إذا الصُبحِ تنفس...

[صبا الكادي]

(17)

أشعر بقلبي يخفق في أسفل عنقي فابتلع النبضات واحدة تلو الأخرى..أخاف أن يخرج ويفضح صمتي.

مع ألم ينتشر على مداد أضلاع صدري يمينا ويسارا حتى يشل أطرافي رغم ضيقه،

أتلمس حلقي وكأني أنشد من الهواء حولي رمق حياة.هذا حالي فقط عندما تدق ذكراك أبواب فكري.

وربٌ ابتلاني بك أجدك هنا في حلقي، ومع كل عبرة تتشبث في كل نبضة تشهد بأن أشواقي لك تجاوزت حدود صبري،

أسأل الله أن يلزمني رشدي ولا يكلني لنفسي طرفة عين.

 

[صبا الكادي]

(18)

قل لي بربك:

كيف لي أن أردم فجوة قلب خلفها نيزك فراقك...

 

[صبا الكادي]

(19)

لست في الحقيقة من متابعين القناة الأولى لوطني العزيز وحتى لا أهضم حق القناة فـ أنا من الأشخاص الغير متابعين للتلفاز إلا إذا وصلتني رسالة من صديقة أو قريب عن برنامج قيم سيعرض...
وبحكم سفري في الصيف لخارج البلاد كنت احن لكل شيء يذكرني بوطني بأهلي بحرارة أجواءنا وحفريات شوارعنا ولأضواء تحويلاتنا أو طعم الغبار في حلقي...جلست أمام التلفاز أتابع برنامج (أصداف) على القناة الأولى .
وهنا الهدف من الحديث ولان طبعي أنثوي...لابد من مقدمة طويلة أشرح فيها مشاعري حتى لو كانت اتجاه قناة..
نعود للهدف قبل أن يضيع في ثرثرتي:
البرنامج شبه نسائي اجتماعي يتطرق لمواضيع عدة ويعرض فوائد كثيرة..ولكن كان هناك فقرة صعقت وأنا أشاهدها...
وحمدت ربي ولأول مرة على نعمة التكنولوجيا حيث كان نظام الرسيفر في السكن من نوع سليفرجون أي استطيع تسجيل المشهد وإعادته لو لم أحظى بمشاهدته من البداية وفعلا هذا ما حدث جمعت من استطيع من الأهل وأجلستهم وأعدت الفقرة وسألت ببراءة سعودية:
هل يعقل ما أشاهد!!!
الفقرة كانت لامرأة آسيوية ترتدي العباءة والحجاب وتقوم بعمل رياضة في البداية كانت رياضة اليوقا..إلى هنا والوضع لا ريب فيه جالسة بهدوء وتقلب في كفيها، ولكن بعدها تعمقت تلك المرأة وبدأت بحركات أكثر انطلاق وبدأ الحجاب يسقط(نعومة الشعر لها دور) والساق ترتفع واليد تبتعد والظهر ينثني والرقبة تتمايل........وهكذا وهي تتكشف شيء فشيء...
تقطع الرياضة لتقوم بـ تعديل الحجاب أو تشد العباءة على جسمها....
لا أعلم من أقترح هذه الفكرة ولماذا لم يقم بها رجل على الأقل، وأرى الأمر في نظري لا يخلو من تفسيرين:
أما وضع الحجاب والعباءة هنا من باب لم نخالف الشرع ونحن كما تريدون.مع القليل من الاستهتار بعقل المشاهد.
أو التفسير الآخر: وهو الاستهزاء بالحجاب وفكرة التمسك به.
يا ترى من براءته غير سعودية ماهو تفسيره للأمر؟؟؟؟؟

 

[صبا الكادي]

(20)

شيءٌ كثير الذي في خاطره...ولا ينضب "ماشاء الله..ولا قوة إلا بالله"

http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=5882

 

[صبا الكادي]

(21)



في بعدك أشيخ عشرات السنين..

وفي قربك يتورد الصبا على وجنتي...

وهم يرقبون تحولاتي.....

لذلك في كل بعد لك..

أقص شعري..واشتري كل ما هو جديد

وأستر بياض خُط على قلبي وتجاعيد رُسمت على صبري بـ المساحيق

ومع كل قرب لك...

أعتزل حتى مرآتي..وأنسى حقيبتي

وتكفيني صورتي في حدقة عينيك...

 

[صبا الكادي]

(22)

دخل المنزل ووضع نظارته الشمسية ومفتاحه على مدخل صالتهم الكبيرة وحرارة الشمس في الخارج

لا تقل عن حرارة قلبه الوحيد ، وصوت أمه يصل لروحه قبل مسامعه من بعيد..

" ماجد..هذا أنت؟؟"

"نعم..يا أمي"

أقبلت عليه بوجهها المنير والرضاء عنه يعلو ملامحها.

"أبشرني يا حبيبي ،هل أنجزت طباعة بطاقات حفل زفاف شقيقك؟"

"أنجزتها وبعد أسبوع بإذن الله استلمها "

"المهم إلا تكون أخطأت في معلومات الزفاف "

ابتسم ثم تنهد وقال:" لا يا أمي لم أخطي بشيء وخاصة التاريخ 16/9/2010م ، أليس هذا هو التاريخ؟"

أجابها وهو يجلس على كنبة هي الأقرب له ورمى بشماغه الأحمر إلى جانبه وألقى برأسه للخلف،

وتذكر كيف أنه سجل في البداية تاريخ الزفاف خطأ..

وقيده بتاريخ يعني له الكثير تاريخ حفر في ذاكرته حتى أدمى جراح قلبه منه وهو لا يفقه السبب وراء تشابه التاريخان .

لا يختلف سوى العام فقط وبالنسبة له لا اختلاف في الأعوام كلها تشهد نفس الوجع .

وكأن الأمر برمته لعنة سُلطت على قلبه.لو أحد يعلم ما في حياته من أسرار لشك ولو بنسبة واحد في المائة

أن من حوله تعمدوا نبش جراحه فيه.

وقاطع شروده صوت أمه وهي تحدثه:

يا حبيبي..ومتى أفرح بك أنت..هذا شقيقك الأصغر وآخر أخوتك يتزوج ولم يبقى سواك..قل لي فقط متى؟سنين عمرك تمضي

وأنت أعزب قاربت على 40 وأنت ما تزال...."

قاطعها وهو يغادر الصالة لغرفته:"ماذا يا أمي مللت مني..قريباً إن شاء الله"

حمل شماغه وكم تمنى لو رأسه المكتظ بـ الذكريات مثل هذا الشماغ الذي بيده إذا أراد نزعه استطاع ذلك

ربما ارتاح من ألمه.

لم يكن هروبه فقط من أمه وحديثها المتكرر عن عزوبيته ورفضه للزواج بل هروب من كل شيء يذكره بهذا التاريخ،

وهو منذ فترة يتكرر على مسامعه وكأن الزمن كفيل بتعذيبه.

توجه لغرفته وهو يبحث عن رمق حياة يسعف بها ضيق أنفاسه ،اخرج من درج مكتبه هاتفه المحمول القديم.

فتح علبة الوارد وفتح الرسالة الوحيدة فيه بتاريخ 16/9/2002م:

" ماجد..تعلم من أنت بالنسبة لي،أنت أول حب في حياتي وآخر حب، ولكن لا نصيب بيننا أتمنى لك التوفيق وأن يعوضك الله

خيرا مني.في حفظ الله..حللني".

 

[صبا الكادي]

(23)

لا يختلف اثنان بـ أن المرأة أكثر وفاءً من الرجل...ولكن من يدرك بأن الرجل إذا أوفى كان الأصدق.

لذلك لا يخطو الرجل خطوة دون أن يحسب لها ألف حساب.

ولن يكون وفياً إلا من بعد دراسة لحالة قلبه وهل تستحق وفاء قلبه تلك الأنثى أم لا....

وعليه يكون وفائه اصدق وأعمق ولو عرف نساء الكون أجمع....

يبقى قلبه لها هي فقط....(لذلك قليل هذا الصنف مقارنة بكثرة النساء الوفيات وإن لم يخلصن في وفائهن)

وتغلب الشجاعة الكثرة...!! فلسفة خاصة بي أتحمل شذوذ قاعدتي وعذرا يا بنات جنسي.

 

[صبا الكادي]

(24)

سامرت هذه الليلة الكثير من القهوة مابين عربية وأمريكية سوداء النكهة وكأني أعاقب نفسي وأحرمها
من لذيذ النوم..
لا أعلم بماذا سأخرج هذه الليلة من فائدة للسهر ولكن متيقنة بأن في الغد لن أنجز عملي بسبب نوماً خبأته عني في كوب قهوة لا يفقه من عنادي شيء.
ولا أعلم إن كان هذا عذر ستقبله مديرتي العزيزة.عندما لا أتوقف عن التثاؤب.
تارة أنظر لقهوتي وتارة لساعتي...والاثنان لا صلة بينهما سوى أنه تحملهما يدان تداعب لوحة مفاتيح عاقر...

" والله يجيب مطر"