ميار إعلامية المستقبل
اليوم قررت ميار أن تحضر اجتماع ( جماعة الإبداع الإعلامي ) التي هي أحد أعضائها على حسب قولها .. واصطحبني القدر برفقتها هذه المرة لـ تكون هنا فرصة لـ الاستفادة ، والضحك والثرثرة مع ميار فيما يتبقى من الوقت ، كانت وجهتنا هذه المرة إلى كُلية الآداب قاعه 6 حيث مكان الاجتماع ، ونحن في طوال الطريق الممتد من غرفتها القصية إلى هذه الكلية المنفية في أخر زوايا الجامعة.. كان الحديث ذو جنون ، حيث حاولت شرح وتفسير كُل علامات الاستفهام التي علقتها الألسنة على هذه الكُلية .. حشينا أن نكون أخر الحضور كـون السيدة ميار لا تحترم المواعيد إلا صدفة ، وصلنا إلى المكان المحدد وفي الزمان ما بعد المحدد (الرابعة النصف عصراً) ، وكـ عادة ميار ، تُحب أن تستكشف المكان قبل أن تَلج فيه ، أطلت من بعيد من خلال زجاجه الباب الصغيرة .. اتضح لها بأن الحضور قليل وأن من يُدير الاجتماع فتاه على غير العادة .. فاعتقدت إنها إحدى الشخصيات الإعلامية أتت لـ تُثري الاجتماع ، فجأة وبينما نحن بالقرب من الباب ، وميار تهم بالولوج تمسك مقبض الباب بيد وتسحب طرف عباءتي باليد الأخرى ، يهم أحد الحضور بالخروج من القاعه لـ يُجري إتصالاً هاتفياً ، تراجعنا قليلاً .. لأن المكان بالداخل لا يُشي بأي ملامح لـ إجتماع ، سألناه هو الأخير
_ من بالداخل م أهي محاضرة دراسية ـ أم إجتماع ؟
- ( إنتوا دخلوا بتستفيدوا إن شالله ، دخلوا )
إستغربنا كثيراً من إصراره ، وميار تعاني في إتخاذ القرار هذه المره ندخل ، لا ندخل ..
عاد هذا الشباب مُندهشا من حيرة ميار إلى الداخل ، ونادى :
- ( أبله أمل ) ، ثمة فتيات بالخارج ، يسألن عن اجتماع ..
تخرج لنا المدعوة أبله أمل ، تُرغمنا بكل الطرق على الدخول ، وكـ عادة ميار تواصل ممارستها لـ الاستكشاف ، وتذل هذه الأمل بـ الأسئلة المكرره التي لا تحتمل الإجابات ، فقط لـ تُرهق المخلوقة ، وتُحول إسمها إلى يأس بدلا عن أمل , وترهقني أنا بـ ضحكات مكتومة ..
في النهاية قررت ميار الدخول رأفة بـ هذه المسكينة آبله أمل .. ودخلت برفقتها
فوجدنا أربع فتيات على الجانب الأيسر من القاعة ، وشابان في عالم أخر على الجانب الأيمن ،، استغربنا الوضع كثيراً ، فهو لا يشي باجتماع ولا بـ محاضره .. وبـ ذكاءٍ من ميار اعتقدنا بأن شي مشبوه يحدث هُنا ،،
أبله أمل تقرأ مقال كتبته هي ـ عن الحمار ... ،، هذه أول صاعقة إستُقبلنا بها .. وأنا وميار نمارس الضحك بحسرة في دواخلنا ،
أبله أمل . تُنادي أحد الطلاب بـ ( حمودي ).. وكانت هذه الجملة هي الصاعقة الثانية ، وميار تُشكل أكبر علامة تعجب على وجهها ..
أحد الفتيات الأربع تعبث بـ ستار القاعة من الملل الذي انتاب المكان ..
وأخرى بـ هاتفها ..
وأنا وميار في ترقب ..
حتى إكتشفنا في الأخير أن أبله أمل هي طالبة عاديه ،، تُلقي مُحاضرة عن المقال الصحفي وأرادت أن تُجمع أكبر عدد ممكن من الطلاب لـ يستمع إليها ولكنها ربما فشلت .. ونجحت ميار وبجدارة في تأكيد صحة حلها لـ علامات الإستفهام المُعلقة في ذلك المكان ..
مساؤك .. أدب يا ميار