قدْ نتفقُ جميعا أن لأجسادنا أرواحا نورانية تخطُّ فيها خرائط الحياةِوتحفر خلالها أخاديدَ الوجودِ!
لكن؛ من لأرواحنا من وحشةِ العتمةِ؟ من لها من سطوةِ العدمِ وصرير النزعِ وتراتيل البينِ وشوبٍ من تأوّهٍ، ونفاذ زيتِ الأنفاس.. ونفاذ زيت الأنفاسِ؟!
لاشك إنها أرواحهم، هي أرواح لأرواحنا، أو روح الروح وإكسيرُ البعث وتعاويذ الرجل الساعي، هي عصا موسى التي تأكل إفك الوحدةِ، وتشق نيل الألفةِ لتغرق فيه فرعون البؤس وجنوده!
أرواحهم قبسٌ من الجنّةِ يذكرنا بأصلنا ويفتحُ أمامنا معارجَ من نورٍ تدلّنا تدلنا على أرضٍ تتمازجُ فيها جواهرنا كما خلقت أول مرّة!