رسـالـة إلـى فـتـاة مـا ... 7

[فيصل خليل]

رسـالـة إلـى فـتـاة مـا ... 7

صغيرتي
وقت الغروب عندما التقينا أول مرة ،،، تبعثرت المشاعر في داخلي ،،، واحترت اعبر عما في قلبي من إحساس ولد من العدم ،،، وقفت برهة صمت أنظر لك بدهشة لجمال العيون وسحر الجفون سلبت نظري وأسرت قلبي ،،، وأنت كفتاة خجولة انتظرت مني همسة تضفي على اللقاء روعة ،،، ففقدت الهمسة وعجزت عن البوح عن مكنون قلبي ،،، وكنت أمامك واقفا ساكنا بلا حراك ،،، فقد رأيتك سيدة أنيقة ينبع من قلبك الطهر وفي عينيك يتجلى الشرف المروم كياقوتة جميلة يسحرني بريقها ويضفي على حياتي جمالا يغلف فؤادي بعشق الوجود واحترام الروح التي منها ارتويت بماء الورد ،،، فعطرت القلب برائحة الياسمين.

وانتهى اللقاء بميلاد قلب ولد في داخلي وأحياني من جديد ،،، غادرت والقلب يخبرني أنك الملاك الوحيد في الحياة وغيرك مجرد لاشيء في هامش الحياة.

صغيرتي
منذ عرفتك وقلبي يحدثني أنك الروح التي لها أحيا ،،، وأنت نقاء الياسمين يتلألأ في شروق الصباح تضفي على صباحي أروع المشاعر والكلمات وتنعشني بالآمال والأحلام ،،، عشت أيامي متلهف لسماع صوتك البلبلي كسيمفونية رقيقة برقة فراشات أزهار الجوري والياسمين ،،، واستمتعت بالنظر لوجهك البهي كأنه درة مكنونة من روعة جماله ،،، فكل شيء فيك يقول لي أنا غير عن كل من رأيت وعرفت ،،، بلا غرور أميرة الذوق ليس مثلي اثنان.

صغيرتي
طربت دوما لسماع همساتك وضحكاتك ،،، كانت لي الظاهرة التي عشت بها أروع أوقاتي بعد أن سرت في دروب الحزن سنين طويلة ،،، وعزفت على أوتار الحزن سيمفونية بكاء سرمدي ،،، بحثت عن سعادة تعيد لي بهجة نفسي وفرحة لقلبي ،،، فكنت أنت نور العين الذي به بصرت دروب الفرح ونسجت لأجلك سيمفونية شعر تليق بأميرة عشقها القلب من أول نظرة ،،، وعندما ألتقي بك إحساسي يكفيني فأنسى آلامي وأحزاني ،،، فأنت أنثى استثنائية تروي عطش قلبي وتملأ علي أحاسيسي كلما اقتربت أنفاسي من أريج عطر أنفاسك.

صغيرتي
ولأني إنسان منضبط جدا ،،، التزم بعهود الفؤاد ،،، التزم قلبي بالخفاء بعهد لا نهاية له ،،، أن يبقى لك وفيا لعشقك في الشدائد والرخاء ،،، ولو كنت بالبعد مثل كوكب بيليندا في أقصى الفضاء ،،، إلا أنك أقرب إلي من أنفاس قلبي ونبضاته ،،، ولو الزمان استدار وتغيرت الأحوال وافترقت الأمكنة ،،، إلا أن صورتك في أول لقاء والذكريات حفظت في القلب كأنها جداريه فنان.

فأنت حلم العمر الذي منذ عرفتك تمنيته حقيقة ،،، أتغفو عيني وأنساك لحظة ،،، أو تمر ثانية ولا يمر طيفك في خيالي ،،، هذا مستحيل عاهدك قلبي عهد الوفاء قطفه من بيادر الوفاء في قلبك ،،، أنك ساكنة فيه طول العمر.

صغيرتي
منذ أن عرفتك قلتي لي أن حياتك تغيرت إلى أحسن حال ،،، وأن أحوالك أصبحت أفضل كأني هدية من السماء منزلة لك ،،، فبعد أن كنت لؤلؤة مفقودة لا بريق لها ولا مشاعر تنبت بين ثنايا قلبك ،،، أصبحت ملاكا تعيشي أسعد أوقاتك ،،، نهارا وليلا ،،، وصيفا وشتاء.

كانت لحظات جميلة جمعتنا ،،، أفرحت القلوب وأسكنت الأرواح بالطمأنينة وعشق أبدي ،،، ولم تعودي في حياتك مرغمة على عيشة مرة ،،، كانت فيها أوقاتك مكركبة كأنها اشتقت من كبد الحزن ولوعته فكنت بيت الأحزان والآلام والأوجاع.

والوصال بيننا كانت له فرحة ومسرة ،،، ننتظره بلهفة حتى احترنا في العد ،،، فغرور الوصل يليق بك ،،، فكلما كان بيننا لقاء وميعاد ،،، اغتاظت منك القلوب ،،، غيرة وحسدا منك ومن حال عشت به بأفراح ومسرات ،،، كيف مثلك تعيش بهجة الحياة وروعتها ،،، وتسبح في عالم الأحلام بعواطف جياشة ،،، تألقت في الكون فكان لك درب سهل العبور ،،، فقد زادت معك اللقاءات وزاد الوصال بيننا.

صغيرتي
أتذكرين في ذلك الميعاد ،،، يوم لفحتك بالمساء نسمات كنسمة أيلول على جبينك ،،، فتجلى بين عينيك سحر أضاء وجهك كأنه ضياء القمر ،،، فعرفتك من بعيد ،،، وميزتك عن كل الجالسين ،،، وعرف قلبي طريقه إليك ،،، لتبدأ لحظتها حكاية اثنين ،،، سطرت في أورقة القصص وقصائد الأشعار ورواية الخواطر ،،، وتبدأ الحياة مشوارها بنظرة وكلمة ،،، وتستمر كأن لا نهاية لها.

صغيرتي
ولأني أحبك وأعشق اللحظة التي اسمع بها همسك والمكان الذي فيه أثرك ،،، نظرت لك دائما نظرة الحنين المشتاق لسماع لب الحديث من بين شفتيك ،،، وكنت لك الناقد الصريح أصوب لك شؤون حياتك ،،، وأبعد عن عينيك الهموم ودموع الأوجاع ،،، وأخا وأبا وحبيبا ،،، أزرع الفرحة في قلبك كعهدي لك ،،، وعيني بكت دوما عندما أعرف أن الدموع تنهمر من عينيك وآثار الحزن ظاهرة في وجنتيك ،،، فأحتوي آلامك وأحزانك كأنها لي ،،، وأبدلها لك فرحة وسرورا ،،، لأرى فيك سكون أنثى وروعتها كأنك فراشة في حديقة ورود.

صغيرتي
مشتاق للوعد الذي كلما التقينا تعاهدنا عليه ،،، ومشتاق لهمسة منك ولبريق الأمل أن تلتقي القلوب كعهدها السابق ،،، فقد أتعبني الفراق وآلمني الجرح البعيد ،،، جمعنا في ليلة الربيع قصاصة حلم ،،، على مر السنين أصبحت حكاية حلم سطرت في القصص والروايات ،،، وذكريات جمعتنا كانت لنا مرآة حياة سعيدة ،،، فمتى الزمان يعود وتلتقي الأرواح لأشعر بدفا إحساسك وهدوء إنسانة طالما عشقت منها الحنان والمشاعر الصامتة.

إن طال غيابك فإني على العهد أنتظر ،،، وان فارقت حكايتنا فإني على العهد لن أنسى ،،، عشت هذا الحلم سنين على أمل أن تنقلب الحياة ،،، وتسكن الأنفاس في لحظة واحدة بمكان واحد ،، وما زلت في الحلم.


31/1/2015