد من يستخدمها لأغراضه الفاسدة، وستجد في الساحة الإلكتروني غنية،
فاكتب و انشر كيف تشاء ولا تكن دمية بيد رؤساء التحرير يستخدمونك لأغراضهم و توجهاتهم الخبيثة.
واعلم أن الشهرة نتيجة لا هدف فحين تجعلها هدفًا، فإنك ستجلب عليها بخيلك ورجلك دون
أي مبدأ محاولا أن ترضي الناس جميعًا وهي أول خطوة للسقوط، فإرضاء الناس غاية لا تدرك،
و
"من أرضى الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط الناس عليه
ومن أرضى الله بسخط الناس، رضي الله عنه و أرضى الناس عنه".