[شِجرْة القضيمة والعم مرسال ]

[سعد الصبحي]

( سلام منّي ياشِجَرْة القضيمة ,, ياللي تِحد الدرب من مطلع الشمس )

و(القضيمة) لمن لايعرفها , قرية كان يعبرها الزمان مُسرعاً او بالاصح لا يمر عليها ابداً لأنه يتوقف قريباً منها في ( ثُول ) ليملأ بطنه ويمر, من تعب البحّارة الكادحين الذين يسبقون النوارس للغناء صباحاً وهم يجرجرون شِباكهم نحو البحر و ( يافتاح ياعليم ) يغنّون للموت للبحر , يبتهلون حتى في مواويلهم الذي يحِد من صوتها ازعاج مواطير قواربهم التي يُشفق حتى البحر عليها ,

هذه القرية وماحولها من قرى الساحل الممتدة بين جدة ورابغ التي كانت تعجن الفطرة لها صباحها مع كاسة الشاهي وتطرب ليلاً وتسهر وتردد بكامل جدرانها مع العم مرسال :

( عيني ترف ومبشرتني بغايب ,, عساه ياعيني من اللي تودّين ) وآلة السمسمية تُمرجحهم شيباً وشباباً بين اوتارها الخمسة ,



تذكرها الزمن فجأة كالموت , وتوقف بكامل هيبته في حضنها , اصبحت تصحو على اصوات الجرّافات وغبار الاسمنت , الذي اتعب صدر العم مرسال وحنجرته التي تساوي عند اهل هذه القرى ( كاوست) وجميع من يدرس فيها , اصبحت تتصدر الصحف ومجالس الخلاف بين التيّارات , عجائز القرية يخافون الخروج الآن لشراء الخبز فالعمالة الآسيوية غدَت اكثر من السمك الذي يأتون به البحّارة مسائاً , الصدام الحضاري المفاجيء بين السمسمية والغيتار ربما , سيخلف فراغاً روحياً هائلاً لدى الجيل الصاعد من اهلها , بعد أن يرون ( شِجَرْة القضيمة ) التي كان يتغنون بها , تتزين لعيد الكريسميس الذي سيأتي به الأجانب لتبدو( كفتاة تلبس فوق عبائتها بدلة للرقص ) , الشباب الذي كان منُتهى احلامه ان يقف بكامل جُنديته وحماسه امام بوابة مركز القوات البحرية في القضيمة , بدلاً من الغُربة والبعد في المدن الكبيرة التي يخافها دائماً اهل الرّيف ,



والآن بعد أن جاد الزّمن عليهم بأكبر سمكةٍ وقعت في شِباك بحّارتهم اليائسين ,
هل سيكون لهؤلاء الشباب ابناء البسطاء فتاتُ من كعكة الميلاد الهائلة التي يتمرّغ بها الأجانب بجوارهم ؟
أم سيكتفون بحراسة البوّابات ب (1200 )حسرة !

ويعودون في الليل يتحسرون على حظّهم مع العم مرسال :




( طلّت عليّا من ورا الباب ,, ياحسرتي ماكلمتني )

 

[فاطمة العرجان]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعد الصبحي

بعد أن جاد الزّمن عليهم بأكبر سمكةٍ وقعت في شِباك بحّارتهم اليائسين

لن تكون لهم سوى الشباك اليائسة , وأمل يُجدّدُ بأن ( من جاور السعيد يسعد ) ,
وربما منّوا عليهم جوارهم , واعتبروه لهم مكسباً .. فللـ.... حسابات أخرى ..!
,
و سلامٌ مني يـ سعد

 

[سعد الصبحي]

الخوف أن يُحالون إلى مُتحف حيْ يافاطمة ,

يتفسح فيه الغُرباء ليلتقطون الصور مع البحّارة الذين ستتوقف حياتهم البحرية
وتبتلع البواخرالعملاقة لنشاتهم الصغيرة ,

شكراً كبيرة فاطمة ,

 

[بثينة محمد]

جعلتني أبتسم بحزن . الحضارة البائسة التي تعد الكثير بآمال واهمة و تحضر معها الكم الذي لا يعد من التعاسة . لا أحد يسأل : أتريد هذه الحضارة ؟! حتى الحياة لا تسأل أحدا إن كان يريد منها الاستمرار أو الوقوف في عالمه..

أمنياتي أن يجدون ماهو أكبر من الكعكة .. شيء يدوم بفائدة على الأقل .

 

[شمس]

والآن بعد أن جاد الزّمن عليهم بأكبر سمكةٍ وقعت في شِباك بحّارتهم اليائسين ,
هل سيكون لهؤلاء الشباب ابناء البسطاء فتاتُ من كعكة الميلاد الهائلة التي يتمرّغ بها الأجانب بجوارهم ؟
أم سيكتفون بحراسة البوّابات ب (1200 )حسرة !

احسنت يا سعد
آآآآآآه يا سعد
قهر والله قهر
ماذا أقول تعبت وأنا أصرخ
الله كريم يا سعد

أشكرك جزيل الشكر على المقاله الرائعه المؤلمه

 

[سعد الصبحي]

ونحن,

ممنوعون من الرأي , من الحيْرة في الإحتمالات , من الهروب حتّى !

شكراً بثينة
شكراً لفكرك ,

 

[سعد الصبحي]

اهلاً ياسمو ,
شكراً لحضورك
وزي ماقلتي ,
الله كريم
وقادر