كتاب اليوم غاية في الروعة ،، إقراؤه لأبنائكم ،، وادعولي
،،،
[ مرحباً ... هل من أحد هناك . ]
لـ جوستاين جاردر
تذكرت أنني كنت وحيداً في غرفتي ، أتامل النجوم، وأشعر بالملل ..
وأتمنى ألا أكون وحيداً في البيت .. وبعد لحظة واحدة، رأيت أمامي صبياً متدلياً من شجرة التفاح .
.. أليس من الغريب أن تتحقق أمنيتي في الحال؟!!
من النادر أن تتحقق الأماني بهذه السرعة .
سألني الصبي: " من أنت ؟ .. قلت بسرعة: " اسمي جو .
قال:" وأنا ميكا .. لماذا تقف مقلوباً هكذا ؟!!
.. ضحكت .. فوضع إبهامه في فمه بسرعة .. ربما شعر بالاحراج عندما ضحكت .
قلت: " أنت الذي تقف مقلوباً "
أخرج ميكا إبهامه من فمه، وبسط أصابعه، وراح يلوح في الهواء .. وقال:
" ليس من السهل معرفة أيهما المقلوب وإيهما المتعدل " ..أذهلتني الإجابة .. ولم أجد ما أقوله .
أشار ميكا إلى الأرض ، وقال: " على أيّ حال .. ليتك تتلطف وتساعدني على الصعود
إلى سطح هذا الكوكب " .
قلت: " تقصد النزول ؟ "
قال: " بل الصعود " !!
،،
قال : في المكان الذي أتيت منه،
عندما يسأل أحدنا سؤالاً مثيراً .. ننحني له ..
وكلما كان السؤال عميقاً ، كان الإنحناء شديداً .
"،، الإجابة لا تستحق الانحناء أبداً، مهما كانت صحيحة أو ذكية ..
لا ينبغي الانحناء لها ""
انحناؤك يعني أنك تنحيت لمن أمامك ، ليتقدمك هو .. لذلك لا ينبغي الانحناء
أبداً لإجابة أي سؤال " !! .. لأن الإجابة تمثل الطريق الذي وراءك ،
أما السؤال فيشير إلى الطريق الذي أمامك .. إنه يدل على الطريق القادم !!.
قال ميكا : إذا كنت تعيش في وادٍ .. وأعيش في وادٍ آخر ..
أليس من الممكن أن يتسلق كل منا ، خارجاً من واديه .. حتى نصل ذات يوم إلى قمة الجبل .. وتتماسك أيدينا ؟ ..
أوما ميكا برأسه .. وقال : " لكل كوكب جانبان .. ولا يمكن أن يواجه الجانبان الشمس في وقت واحد ..
وكذلك الحالُ مع الأحلام .. فأحدنا يحلم ، والآخر يكون موجودا في الحلم ..
ولا يمكن أن نكون نائمين ومستيقظين في الوقت نفسه " .
قلت : " من منا يا ترى الذي يحلم ؟ ومن الموجود في الحلم ؟ .. "
قال ملوحاً بيده : " لا فرق بين الحالتين .. المهم أننا قد التقينا على قمة ذلك الجبل ..
فمن النادر أن يلتقي الناس عند القمة "
والآن يا كاميلا .. أظن أنكِ تتساءلين : هل قابلتُ ميكا حقاً ؟ .. أم أن الأمر كله كان مجرد حلم .
إنني أنحني لسؤالكِ هذا حتى أصل إلى الأرض .. وقد سألته لنفسي كثيراً ..
عندما يرفع شخصان رأسيهما عالياً .. أعلى من واديهما .. ويلتقيان على قمة الجبل ..
فلا يهم اسم الجبل .. ولا يهمهما من أين أتى كل منهما .. لأننا عندما نقف على قمة الجبل ..
نشعر كأننا واقفين على قمة العالم ..
عمّكِ جو