بدأت القصيدة بـ 6 أبيات بدأت بكلمة [ هلا ] والمُتعارفْ عليهْ أنّ هذه الكلمه تقٌال ترحيباً بـ غالي بعد غياب
كُلْ بيت من تلك الأبيات الـ ست حوى بعض أسباب ذلك الغلا .. وتلك الأشواق .. وقول الـ هلا بـ لهفة
وكُلُ بيتٍ من تلك الأبيات حوى تصاوير جميلة .. مفردات مُنتقاه .. عذوبهْ في الخطاب .. شفافية في الطّرحْ
تلى ذلك [ هقوات .. جُرأة .. ثورة .. غرق .. استغاثة ] وتصوير الحال وقت الغياب وكيف أنّ البُعْد موجع والأحاسيس باردة
ظمأ .. زمان .. نسيان .. ظُلْم .. عُذُرْ .. كُلُها كانت أسباب قوية في أنْ تأتي القصيدة بهذا الجمال وهذه العذوبة :
[POEM="font="Traditional Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]انا من هام في حبك صدقتك ما صدقتيني = وذا اللي في قفص صدري حزينه نغمة الحانه
وذي يسراي شيهانه اناجيها وتناجيني = انا بأسمك اناديها ومثلي حيل تعبانه
وهذا دفتر اشعاري ، حروفه يومها تجيني = لأني فيك كاتبها تجي تختال طربانه[/POEM]
استطاع الشاعر توصيل الفكرة التي يريد إيصالها بـ تشبيهْ الأحاسيس بـ شخص يبوح ويرتدي ثياب
شخص يبوح من قسوة الأيام ومرارة السنين .. شعور يستحيل ثياب الفرح بـ ثيابٍ من حُزْن ثمّ ماذا :
[POEM="font="Traditional Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]هِنا يوم ارتمى شالك بِرمش العين صبتيتي = هِنا يوم انتثر ليلك على نجلات نعسانه
وهِنا حطيت هالورده زمان اللي هديتيني = تبسّم ثغرها بشوفك بعد ماهيب ذبلانه
تعالي واسمحي لي ما قوى جسمي يمشيني = وانا لك واجبي انهض نهوضٍ عاليٍ شانه[/POEM]
بقاء الحال عند فقد الأحبة .. خِلاف الثمر عند فقد الماء .. نُحول .. شُحوب .. فقد للمُعالج والعِلاج
بسبب حُبْ تمكّن في الذات .. دائماً أُحِبْ الأبيات التي تُسْتهل بـ [ تعالي ] أشعُرْ بأنّها طاغية في الإحساس
[POEM="font="Traditional Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]تعالي وانشدي قلبي تعالي وانشدي عيني = تعالي وانشدي كلي من انتم فدوة اعيانه
تعالي واسكني فيني ولو ساعه وعيشيني = تمشي في بعض مني اذا تبغين برهانه
وشوفي عرشك بقلبي وحوله لك بساتيني = دنا لك ما زرع فيها ثمر خوخه ورمانه
تعالي ليه صديتي ؟! امانه لا تخليني = شحيحه ليه في وصلي؟! وروحي منك ضميانه[/POEM]
الإحساس بالظمأ عند الفقد ورؤية ذاك الغائب إرتواء ليس بالهيّن .. [ تعالي لعنبو حي الفراق ]
ثمّ يصوّر الشاعر نفسهُ بـ سهم في قوس عينها وهو نفس العنوان الذي اختاره لهذه القصيدة
وتمني أن يكون مكان رمي ذاك السهم هو وسط القلب .. !
[ .. أحمد الديهان .. ]
أتعلم بأنّي لو لم أعلم بأنّك راعي طير يمكن مافهمتك كثير .. بس أنا أعلم بعلاقتك مع الطير لذا انهيت قصيدتك بحوار مع طيرك
بسؤاله عن سبب بُكاؤُه لك .. سؤالك لهُ عن سبب زعلها .. وردّهُ لك بأنّها لم تكن أكثر من أشواق حلمانه
[ غفوة .. نداء .. صحوة ] فلا وجود إلا للـ طير .. ثمّ إحساس بالخيبة .. لذا لم يتبقى سوى الصبر
[ ظميتك ياهنا عمري ثلاث سنين ناسيني ] ......... إلى ...... [ أبصبر عامي الرابع أبصبر بيني وبيني ]
ختاماً :
الله يفرج كربتك يا أحمد .. ويصح لسانك وبيانك .. قصيدة ولا أروع .. وإحساس شفيف أكثر من رائع
رُغْم أنّك مُقِل إلا أنّك تأتي بما يقصم ظهر الذائقة .. هنيئاً للـ شْعر والـ طير أنت !
كل التقدير والإحترام