زيارة جديدة لتاريخ

[عبدالله الدوسري]

هناك الذين يملكون الجرأة على مراجعة المألوف والمعروف ،، وأنفسهم ،،




* * *

العودة بالزيارة غالبا ً ما تكون محاولة لتجديد المعرفة ولإبقاء حبلها موصولا ً وتوثيق أواصرها قدر المستطاع ،،

ولكنها عودة بالفكر وليست عودة بالجسد ،،

أعود ،، لأفكر وأتأمل بفعل المضارع ،،


أي فيما هو قائم الآن ،،



وبفعل المستقبل أي فيما هو محتمل غدا ،،


وليس بفعل الماضي وما جرى فعلا ً وكان !! ،،

* * *

إنني لا أنوي أن أعود للماضي بممارسة اجتراره ،،


ولا أن أجعله حديث ذكريات مما يرويه الآباء للأبناء أو الأحفاد يحكون لهم حكايات الماضي وقصص أبطاله بصوت يختلج فيه الدفء والحنين إلى أيام مضت ،،
ووجوه ذهبت ودنيا غير دنيا وأيام تباعدت عن أيام ،،

فكيف أزور الماضي وآخذ معي إليه الحاضر والمستقبل ؟! ،،

* * *

الجسد لا يستطيع ولا يقدر ،،


وإنما الفكر يستطيع ويقدر ،،

الفكر ومعه التأمل ،،


ومع الاثنين يقين بأن التجربة الإنسانية لا تنقطع ،،


كما أن حركة التاريخ لا تتقدم من فراغ ولا تترك وراءها ثغرات يطل منها هباء أو خواء ،،

صحيح أن التاريخ لا يكرر نفسه لاختلاف الظروف ،،


ولكن أليس صحيحا ً أيضا ً أن هناك قوانين للتاريخ ،،


وأن هذه القوانين تعمل أحكامها إذا تجمعت عناصر وعوامل تستدعي مثل هذه الأحكام ؟! ،،

* * *

لماركس مقولة شهيرة " إن التاريخ لا يعيد نفسه ،،
وإذا فعل فإنه في المرة الأولى مأساة عظيمة وفي المرة الثانية ملهاة مضحكة " ،،

* * *

فالتاريخ ليس علم الماضي وحده ،،


وإنما هو علم الحاضر والمستقبل أيضا ً عن طريق استقراء قوانينه ،،

بأفكار تلح علي في حاضري هذا ويزداد إلحاحها علي في صبح الغد ،،


أفكار وتأملات ،،


مشاعل من معابد ثرية لإضاءة تخوم جديدة في معالم التاريخ !! ،،