لازلت أعيش لحظات ذهول و غرابه كلما تذكرت ليلة البارحه
قطعت التذاكر وهممت للذهاب إلى قسم التفتيش حيث أود العوده إلى مدينتي جده ، كنت أحمل في يدي محفظتي الخاصه وروايه لم أكمل قرائتها بعد و التذاكر ايضا ً وفي اثناء توجهي إلى بوابة صعود الطائره ، أستوقفتني فتاه في مطار الملك خالد الدولي في مدينة الرياض ، ربما يترواح عمرها مابين 20 و 25 عام وكانت غير محجبه وكانت جميله جدا ً ، حينها نظرت لوجهها وجمالها وأتذكر في المقابل شكلي في المرآة وأقول في قرارة نفسي : سبحان الله جعل فرقا ً شاسعا ً كي أميز قدرته
فكان سؤالها الأول : أنت حاتم منصور ؟؟ سألتني وإيحاء وجهها لا يدل على مكر بل على برائه ولكن صدمت فعلا ً كيف عرفتني ؟؟ وبدأت التساؤلات الكثيره تجوب برأسي
فأجبتها : نعم أنا حاتم منصور تفضلي ؟؟
قالت : هل من الممكن أن أحصل على كرت يحمل رقم هاتفك الخاص كي أتصل بك ؟؟
فأجبتها : الآن نفذت كروتي الخاصه بي والتي حملتها معي في سفري هذا .. هل من خدمه أستطيع أن أقدمها لك ِ ؟؟
قالت : نعم أريد منك خدمه ولكن الآن لا أستطيع أن أتحدث معك أتمنى أن تعطيني رقم هاتفك وسأتصل بك وأخبرك بما أريد منك !!...
فكنت أحمل معي ثلاثة هواتف وكنت أرجوا الله أن لا ينطق أحد من هواتفي ، فأخرجت ورقه وكتبت لها رقم الهاتف الخاص بعملي فهو مصدر أزعاج لي يومي ولكن تعودت على ذلك فهممت بالرحيل
فطلبت مني الأنتظار واخرجت هاتفها وكتبت رقم هاتفي الذي اودعته بورقة لها واتصلت فرن هاتفي برقمها
و قالت لي : ارجوك اوعدني ترد على اتصالي .
فأجبتها : أعدك ِ بذلك ؟
سأالت : هل انت مسافر لخارج المملكه ؟؟
فاجبتها : لا انا مسافر الى جده حيث اسكن كنت هنا في الرياض لمدة 10 ايام لعمل كثير أنجزته ولله الحمد أنتهيت منه ،
قالت : متى موعد صعود الطائره ؟؟
فقلت : بإذن الله في تمام الساعه 11:55 مساءا ً لأن الرحله متأخره ،
فقالت بعد تمتمه وحساب مبسط : إذن ستصل الطائره بإذن الله إلى جده في تمام الساعه 2:30 صباحا ً اليس كذلك
فقلت لها : تقريبا ً .
فقالت وهي تستأذن مني : هل أستطيع أن أتحدث معك حينما تصل الموضوع الذي أود أن أخبرك به لا يحتمل التأخير .
فقلت : على الرحب والسعه وأشكرك على تعاملك الطيب
فودعاتها وأتجهت إلى بوابة صعود الطائره وصعدت الطائره وأنا لازلت أتسائل ما الذي تريده مني فأخذت أكمل قراءة الرواية التي في يدي وفكري مشغول جدا ً بتلك الفاتنه وما الذي تريده مني ...
وحينما وصلت إلى مدينة جده انشغلت في أمتعتي وصديقي الذي ينتظرني وأخذت معه وقتا ً طويلا ً نتحدث عن الأعمال التي قمتها بها وكان همنا وهدفنا واحد ننتظر صلاة الفجر
وبعد أن صلينا الفجر كنت قد نسيت أمر الفتاه ولم أخبر صاحبي بشأنها وفجأه إذا بهاتفي في تمام الساعه 5:30 يرن وإذا بنفس الفتاة التي ألتقيت بها في ساحة المطار بالرياض فأجبت على الفور
وإذا بها تتكلم معي بأسلوب مغاير تماما ً عن الذي عهدته ...!!
فسألتها : ماذا تريدين مني ؟
فقالت : هل انت متزوج ؟؟
فقلت لها : هل طلبتي مني رقمي كي تسألني هذا السؤال ؟؟
قالت : لا و لكن اجب على سؤالي ؟؟
فقلت لها : لا لست متزوج ؟؟
فقالت بالحرف الواحد : يبدو ان بنات اقاربك ومن يسكنون جده لا يرون ابدا ً !! ..
هنا بدأ جسمي يتصبب عرقا ً ويحمر وجهي خجلا ً من كلماتها وأسلوبها
فقلت لها : لماذا ؟؟ وبدأت تتغزل بي بإجابتها لي شكلي و قامتي و و و و ... و بطريقه غريبه جدا ً
فقلت لها : يا انسه ارجوك ِ اختصري فانا لازلت مرهق من عناء السفر اخبريني ماذا تريدين ؟؟
فقالت : اريدك لو ليوم واحد ...... هنا صعقت وذهلت وكانت جميع علامات التعجب والاستغراب تظهر على وجهي وأنهيت المكالمه فورا ً
وتذكرت شيئا ً واحدا ً فقط حينما نظرت إليها لأول وهله وأعجبت بجمالها وتذكرت شكلي في المرآه ورددت في نفسي بالفعل :
سبحان الله جعل فرقا ً شاسعا ً كي أميز قدرته
فالجمال ليس إلا فتنه لصاحبه ولكن يبقى القول :
[poem=font=",5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=1 line=1 align=right use=ex num="0,black""]
إنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيت=فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
[/poem]