~ ~ ضوء خافت ....

[هيفاء الخالدي]

أظنني مارست الغربة ذات حزن ..
وكنت هنا يوما ..

وأعرف من ملامح هذا المكان ..
خفقة صافية ..
ونوايا نقية ..
,
,
ذبحتني ..
من الوريد حتى .. الأنين ..



,

,,

 

[هيفاء الخالدي]

لم تذق طعم الراحة عينٌ هبت عليها أغبرة الغضب ..
وصرنا نتكهن بما تقصد ومالا تقصد هذه الأمواج الثائرة الباردة ..
وبدأ يتسرب في الأوردة يقين ببشاعة هذا النبض .. !

لم نبتغي سلماً للسماء فنحن سكانها وعلى هام السحاب نُصبت أرائك أجدادنا ..
ولم نرتجي قطرة ماء فقد تعففنا منذ صرخة الميلاد الأُولى ..

فلا ترتدي أيتها الرياح ثوب العزة فلدينا الكثير منها ..
ولا يملأك الغرور فبنا ما يجعلنا بها أحق ..

كل ما في الأمر (( اللي ما يعرفك يجهلك ))
هكذا قال جدي ..
وجدي شيخٌ كبير ..
قال لي ذات يوم ..
يا إبنتي ..
أنت ِأصل من جذر عظيم ..

فيا سيد نفسك ..
سيدة أنا في بلاط مملكتي ..
لا أسيء الظن ..
ولا أقذف بالحجارة ..
ولكني اترفع نبلاً وليس كبراً ..

فكن بخير إن شئت خيراً ..
فأنا مُكبلة بالصمت ..
مُحصنة بالطهر ..
أكبر ذنوبي إبتسامة طفلة لا تعني غير الإبتسام ..
وأكبر محاسني أنني إنتزعت من الأراضي بذرة كانت قد أوشكت على النمو ..

كن بخير يا جدي ..
رحمة الله عليك ..

..

 

[هيفاء الخالدي]

أُمارس الفرح في مواسم الأعياد , وأعلم يقينا أن الفرح يعنيني ..
ولو لم يطرق لي باباً لأقتحمت سمواته ..
,
,

تحملني أجنحة من نور ..
وبياض يقطن أوردتي ..
,
,

عيــد سـ ع ــيد ..

 

[هيفاء الخالدي]

عندما شرع الله الجزاء كان من جنس العمل ..
جميلاً كان أو غير ذلك ..
وعندما يرانا الآخرون برفعة ومهابة تهتز لها أركانهم ,وتُزلزل أراضيهم ..
فهذا شأنهم .. !
ولو رأونا بغير ذلك شأنهم .. !!
مايعنينا ..
أن الحياة تحمل في أوراقها الكثير ..
وعندما يقوم الناس لرب العالمين نأمل أن نكون من أصحاب اليمين ..
فلا نحن إعتدينا ولو حتى بغمزة في ردهات الظن ..
ولا نحن إنتصرنا لغضبة لنا أو هوى ...
ويعرفنا الصراط المستقيم .......
,
,,
ومايختلج أرواحنا أو يملاء شغاف قلوبنا ..
هو شأننا .. !
والجرح الغائر في الأرواح ..
هو طهرنا .. !
فما بعد ذلك غير مهم ..
( يا أيتها النفس المُطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية )
,
,,
أما النباح والعويل والأيادي السوداء ..
فإن أمرهم مُخزي ..
والحمدلله أننا نحن منذ أن أبصرنا الأرض وأبصرتنا السماء ,,
والله من فوق الجميع .....
,
,,
,
,

 

[هيفاء الخالدي]

(( يبدو أن صدمة الإنفصال ما زالت على الوجوه ))

نعم يا سيد الغش ..
لا زلت أُعاني صدمة الإنفصال ..
وستضل هذه الصدمة مُتلصقة بملامح وجهي أمداً طويلا ..
وستضل جراحك تنحرني مع كل إشراقة شمس ..
وتطحنني في كل مساء ..

نعم يا ملك الكذب ..
سأضل أحمل حبك وصماً وعاراً علي ..
وأستغفر ذنب روحي الطاهرة التي أسلمتها لأسرك ..
وسأضل أذكرك حباً عشته بكل ذرات روحي التي بعثرها هوانها في محرابك ..
ومزقها بهتان عُرفك ..

واكرهك جداً ..
لأنني لن أستطيع نسيانك ..
ولن أقدر أن أفتح لقلبي شرفات الحياة مرة أُخرى ... !

واكرهك جداً ..
لأن لعنة هذا الحب ستضل تلاحقني كثيراً ..
ورغم ذلك لا أتمنى أن يصيبك بها شر .. !

واكرهك جداً ..
لأني أعيشك بين لحمي ودمي ..
واتنفسك موتاً وحياة ..
وأضيع بينهما ولا أحصل منهما بشيء ..

واكرهك جداً ..
لأني عالقة بك ولا أريدك ..
وهائمة بك بقدر ما اكرهك ..

وأكرهني أكثر عندما أُعطيك أكبر مما تستحق ... !!

..

 

[هيفاء الخالدي]

عندما نتخبط .. يختلف المسار ..
وقد يُصادف الريح عجاج ..



و نتنهد على بصيص الأمآل ..
أحبالنا الدعاء , وسراجٌ من آآه ...

فإن كان الحب أعمى ..
ألا يكون الجرح بصير .. !!!!


,
,
,,

 

[هيفاء الخالدي]

لا زلت أنكفئ على حزني لا أبتغي من حياتي غير الحياة .. !
ولاأحمل في ذاكرتي غير الصباحات ..

أُدون كل شاردة وواردة على كف الماء ..

أتوشح الصمت بأحزان وهموم أثقلت كاهل العمر بي ..
وأبكت الأشجار من حولي ...

ماضية ..
على درب الحياة ..
بـ أُمنية يتيمة خرساء .. !

,
,
,,

 

[هيفاء الخالدي]

فضفاضة ..
كل الحروف التي تحاكي أقدارها ..
وكل الحزن الجاثم في طرف العيون غادر أحمق .. !

فها هي ..
كل أثقال الوجع تساقط بقطرة من نقاء باقية أبداً أبدا ..
وكأن الألسنة تحولت إلى ثعابين إرتدت على أصحابها .. !

وكأن نور الصباح يُشرق من صدري ..
ويُبعث في روحي كل شهقة حياة ..

حزينة ربما ..
مكلومة .. ربما ..
ولكن في فجر أيامي جيوش من الأمال تهبط على أرضي ..
وترمم قلبي وتأخذ بطرف عبائتي إلى متكاء ذو قيمة ..
ذو معنى .. ذو فرح ...


’
’’


,