
خيراً لك ألا تأتي في أوقاتي الحرجة ...
الليل ... و الغد
الحزن و الشوق
الأمس
السفر
الفجر ... المساء ...
الطريق
المطار ...
سبتمبر ... ديسمبر ...
إبريل ... و ساعة اللقاء
أواخر الشتاء ... الأوراق المصفرّة ...
لحظة السقوط ...
الغصّة ... البكاء ...
الوحدة ... الرسائل ...
فضّ الأسرار ...
رنين ...
يزيد
و يزيد ...
يخفت ... الصوت
... يخبو ... الليل
لا تأتي ... على أي حال !
خلّيك بالبيت ...
بصوت كوفيد هذه المرّة ...
و إن كان صوت فيروز أعلنها منذ سنوات بعيدة ...
خليك بالبيت ...
و لكنّي غادرت المنزل في الصباح الباكر ...
لأشعر بامتداد هذا الهدوء و السكون ... من غرفتي
إلى أرجاء البيت ... إلى زوايا الحي ...
إلى الشوارع التي ... تعرفني ...
رغم كل ذلك ... تشعر بالحياة تنبض باتزان ...
خلف الجدران ... و الأسوار
تعيد مزجَنا و خلطَنا و تثير فينا الرغبة من جديد .. للاحتكاك بالواقع
سكوووووووون مهيب و لكن أسمع منه صوت الغريب القريب ...
يسألني : ليش طلعتِ من البيت ؟
لو كان بإمكاني لصرخت : لأبحث عنا ... لعلي بكَ أعثر أو أنك بي تصطدم ...
إنها الفرصة المواتية ... التي لن نقتنصها حتماً
لأننا ... لو التقينا
سوف نموت ... لكن لن يكون كورونا المسؤول عن اختناقنا ...
سوف تقتلنا اللهفة التي لن يشفيها سلام عابر و لا نظرة مختَلسة
حتى العناق ... أو المبالغة به لن تكفي ...
لن يكفينا إلا الموت ... حتى ننتهي مما لم نبدأه بعد ...
20 إبريل 2020