الامل لو مات فضلت الكفن !

[سَارة القحطاني]

عفواً سيدي
بضاعتك مغشوشة هذه المرة , وأعذارك المنحشرة في صدرها باهتة ,
مساحة كفيّـك المنبسطتين تحتها صغيرة جداً ولاتكفي لأن تحمل أوزار غيابِ
مشبّعَ بمرارة حنيـنٍ يطرقَ أبوابَنا في كل ربيع بحثاً عن كومة رسائل تتعثر
عند عتبة ساعي البريد في كل مرة !
ولذلك رد بضاعتك إليـك ورد صوتك لعمقك فلست بحاجة لأي شيء منك
بعد الآن !



سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

أحياناً نحنُ بحاجة لأن ننسى هواتفنا الخلوية , وننسى ماهو منحشر في جيوب رسائلنا الواردة فخطواتِ الغياب
التي تسرق من خزانة سعادتنا ملامحهم تجعلنا بلا هوية وبلا ذات !!
أحياناً نحن بحاجة لأن ننسى تفاصيل عبورنا إليهم , أرقامهم , عناوينهم , رسائلهم , أسمائهم !
فهواتفنا باردة جداً بلا صخب ضجيجهم , و بلا قرَع أصواتهم , وبلا إشراقة ملامحهم !
وعجزنا عن اللحاق بهم , يحرض فينا رغبة زرع العطبُ الجزئي في ذاكرة هواتفنا في كل لحظة حنين نشتاقهم فيها بلا عُبور
يحملنا على كفيّ وصالهم , نحنُ نعمد إلى فعل ذلك لتشفى جراحنا , وَتُزهر أعمارنا بلا فقدٍ يُورثُ فينا ضعفاً يجعلنا كـ المتسولين
الجياع العراة نجوب الطرقات بحثاً عن وجبةٍ أُسمها نسيان تُغنينا عن الحنين / الشوق / الانتظار!
بالمناسبة أنا عمدت الى كسر هاتفي الخلوي ذا مرة حين وشى بي الحنين وسرقني إليهم !
ليصلني بريداً عاجلاً تشرق في كبده ملامحهم التي تصرخ في وجهي : مكالمتكِ تركت أثراً طيباً في نفس متلقيها ,
لكنه بالوقت ذاته يخشى أن يلتفتِ إليكِ ويجيبك لذلك لاتكرري المحاولة مرة أُخرى ... !

.
.

بعضَ الملامح لا تستحقُ أن نبني لها بأعماقنا وطناً أسمه امتزاجَ , صدره ينبض بصدى ذكرياتنا معهم ,
وعمقه يُحيّك ثيابَ الأحلام بَمقاس مبتغانا ومرادنا في الظفر بهم ذا ربيع !




سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

.,
انت تتحمل خطيئة تعلقي بَأغنياتٍ صاخبة تزرع ملامحك على وجهِ الصباحَ
الذي يشرق في ملامحه صوتي الذي يغني لك !
وأنت تتحمل خطيئة عبور صوتي نحو مُحيّط لايثور إلا حين تعبثُ أنامل
المساء بَتفاصيّل سكونه !
كُنت فيما مضى لا أُحبّ استعطافَ الجماداتِ , ولا غناء تفاصيل اللقاءات
المُتأخرة , ولا تأمل ملامح العابرين ,
ولا الاحتفاظ بفتات الذكرياتِ التي لاتسمن ولا تغني من جوع !
لكنني معك تعلمتِ كيف أُحبَ كل شيء يجعلني قريبة منك ومن سقف احلامك
حتى وإن كانت تلك الأشياء في
مُجمل تفاصيلها لا تُشبهني !

وماذا عنك انت يا عزيزي
هل سبقَ وأن أحببت شيئاً لايشبهك لأجل أن تبقى معي ..؟
أم أنك تكره احتواء الأشياء التي لاتشبهك في تفاصيلها حتى وإن كانت تلك
الأشياء تحمل في رحمها مَلامحي , صوتي , وقع خطواتي ..؟

سارة القحطاني ,

 

[سَارة القحطاني]

الحقيقة نصفها شك ونهايتها انجلاء للنصف الأخر بغض النظر عن مضمونها , وأنا على عهدك بي عالقة بالمنتصف بلا انتهاء , فَخذ بيدي حيثُ الآمان الذي لا أشعر بهِ إلا حين أكون معك , أنصفني أو بعثرني في هواء لاتتنفسه كي أطيب منك وأشفى دون أن تكبر جراحك على صدر ملامحي وتشيّـخ وأشيخ أنا خلفها !

سارة القحطاني ..,

 

[سَارة القحطاني]

.
.
حينما نُحبَ بعمق , نضحي بعمق , نُفقد ثقتنا في الأشياء ونُوكل من نُحب مهمة التحليق بَأحلامنا أينما شاء وأينما أردا دُون أن نحمل في قلوبنا
ذرة شكّ في أن مانقوم بهِ خطأ جسيماً سَيكلفنا الكثير !
حتى إننا في كثير من الأحيان نصر على ارتكاب الأخطاء رغم إدراكنا لـ حقيقة أننا على خطأ وأن مانحاول القيام بهِ سيكلفنا الكثير !
رُبما لأن قلوبنا في ذلك الوقت بالتحديد تنتشي بالسلطة وتُغرد بَصوت الهوى وحيده دُون أن يُخرسها صوت العقل الذي يأبى إلا أن يقول الحق في كل مرة
وإن كان ذاك الحق الذي نخشى عبوره إلينا سيحطمَ مَاهو مُدخر بَذاكرة أحلامنا مُنذ أن تنفسنا الهوى واتخذناها قوتاً نسد بهِ جوع أعماقنا _ رُبما _ !
ولأجل ذلك يكونُ سقوطنا أنى خسرنا من تعلقنا بهِ ذريعاً بل مُدمراً لـ قلوبنا / ذواتنا / أشياءنا / أحلامنا / أصواتنا !

سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

حين تكون معلقاً في مُنتصف البداياتِ , يكون من الصعب عليك الاختباء
خلف وجهك وقياس الأميال التي يلزمك أن تقطعها كي تصل إلى النهاياتِ
التي تتمنى أن تصل إليها سالماً , مُعافى من الجُروح , الخيبات !
أنا عالقة الآن في منتصف البدايات , ولارغبة لي بقياس الأميال أبداً
لأنني أثق بأن كل خطوة سأجرح بها كبرياء المسافاتِ سَتجعلني أكثر
استقامة من ذي قبـل , أثق كثيراً !

سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

الحقيقة هي الشيء الوحيد الذي نخشى أن نلتفتُ إليها أو ان نعيرها اهتماماً بالغاً
حين نكونُ في اوج السعادة والرضا إذ أن الحقيقة لاتحتفي بسلوكياتِنا وكلماتِنا
دائماً ولأجل ذلك نحنُ نُفضل الهروب من وحلها أنى عبرناها يوماً !

سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

.
.
محض صدفة !
محض صدفة !
محض صدفة !
كل شيء يحدثُ معنا بات يندرج تحت ذاك المُسمى الذي أصبحت اليوم أُغبطه كثيراً
لكونه يجد له وطناً آمناً بأعماق كل الأشياء / اللحظات الجميلة بخلافي أنا !

بمحض صدفة أحببنا , وبمحض صدفة التقينا , وبمحض صدفنا عبرنا ,
وبمحض صدفه كتبنا أحلامنا , وبمحض صدفة حلقت بنا نوارسَ الحنين !

ليس من المعقول أبداً أن كل مايحدث معنا حدث بمحض صدفة وحسب !!

سارة القحطاني /