عبير الشوق
( يا ليت هناك ناقدة مثلك ... تطرح الطرح وتعيه وتدرك مفاده ) !
أحييك على سعة صدرك بردودك الدبلوماسية، وهذا يدل على تجربتك الواسعة
في النقد ( أتمنى أن أوفق في رأيي هذا ).
أما بعد ،،،،
فمن الطبيعي أن يعي الإنسان حقيقة نقصة ( وإلا فهو يزيد على نقصه نقص )
فيدخل بذلك لعالم ( الدون والدونية ) أستاذه عبير.
ولنأخذ مثال: ابو الطيب المتنبي .. حيث ذكرت بعض تراجمه إنه عاش 20 عاما ً في الشعر وهو يصيب ويخطئ ( يصيب ... يخطئ ).
والنابغة الذبياني بلغ الأربعين من عمره يبحث عن الشعر في خلجات نفسه ويدعيه وعندما أتمها ( أي الأربعين ! ) ، تم له ما أراد ( وأصبح الذبياني النابغة ).
فمن هؤلاء عند هؤلاء ... الذين يسير بأشعارهم الركبان( المتنبي والنابغة ) من !
ولكن الإنسان بجهله وعجلته يرفض النصح أحيانا ً ويزيد رفضه أمام الملأ ....
فيتكرر الخطأ ، للأسف الشديد
... احلم دائما ً ، أن يتقبل الناس النقد ( وخصوصا ً في الفنون الجميلة كالشعر )
لأن النقد يحسن ذائقتهم ويجمل قرائحهم ويلبس نتاجهم الزهو ...
هذا النقد.
... وأحلم بأن يكون الناقد صاحب رؤى ً واضحة وأسلوب مبتكر يشد القارئ الحذق
لا المار العابر ( مدعي الثقافة والإطلاع ... الهش ).
وأنتي ناقدة فعلا ً: ( أدركت ذلك لعدة أسباب ...
1- شاعرة
2- تقبلتي نقد العابرين برحابة صدر
3- رميتي الكرة في الملعب ، ونظرتي للأهداف التي ستسجل عن بعد !
ومنها ... إلى ذلك الحين ... لا تتركين الكرة في الملعب وتمضي لموضوع آخر
بل أفصحي عن وجهة نظرك وسجلي هدف ( رأي ) ومضي ... لنحتكم فيما بعد
لذواتنا ، ونسمع رأي صاحبة الطرح !)
للفائدة: أذكر مرة في العمل .. كان لدينا موضوع للعرض على شركات بغية الدعم ..
فكل مرة أجلس مع مديري ، يقول لي : هناك خطأ في العرض أتحداك تخرجة
( وكنت افكر فيما يقول وأردد : يعني خريج هندسة تصاميم عام 1984 ويكبرني بـ 20 عام
ومدير 3 مشاريع ، ولديه 3 براءة أختراع ، يسأل واحد مسكين مثلي .... وأتعجب ).
لم أعلق على أي شيء ، وعرض المشروع كما هو ، وتم الدعم ... ومديري يبتسم.
أدركت بعدها أشياء كثيرة منها:
1- زاوية الرؤية تختلف من شخصٍ لأخر .
2- منح الفرصة للآخرين أستثمار معنوي محفز.
3- تقبل الرأي يزيد من فرصة التحسين.
4- لنستمع أكثر مما نتفوه.
شكرا ً عبير ....