أولاً : مي أنتِ رائعة في طرح المقال , لأن المواضيع مثل هذه دائما ما تُترك مهملة خلف الستار من باب الحياء . رغم أن القصد فيها لا حياء فيه إذا فُصل بطريقة يُراعى فيها الإحترام للجميع . فنحن إن تحدثنا عنها , نتحدث بوضوح عن نقطتين : " الحاجة , والفطرة الغريزية " بتجريدٍ تام ..
نقطة أولى : العلاقة بين الزوجين تقوم في أساسها الأول على المشاركة , والتبادل بقسطٍ لا يُجحف فيه طرف على حساب الآخر .. هي في أصلها اقتسام لكل ما يمت للحياة بصلة .. بدءاً بالحقوق المنزلية , المادية , وحقوق الأبناء والفراش ..
إذاً , هي مشاركة بمعناها الفضفاض ..
بتفصيل أكبر .. وبتوجيه الضوء لما يحدث في بعض بيوت مجتمعنا , قد يحدث بعض التقصير على كل الأصعدة , وبحكم أن المرأة " ضعيفة الشوكة " من مرباها الأصل فغالباً ماتقع في شراك النصائح على شاكلة : " بنت الرجال تصبر " , " بكرة الرجال يتغير , زي ماكان أبوكي " , " اصبري يابنتي , مافي شي يبقى على حالو " , و" عيب لا تتكلمي كدا , اش بيقولو الناس علينا لو سمعوا " ... وهنا الخطأ يترك المجال للرجل في مواصلة عربدته وعدم اكتراثه بحاجة المرأة ..!
أنا مع المرأة التي تتحدث عن رغباتها بشكل واضح , وعن حاجاتها بشكل صريح , خصوصاً وأن العلاقة الزوجية ليست حِمل الأحاسيس فقط , لأنها إن بُنيت على الأمنيات والرغبات الخبيئة فقط , تهالكت في آخر المطاف..
فيما يخص الفراش , أسمع كثيراً أن بعض الذكور - وأنوه الذكور لأن الرجال قلّه – يعتبر الزوجة كمصب فقط .. يُفرغ فيه حاجاته ويواصل يومه بلا مبالاه فيما تحتاجه وكيف ومتى !
الأمر هنا متعلق بالثقافة الذاتيه , لن أقول الجنسية لأن ثقافة أغلب الذكور الجنسية تعتمد على الأفلام الإباحية والصور ونصائح ذكور آخرين أكثر فشلاً في هذا النوع من الإتصال ..
نفتقر لمثل هكذا ثقافة . قبل فترة دخلتُ في نقاش حاد مع مديرة مدرسة لأني من أنصار عملية التثقيف الجنسي في المراحل التعليمية , حتى لاتُترك لمجرد مسألة الإكتشاف والعبث , الأمر الذي سيؤثر لاحقاً على أسرة كاملة . صُدمت بفكرتها وهي تقول : عيب , نحن في مجتمع لايتقبل هذه الفكرة لأنها لا تمتُ لصلة بأخلاقياتنا " عجيبة والله!
حاولت قطع النقاش معها لأني عدتُ أدراجي وفكرتُ بأن المسؤولين عن التعليم ليسوا إلا رجالاً , هم الذين يديرون دفته من أوله لآخره , ما يجعل المسألة أكثر تعقيداً لأنهم لن يقبلوا لرجولتهم أن تُهان بمنهجٍ واضح وأسس صحيحة تُعيد تأهيل غريزتهم من جديد كما يجب ..
السؤال : أين الأخلاقيات إذاً , إذا كان الذكر يحاول تقليد مقطع تلفزيوني على حساب جثة يُقال لها امراة , أو يعتمد على ثقافة العلاقات السابقة للزواج ..؟ الأمر طبعاً لا يتعلق بالبدو أو الحاضرة . الفكرة تحديداً أن الرجل الشرقي هنا يخجل من الإفصاح عن رغبته في المعرفة السليمة , أعزي الأمر إلي أنه يُعد نفسه " علّيم " بالفطرة , أو قد يُعدها انتقاصاً لرجولته –إن وجدت أصلاً - . هذا وهناك آخرين يحاولون في مرحلةٍ مبكرة أفراغ شحنتهم خارجاً بشكل تقبله امرأة ليست زوجته على أنه متعه وقتيه وتنتهي . الشيء الذي لا يتناسب و زوجة لها أحاسيسها , لها روحها لها كيانها خارج الفراش وداخله ..
ضيفي إلي ذلك يا مي , بعض النساء يفتقرن أيضاً للأسلوب الذي يجذب الرجل , ولأننا نتحدث عن نقطة حساسة , فأي خطأ بسيط , أو كلمة ربما تُفسد الأمر برمته.. للمرأة أن تجتهد في أمرها مٌبكراً , لا عيب أن تتحدث مع زوجها بطريقة تُقرب له حاجتها تحديداً . على الرجل أيضاً أن يتفهم الحديث عن أساسيات المشكل ولايأخذها بشكل شخصي وحاد , يتوجب عليه أن يضع نصب عينيه أنها تقابله في سُلم الإنسانية , ولها من المستحقات ما يجب أن تدافع عنه , مثله تماماً ..
تعرفين!
المشكلة تتعلق بالعيب والفضيحة , قد يستكثر منها الرجل الحديث في المسألة وقد يأخذها على أنها انتقاص من فحولته , لكن ذلك يعتمد على حذاقة المرأة في انتقاء المفردات التي تعبر عن حاجتها الغريزية بشكل يقبله ويوافق طبيعته وأفكاره ..
إذاً فالمسألة تعتمد على الطرفين , وعلى الرجل أكثر بحكم ضعف الطرف الآخر وحرجه في بعض تفاصيل هذه الأمور ..لكني أوافقك نحن كمجتمع نُلغي المرأة لصالح الرجل .. لكن ثمة اجتهادات ..!
أطلتُ عليكِ يامي .. أتمنى ألا أكون ثقيلة الحضور والقول ..مع احترامي للجميع ..