قبل البدء : هذا الرأي ليس موجها ضد أحد ،هو قراءة كتبتها منذ فترة لكني لم أنشرها من قبل هي مساحة للحوار والود فقط.
يعتقد بعض الشعراء والكتاب بأن تجاوزهم للمحظور سيساعدهم على الوصول السريع للشهرة،أو للحضور الجماهيري المأمول،والمحظور هنا هو كل ما يقع تحت إطار "التابو" الديني والاجتماعي والسياسي،والذي يهمني الحديث عنه في هذه العجالة،هو تجاوز بعض الشعراء للدين والزج بالمعتقدات والفروض في مواضع لايصح أن يزج به فيها،لأن الشاعر بذلك يتخطى خطا يتعدى من خلاله على الكثير من الثوابت التي نشأ عليها في صغره وقبل أن يعرف كيف يرص حرفا على حرف ليغدو فيما بعد مبدعا يصنف تحت مسمى شاعر.
أعلم أن بعض المشتغلين على الإبداع سيأخذون عليّ الكثير من المآخذ بخاصة أنهم يعلمون أنني أيضا مثلهم أشتغل على الإبداع،لكني أطمح إلى أن يكون هذا الإبداع في الإطارالمُتقن،الواعي،المسئول،غير المنفلت،الإبداع الذي يجعلك تقول كل مالديك دون أن تضطر إلى القفز على ثوابتك وإيمانك من أجل نص شعري،إنني لست ضد حرية المبدع لأنني أطالب بها وإلى أبعد حد،لكنني مع حدود لتلك الحرية،حدود يضعها المبدع ذاته تفرض عليه عدم تجاوز الثوابت واحترامها وتقديمها للقارئ في سياقها الطبيعي دون التعلل بأن الهدف من وراء ما يفعل مالايفهم المتلقي أو يعجز عن تلقّيه،إنها الوسيلة الأضعف للوصول بكل أسف ،وهي إن حدث فلاتشي إلا بإفلاس الشاعر وعجزه عن التجديد والابتكار الحقيقي لذا يهرب إلى من ذلك إلى الوسيلة الأشد فقرا من بين كل الوسائل.
المشكلة أن بعض الشعراء أو الكتاب يطيب لهم أن يدخلوا أو يوظفوا في نصوصهم مفردات من المفروض أن لاتأتي في مثل تلك السياقات الجوفاء من قبيل "الله جل شانه وتعالى عما يصفون،النوم،الصلاة،الأماكن الإسلامية المقدسة،ومن ثم اقتناص اللحظة وتوظيف تلك المفردات في مواقف خارجة عن حدود الأخلاق والأدب والذوق العام أحيانا.
إنهم يعتقدون أنهم يجددون في الشعر وفي الفكر، وأنهم يبتكرون،وهم لايعلمون بأنهم يهدمون في الشعر ولايبنون،لأن الشعر جزء من الأدب وحري به أن يكون خير وسيلة لإيصال الفكر النقي،المحترم،الراشد،الواعي من خلال النصوص التي يكتبونها،أما ما تجاوز هذه المهمة الإنسانية النبيلة،فلايعدو أن يكون أحد ضروب الفشل في نحت الحرف من أجل الإبداع،وهو ينم بشكل كامل عن العجز عن الإتيان بالجديد،وهوالأمر الذي يجعلهم يتكئون على الجنس مثلا فيمزجونه بالدين في القصيدة كأحد روافد التميز والوصول للآخر كما يعتقدون،وللمرأة الكاتبة هنا أعني بعض الكاتبات كوارث أخلاقية ربما لم يلتفت إليها أحد أو التفت وأعجبه الحال فآثر التمتع بالمتابعة بخاصة إن كان رجلا يقرأ بشكل جيد للأقلام النسائية.
والملاحظ أن هذه التجاوزات لاتحدث إلا عبر المنتديات على شبكة الانترنت ذلك لغياب الرقابة،ولامتداد مساحات الحرية في كل شئ،أما عند المطبوعات فلا تجد مثل هذه التجاوزات لوجود إشراف مباشر معني باختيار ما يعتني بالذائقة ويرتقي بها من شعر بعيدا عن الإسفاف والابتذال ،وقريبا جدا من الإبداع دون إفراط أو تفريط في شروطه،ورسالته الإنسانية السامية.