الامل لو مات فضلت الكفن !

[سَارة القحطاني]

.
.
.

من المؤلم أن يضيع فؤادك منك فجأة , و تتجاهلك خطواتهُ حين تستفيقُ من سُباتك !
والاشد إيلاماً أن يكونُ سُقوطهَ مبنياً على حُبّ ظننته مُكتملاً وخانتكَ ظُنونك وملامحُك وتفاصيل
الفرح المنسدلة على جبين عمرك ومكثت وحيداً من بعده , وعارياً حتى من نبضاتك
النائمة بصدره !

سارة القحطاني .../

 

[سَارة القحطاني]

.
حينما نفذ صبري وأفتقدتُ شهيتي في مراوغة المقنعون !
وحينما وددتْ أن أساومُهم على كومة أشيائي الثمينة مقابل أن يهبوني الراحة بَفراقُ لا يثمر
وجعاً ولا يُنُجب في طريقي فًرص لقاء , أعارتني أُمي صبرها وكُل شيء ينبضُ بَين كفيها ,
وهمست لي : كُوني عاقلة بما فيه الكفاية يا سارة لكيلا تكوني مثلهم لا لون يميزك ولا ملامح
تُرسم تفاصيل عمقكِ بصدق !

فابتسمتْ , وعلمت حينها أن كُل الأشياء يمكن أن تكون عقيمة لا تُنجب أرحامها أفراحاً / احتواءاً
نستشعر الآمان به , في الوقت الذي نحتاج فيه أن نكون كما نريد تماماً كملامحهم
التي نشتهيْ اقصائها من الذاكرة , وقت ما يُمررّ الخذلان صرير مواسمه على شَفتيْ أحلامنا !

لذلك تجنبتُ كُل الطرقَ التي تصلني بهم , لكيلا أستنزفُ كل حواسي , كلماتيْ , مشاعري
من أجل إثبات هويةِ ملامحهم التي ينكرها وطني , وربما وطنهم أيضاً !

سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

ليس بوسعنا أن نفعلُ الأشياء الخارقة , وليس بمقدورنا أن نتجاوز ضعفنا ونُطبقَ أفواهُ المساءات
التي تُغرد لحنها داوخلنا لَتُبكينا وَتُجردنا حتى من أصواتنا !
نحن فقط نستطيع استشعار السعادة ولو للحظة قصيرة جداً , اذ ان مثل تلك اللحظات تترك أثراً طيباً
يبقى خالداً بأعماقنا وبذاكرتنا !
حتى أن التفاصيل الصغيرة المتدحرجة من تلّ تلك اللحظات تبقى حيّة فينا لا تموت وإن نجح الحُزن
والأسى والفقد في احباط عزائمنا في كثير من الأوقات !

سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

_الحنين يجعلنا نسير فوق جسر العمر بساق واحدة
لا تكاد تُبصر اعوجاج خُطاها !
والحنين يجعلنا نغني لَفُرص اللقاء التي لا تأتي
كي يطيب لنا النوم بلا أضغاث أحلامٍ تُذكرنا
بفاجعة الفقد !
والحنين يجعل منا أشخاصاً آخرين , لا نعرف سبيلاً
للنجاة من وحل انتظارهم الا التعمقُ بحبهم أكثر وكتابتنا في فصول
غيابهم بكل شكل ولون !

غريبون نحن , ونزداد غرابة حين يسكننا الحنين !

سارة

 

[سَارة القحطاني]

.
.
.
.
أُحصيَ الخيباتَ والعثرات التي أوقعتُ قلبي فيها , وأحصي أميالَ الضياع التي مابرحت
خطواتي عنها , وأحصيَ كومة الاشياء التي أفتقدتها حين أحببتكَ وأوجعتني !
أُحصي كل لحظاتي عمري الباهتة دونك , دون صوتك , دون هدهدة شعرك
أٌحصي لحظاتَ العيدَ التي كنت أنتظر فيها اشراقتك , وَتخذلني ولا تأتي !
أٌحصي كم الدموع التي كَنتُ أُرشي بها أحلامي كي لا تموت هي أو تذبل فيها ملامحك!
أٌحصي المسافات التي كنت أقطعها لَأصل لحدود حلمك الذي لا يحتويني !
وأًحصي المرات التي كنت أعاتب فيها الحياة التي تسرقك منّي !
وأٌحصي كومة رسائل العتاب التي كنت أسافر بها إلى قلبي الذي لا يسمعني ولا يكاد يفقه شيئاً
سوى حُبك وحُب كل الأشياء التي تنتشي بك !

.
.
.



متعبة أنا اليوم , وَحزينة لأجل نفسي كثيراً !
فأنا لا أحب مواسم العيد التي لا تحتفل بك معي
ولا أحبّ لحظاتها التي لا تأتي بك أو بشيء من تفاصيلك !
أخبرني فقط: أي فرحة هي تلك التي سَتشرع نوافذها في وجهي صباح العيد
بعد أن وهبتك كل أفراحي , وملامحي ومكثتُ في كل فصول الجفاف أتلو دعواتي لها
بأن لا تظمأ أبداً وهي بين كفيك !


سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

حينما نعجز عن زرع ثمار الجوز في بساتيننا الغناء بنا , وحينما تعجز أصابع الحنين الطويلة
من أن تتوغلَ بَجسد الباب وتَحرك مقبضة كي تبور المسافات ونلتقيْ
بفوضى أصواتهم فنطيب , وحينما نخشى تعفن رغيَف كلماتهم والتي نسد بها رمق قلوبنا الجائعه ,
وحينما ننسى حواسنا وأحلامنا وأمنياتنا ونُضحي بها , مقابل أنَ نطبطب على قلوبنا بالباقي من وعودهم , وحينما
لا نجني من ثمار الصبر إلا غصناً ذابلاً تتكور فوقه نُدبات الجفاف !

نهربُ منا , منهم , ومن وطن يعرفنا ويعرفهم
نهربُ لكيلا يتوغل فينا اليأس أكثر فنفتقدنا ونفتقد نشوة الاشتياق إليهم !

سارة القحطـاني

 

[سَارة القحطاني]

حينما نُحب بعمق , نكتب بعمق , وَنُغني بعمق , ونبكي بعمق أيضاً !

سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

والجروح القديمة لا تُمحى ولا تُنسى يا عزيزي , اذ انها تترك لها أثراً واضحاً وجلياً
بكل أجزائنا الحيّة , وبكل تفاصيل حاضرنا أيضاً , لذلك هي لا تُغادرنا أبداً!

سارة القحطاني