
من يحفظُ من !
في يوم الجمعة جميع أحبتي يكونون حولي إلا واحدا يغيب !
رغم غيابه هذا أحب هذا اليوم جدا
فـــ أجمل ما فيه هُم
أخوتي وأخواتي
خلال الجمعة الماضية جلستُ قرب أختي عفاري
تحدثنا عن أشياء كثيرة
عن معرض رسوماتها الذي تخطط له منذ سنتين ولوحاتها التي تنهيها أستعدادا له
وعن الرسومات التي وعدتنا بها لــ بيتنا الجديد وأخي الذي يقف في الدور قبلنا
وعن خطط الصيف والسفر والتأجيل من أجل أمور أخرى أهم
وعن يدي التي تؤلمني وعملي الذي يزيدها سوءا وعيادتي التي مازالت مشروعا وغضب الجميع مني.
وعن الكتابة كيف أنها حين تأتي تطرق وفي أي وقت كل الأبواب بنا لــ نسمح لها بــ الجلوس ونشرع في تشكيل الحروف لها.وكيف أنها هذه الأيام تريد أن تكتب وكلما إنشغلت بــ هم من هموم الحياة نازعتها فيه الكتابة لــ حرف لا تراه بــ وضوح وهو يلحُ عليها أن تكتبه
وعن غمام ومتابعتها وهي لم تخبرني من قبل أنها تتابعها بــ انتظام
فـــ حين يتابعك من هو قريب منك كـــ أخ وقريب منك كــ روح وتعرف ثقافته ويعلق على أجزاء منها بــ فرح.
تبتسم ليس لــ أن ما تكتب رأه جميلا بل لــ أن ما تكتبه قريبا وصل جيدا إلى من يعرفك جدا ويجده جديدا عليه كـــ جزئك الذي لا يعرفه عنك ... عالمك الذي لا يراه منك .. مساحاتك التي تجذبه إليك
تساءلت بــ وعيها الذي تضع به الأسباب قبل التساؤل :لماذا لا أجمعها في مدونة جديدة ؟ لماذا لا أكتب بــ اسمي الأول على الأقل لــ أحفظني من السرقات النتية
هي تعرف أنني مزاجية ومشاغلي أكبر من وقتي وأنني أكتب لــ أكتب وليس لــ إنتشار يريده الكاتب لــ ما يكتبه.
بعض قراراتنا تأتي مُحبطة لــ أحلامنا فــ نستسلم ونسلمها لـــ الريح تبعثرها بعيدا عنا ونلتفت بعيدا منها ونمضي
وبعضها يكون محبطا لــ من حولنا لـــ أننا لم نكن كما يتوقعون منا , ولم نملك ذلك العزم الذي نتحدث عنه أو ذلك الصبر على تحقيق النجاح الذي لا يأتي إلا معه.
وبعضها تأتي محبطة لنا لـــ أننا لم نكن نحن الذي نعرف ! لم نتمسك بــ ما نريد لنا لــ أنه جزء من سعادتنا وإن لم تكتمل السعادة ! أو لـــ أنه ما يجعل عالمنا أجمل ونستمر فيه رغم التعب منه وبه
وبعضها يأتي محبطا لـــ مستقبل نتخلى عن بعض منه ونتركه لدى ماض ونمضي عنه إلى المستقبل وكلما إلتفتنا وجدناه خلفنا كـــ أننا مازلنا لديه.
أرجو أن تتقبل قراري بــ التوقف عن الكتابة
فــ منذ معرفتنا بــ الكتابة والحروف والناس يكتبون وهناك من يقرأ
يغيب الكُتاب أو يموتون ولا يعني هذا نهاية الكتابة أو توقفنا عن القراءة
أذكر كتب قرأتها منذ كنت في المدرسة وبعضها لا أذكر أسم كُتابها أو ربما عنوانها
بعض الكُتاب لم أقرأ له إلا كتابا واحدا ولم أمر بــ شئ لهم بعد هذا ومازال عالقة حروفه بــ عقلي
ومازلتُ أقرأ .. ومازال الناس حولي يقرؤون
التوقف عن الكتابة أمر ذاتي !
ربما يشاركني الكثير في أنه ليس شعورا جميلا أن تتخلى عن شئ من ذاتك
تتركها على قارعة طريق وتمضى بعيدا عنها
ولا تدري كيف ســـ يتم التعامل معها بعدك : غيبا أو موتا !
كــ أن تترك مشاعرك .. قلبك .. روحك لدى حبيب غادرك ورحل
من يحفظ من منا :
أهي مشاعرنا وكتاباتنا أم أرواحنا ووعينا ؟
أرجو أن يُتقبل قراراي !